مواضيع اليوم

الزلزال قادم.. الأنظمة العربية إلى زوال (4)

suzan khwatmi

2009-01-25 11:45:40

0


خلال مسيرة متابعاتي للشأن السياسي العربي، الاقليمي والعالمي وعلى مدى خمسة وعشرون عاماً شهدت خلالها أحداثاً جسام غيرت واقع المنطقة العربية من اليسار إلى اليمين، أجزم أن الشعوب العربية لها بعدان متجذران في الأرض العربية ولا غنى لمستقبل المنطقة عنهما في حال أرادت الشعوب أن تنجز انقلاباً ملحوظاً على المستوى العربي. أولهما، على صعيد الأنظمة العربية الحاكمة... فمصر هي الرائدة لتلك الأنظمة في اجراء أي تحرك تكتيكي لاحداث واقع استراتيجي جديد لمستقبل الأمة، وهذا الخيار فقد الأمل فيه بسبب أن النظام المصري أصبح عجينة طيعة في يد أصحاب المخطط الامبريالي الذي يطبق على شعوب المنطقة. ثانيهما، هو الشعب المصري الجبار، ولا أقول جباراً رياءاً ولكن أبناء العبور في حرب 1973 هم بالفعل كذلك ولولا تخبط القرار السياسي المصري في زمن السادات لكانت الدبابات المصرية تسرح وتمرح في تل أبيب ولم نصل الى هذا اليوم الذي ينقسم فيه العرب الى فسطاطين، نقاوم / ننبطح.

شعب مصر العظيم، هذا الشعب الذي تنبه له أنور السادات جيداً وأراد أن يلتف عليه في كامب ديفيد ومن قبلها زيارة العار لاسرائيل وكلمته في الكنيست، لم يكن خالياً بعد من إرث القومية العربية والنهج الديني الشرعي فخرج له الاسلامبولي ورفاقه خلال استعراضات النصر المزيف ليصفوه ويقتل خلال قمة وهج احتفالات النصر في اكتوبر. الاسلامبولي كانت له رسالة أخرى موجهة للشعب المصري مفادها أنتم يا شعب مصر يا أحفاد الفراعنة يا شعب تاريخه غائر في صدر التاريخ، كيف اذنتم للسادات ومن والاه أن يشطب تاريخكم بجريمة السلام مع الكيان الصهيوني؟ إن الاسلام والرسالة المحمدية قفزت قفزة نوعية خلال الدعوة حين فتحت مصر ودخلت الاسلام فتمددت الدعوة إلى أقاصي الدنيا بفضل تضحيات الشعب المصري. أنتم يا شعب مصر كنتم ولا زلتم قلب هذه الأمة وعنوان عزتها... تلك هي رسالة الاسلامبولي لشعبه.

بدأ زمن السادات بعد موت القائد التاريخي لمصر جمال عبدالناصر عام 1970، وحصد نتائج النصر لحرب 73 زورا وبهتاناً فكما نعلم أن ما تم من عدة وتخطيط لتلك الحرب بدأ منذ نكسة حرب 67 والتي جعلت من عبدالناصر عنواناً للتنحي عن الحكم ولكن الشعب المصري أصر على أن يبقى قائداً للأمة العربية قبل المصرية. تلك الثقة التي أولاها المصريون لعبدالناصر دفعته كي يعد العدة لحرب تزلزل الأرض تحت أقدام الكيان الصهيوني، إلى أن جاءت مشيئة الله وتوفى ثم استلم محمد أنور السادات الحكم مع أن هناك من هم في قيادة ضباط الثورة أحق منه، ولكن الماسونية وما أدراك ما هي الماسونية، فنصب السادات حاكماً على مصر ومن هنا بدأت المصائب تصب نار غضبها على الشعوب العربية من مشرقها والى مغربها. لقد أراد السادات النجاح في تحقيق النصر في حرب اكتوبر 73 ليس إلا لغرض في نفس يعقوب، فبعد الحرب وتحديداً عام 74 أطلق مقولته الشهيرة "الانفتاح الاقتصادي" وأصبح الود "بلية" المليونير "بلية" في يوم وليلة.

للأسف لم تشهد مصر انفتاحاً على المخدرات وكل ما يخدر الشعب المصري إلا على زمن السادات، ولم يكن الانفتاح الاقتصادي إلا الاستيراد والتصدير لجميع أصناف المخدرات والممنوعات التي أغرق فيها الشعب المصري، وفتح أرض مصر العزيزة على قلوبنا لتكون معابر الترانزيت لتجارة السلاح والمخدرات والجنس خاصة بعد أن حيكت الحرب اللبنانية خلال سبعينيات القرن الماضي لتتصدر مصر هذا الموقع من الانفتاح الاقتصادي الذي جرف بوصلة الشعب من مدها القومي الاسلامي والى الانغماس في ملهاة الدنيا والمخدرات. وفي غفلة من الزمن وخلال انشغال المصريين في هذا الانفتاح ومن بعد أن ذاقوا حلاوة طعم الثروة والفلوس، والود "بلية" خير برهان، تسلل السادات خلسة إلى اسرائيل عام 1977 في زيارة فاجأت الاسرائيليين قبل العرب. ذهب السادات الى الكنيست يستجدي السلام وهو منتصر وهذا ما حصل في توقيعه لمعاهدة السلام مع الكيان الصهيوني عام 1979 في كامب ديفيد التي سميت تيمناً بها!! كان هذا أول مسمار في نعش الوحدة العربية ووحدة المسار والمصير.

جاء خالد أحمد شوقي الإسلامبولي الذي كان نقيبا في الجيش المصري وعضواً في إحدى الجماعات الإسلامية المسلحة تدعى الجهاد الاسلامي ليقول للسادات أنت خائن وهذا مصيرك. فالاسلامبولي هو المنفذ الأساسي لعملية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات بالاشتراك مع عبود الزمر وعبدالسلام فرج، وقد قام بذلك بسبب زيارة السادات لإسرائيل وإبرامه معاهدة السلام حيث قالت الجماعات الإسلامية أنها "ردة وخيانة للقضية الفلسطينية والأرض المصرية المحتلة. ففي 6 أكتوبر 1981، وكعادة مصر في الاحتفال بالانتصار في حربها مع إسرائيل، في هذه المناسبة، تصدر الرئيس المصري منصة كبار المدعوين ليستعرض الفرق العسكرية أمام المنصة وإذ بسيارة عسكرية تقل الاسلامبولي وجماعته يترجلون منها ويفتحون النار على الحضور في المنصة وأردوا السادات قتيلاً واصيب عدد من الحضور بينهم نائب الرئيس آنذاك حسني مبارك. ومن المزعوم أنه لم تجر بعد عملية إغتيال السادات أية محاكمة للمسؤولين الرسميين عن الأمن بتهمة الاهمال ولم يحاكم أي من أفراد الحرس الخاص وقد أشيع أيضاً أن كل الضباط (الذين حضروا حادث الاغتيال) تمت ترقيتهم فيما بعد، فقد تمت ترقية قائد الحرس الجمهوري مصطفى صادق وأصبح محافظا، ومحمود المصري تولى إدارة الكلية الحربية، وجمال شرف قائد طابور عرض المدفعية، الذي أحضر خالد الاسلامبولي ومن معه، تولى إدارة سلاح التوجيه المعنوي، وأحمد سرحان قائد الحرس الخاص تم تعيينه في مجلس الشورى وحسنى مبارك أصبح رئيساً والى يومنا هذا.

 

وللحديث بقية..........                    "سنموت يوماً ما .. فلنموت بعزة"

 

سالم أيوب - "لا مجال للصمت بعد الآن"




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !