مواضيع اليوم

الزمن الجميل

 

الزمن الجميل                 
                                                      
كثرة الآراء واختلفت على تحديد معنى أو مصطلح  واضح محدد لزَمن الجميل  هل هو لعصر محدد أم لجيل معين أم لأشخاص  محددين أم لكل الناس  أم لأي  شعب يعيش فترة زمنية في رحاب الحرية والرخاء والازدهار ثم تعقبها فترة يعاني فيها القهر والتسلط والظلم  وضنك العيش والفقر والمرض والفوضى  ثم يتباكى ألماً وحسرة على تلك الأيام الخوالي الجميلة.. 

ومما لاشك فيه إن كل منا  مرة في حياته عدة مراحل  منها الجميلة  ومنها ما وهو عكس ذلك0 ولا اعتقد ان احد يختلف معي ان العصر الجميل في عهد الأمة الإسلامية هو عهد الرسول صلى الله عليه وسلم  والصحابة رضوان الله عليم .. بما في هذا العصر من جهاد ومجاهدة وبناء كيان امة.  وحروب متواصلة  واستطاعوا  تأسيس وبناء دولة عظيمة  تسير على منهج رباني  وكانوا يتسابقون للاستشهاد  كما يتسابق أعدائهم  للحياة  ..كل القائمين بهذه الأعمال الخالدة يشعرون  بالشموخ ولذة وفخر  وهم يبذلون في سبيل ما يقومون به  ويقدمون  أرواحهم  عن طيب خاطر في تسابق عجيب  كلً يطلب الشهادة قبل الآخر    لينالوا  ما وعدهم  ربهم من النعيم0

والزمن الجميل في نظر البعض يراه في فترة الطفولة وبدء الشباب  زمن البراءة والتلقائية والأحلام الوردية   وعدم تحمل المسئولية  وأعباء الحياة-
البعض يصف الماضي بالزمن الجميل برغم أننا نعرف أن ذلك الماضي الذي يتحدثون عنه.. لم يكن جميلاً وإنما وبالكاد ان المرء  يحصل على لقمة عيش له ولأبنائه بالصعوبة .. ناهيك عن انعدام وسائل الحياة الحضارية التي  نستمتع بها في حاضرنا   كالمستشفيات والكهرباء، والمواصلات والاتصالات  والتقنية والطرقات وكافة أنواع الرفاهية والرقي التي نعيشها الآن من ازدهار ورخاء ورغد العيش.. إذن فالمسألة لا تعدو ان تكون مجرد أحاسيس عاطفية تشدنا إلى الماضي   وحالة تذمر من معاناة نعايشها في حاضرنا  قد تكون نتيجة نظام سياسي ظالم ..ديكتاتور غاشم تلتف حوله طوابير من المنتفعين المفسدين يعيثون في البلاد الفساد . وانعدام العدالة والمساواة  في تقسيم ثروات البلاد  التي تستأثر بها قلة من الناس – وقد يكون نتيجة  تكالب أعباء الحياة العصرية التي تزداد مطالبها يوما بعد يوم .. وهناك تناسب طردي بين الدخل والخرج  كلما اجتهد الإنسان  في زيادة دخله تلقائيا تزداد مصروفاته 0 
في الماضي كانت الحياة بسيطة وسهله برغم قسوتها  ولكنها كانت مملوءة بالحب والتراحم والألفة بين الأهل  والأقارب والجيران والأصدقاء عكس الحياة اليوم  0الكثير من الناس لا يعرف جارة  ولا يعرف من يصلي معه في المسجد . إما الصداقة الحقيقية فهي اليوم شبه معدومة0 والفرق شاسع بين الصداقة والمعرفة  والزمالة .

مع الركض وراء سراب العصر  ومطالب الحياة  غابت المحبة الصادقة  و هي السمة البارزة  التي كانت تسود الناس  .. فقد كانوا قديما يعرفون من يمرض فسرعان ما يزورونه  ومن يتعرض لأزمة  يتسابقون لمساعدته  ومن يموت  يحضرون جنازته  ويعزون أسرته  ..  أما اليوم فحدث..  !

العداوات منتشرة بين الأهل والأقارب . وبين الجيران وزملاء العمل ..كما تحول التنافس الشريف الى حسد وحقد .
حاضرنا  لا شك انه زمن جميل  وأجمل من الجميل  لو  أخذنا ايجابيات الماضي  ومحاسن الآباء  والأجداد  وصفاتهم  التي نتباكى عليها . والتي استطاعوا من خلالها  ان يصنعوا لنا  تاريخ  ومجد وبناء امة .. لو  مزجنا  محاسن الماضي  ومواكبة التطور  الحضاري والتقدم الذي  يشهده  العالم في حاضرنا لتغير حالنا 0   
.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات