الزمن وزلزلة كل المفاهيم الفيزيائية ؟؟
ليس هناك من مسألة عويصة مثل الزمن وليس هناك من قضية واضحة مثله فكلنا نتعامل معه ولا نتحرك دون معرفة تدفق الزمن وكم الساعة؟ ولكن مع هذا فكل الفلسفة والفيزياء وقعت في حيرة في مواضيع مثل المكان والزمان وقوانين الوجود والطاقة وقوى الكون الأساسية. فمثلاً مع نظرية الانفجار العظيم يعتبر الزمن كائناً استحدث فلم يكن قبل الانفجار العظيم زمان أو مكان أو أي أثر لطاقة او أي مجال لقوانين أو قوى تحكم الكون. ثم تشكل كل شيء لاحقاً. كان الكون مثل الفيلم أو شريط الفيديو الواقف على (إشارة التوقف) ثم فجأة وكان أصبعاَ ضغطت ريموت كونترول خفيآ فبدأ الفيلم بالعمل وهكذا تدفقت وحدات الزمن وتشكل المكان وبدأت طاقات الكون في العمل والذرات بالتشكل وقوانين الكون بالسيطرة والهيمنة على مجريات الأحداث. وشغل موضوع الزمن بال العلماء ومازال ونحن نعرف أن أصغر وحدة زمنية هي الثانية وهذه حقيقة ولكن العالم المصري زويلة الذي فاز بجائزة نوبل وصل الى مستوى الفمتوثانية أي واحد من المليون من البليون من الثانية إذا كنت قد فهمت صحيحا سر نيله الجائزة. كما أن النسبية ربطت بين السرعة والزمن على نحو عجيب فقالت بأن تدفق الزمن ليس واحدا في كل الكون وهو مرتبط بالسرعة التي نتحرك بها أو الكتلة التي نقف عليها. ومعنى هذا الكلام زلزلة كاملة لكل المفاهيم الفيزيائية التقليدية. فأسحق نيوتن مثلا كان يتصور المكان المطلق ووحدات الزمن المطلقة التي تتدفق بانتظام في كل مفاصل الوجود ولكن آينشتاين وصل من خلال مفهوم السرعة الى تشطيب هذا المفهوم ولانعرف بعد ذلك إلى أي شاطئ من الاكتشافات يوصلنا العلم. يقول آينشاين إذا كانت سرعة الضوء نهائية وهي 300 ألف كيلومتر في الثانية فإن أي مادة لانستطيع الوصول لهذه السرعة وإلا استحالت طبيعتها وكيف ذلك؟ يقول إن الوصول إلى سرعة الضوء يفرض استحالة رباعية على الأشياء وأرجو أن أبسط ذلك للقاريء كما ذكرت في إحدى المقالات أنه من الضروري في تنويع المقالات أن نعطي بعض الحقن الدسمة للعقل في تغذيته وهذه المقالة هي من هذا العيار الدسم فلنصبر قليلا. إن الوصول الى سرعة الضوء تعني استهلاك طاقة لانهائية وانضغاط الطول إلى الصفر وتحول الكتلة إلى وزن لانهائي أثقل من كل الكون ولو كان المتحرك مثقال ذرة من خردل وفي النهاية من رابع المستحيلات عند آينشتاين هو توقف الزمن وهذا يدخلنا على مسألة فلسفية رائعة ولكن يجب فهم هذه النقطة من النسبية الخاصة التي أدخلت توقف الزمن من خلال مفهوم السرعة أما النسبية العامة فأدخلت توقف الزمن من خلال مفهوم الكتلة بمعنى أن الزمن على ظهر الكرة الأرضية هو ليس مثل المشتري بسبب فرق الكتلة فإذا وقف الإنسان على ظهر مكان عرضه السموات والأرض أي لانهائي فيمكن أن يتوقف الزمن بفعل ذلك هل يقرب إلينا هذا مفهوم الخلود على نحو ما. أجمل ماقرأته للفيلسوف محمد إقبال أن الزمن ليست دورة الفلك بل حالة النفس فتأمل هذه الفكرة
التعليقات (0)