الزلزال قادم.. الأنظمة العربية إلى زوال (2)

ما جرى بالأمس لسنا ضده ولن تقف الشعوب الحرة في طريقه، فهذا شأن زعامات ذات مصالح شخصية ارتأوا أن يتصالحوا على هامش احدى قممهم الفاشلة، من المنظور الشعوبي في حال لم يلبوا مطالب الشارع العربي في قراراتهم المنتظرة، ولكن الشارع العربي والعقلية الجديدة التي يتحلى بها الشعوب المقاومة والرافضة للهيمنة الصهيونية ليست ببعيدة عن نيل الحرية باقصاء جميع الأنظمة العربية التي نهبت الحقوق المصيرية لمقدرات الأمة. الأمة العربية والإسلامية التي لم تكن يوماً في حالةٍّ مزريةٍّ ومستباحاً فيه حقوقها كما هو اليوم لهي أنقى من أن تدنس بالعفن السلطوي الذي يقول أن العقلانية هي الحالة الأنجع في في عدم تكافؤ القوى بين العرب والكيان الصهيوني.

ونحن نقول، هل العقلانية هي أن نكون جبناء في تعاملاتنا مع الكيان الاسرائيلي، وإلى متى؟! يا سادة، الاسلام أطلق عليكم وصف ولاة الأمور على الشعوب لا أن تكونوا أوصياء على أمور الشعوب لتطبيق تعاليم الغرب الامبريالي عليها. الله سبحانه وتعالي دعا للعقلانية ولكن حين يجنحوا للسلم وأنا لا أرى أن الكيان الصهيوني جانح للسلم، إضافة إلى أن الاسلام يدعونا للدفاع عن الحياض والمقدسات الاسلامية، فما بالكم ولنا أراضي محتلة وسفارات أجنبية تصدر توصياتها لحكامنا الأفاضل. يا أيها الأنظمة العربية المبجلة، إلى متى أنتم باقون على كراسيكم الفاخرة، وكم من الأحرار تحتاجون لسفك دمائهم أكثر وأكثر؟

يا سادة يا من يطلق عليكم ولاة أمورنا، أثبتوا لشعوبكم كيف أدرتم أمورهم أو شؤونهم في هذه الدنيا الفانية؟ أتذكر منذ 50 سنة مضت من تعاقب الولاة بالوراثة، سواء كان النظام ملكي أو جمهوري، ما أن استطاعت الشعوب من نيل رضى الحاكم الجديد وعلى مدى زمن ليس بقصير آملة في أن يلبي مطالبها ويحقق آمالها، فاجأ الموت ذاك الحاكم وجاء ولده من بعده وتدور الرحايا من جديد وهذا هو حالنا.... فلا مصائر حددت ولا كرامات حفظت ولا حقوق استردت. إلى متى هذا حالنا معكم يا ولاة أمورنا؟ فقد وصلت الأمور إلى خواتيمها فرفقاً بالقوارير ولا أقصد الشعوب بالقوارير بل أقصدكم أنتم يا أيها الأنظمة العربية البائدة.

لقد كذبتم علينا دهوراً وأشبعتمونا نحوراً وأهلنا في غزة يعرونكم فصولاً، فهذا فصلكم قد اقترب من نهايته ولن أصمت بعد اليوم. أنا جاهز كي أكون على مذبحكم لأكون قرباناً ينبئ بأن عهدكم قد ولى ولا أخاف بالله لومة لائم فلا أطيق الكذب والنفاق والخيانة، نحن الشعوب صمتنا قروناً على ما اقترفته يداكم بحقنا في تقرير مصيرنا. نحن نريد محاربة الكيان الصهيوني فافسحوا لنا المجال، ولا نقول لكم أن تدخلوا أنتم الحروب فدعوا جيوشكم تحيط بعروشكم ولكن لا تجعلونا جبناء ومتقاعسين عن أداء ما أمرنا به الاسلام. نحن أمة ولدت للجهاد في سبيل الله والجهاد لإحقاق الحقوق ونصرة المظلومين، ولسنا حكاماً رابضين على العروش كي نأكل ونتمتع بملذات الدنيا.... نحن طلاب آخرة.

سلطوية أوسلو أنموذجاً....
عصابة دحلان نمر حماد ياسر عبد ربه الطيب عبد الرحيم أعلنوا صراحة أنهم ضد حق العودة للاجئين، وهم ضد أي نوع من أنواع السيادة الفلسطينية المطلقة داخل الدولة العتيدة، وهم لا يمانعون في وجود قوات دولية في كل الدولة الفلسطينية لكي تطمئن إسرائيل وذلك رضوخا منهم للإرادة الأميركية والإسرائيلية(مقابل صداقة اميركا وحماية إسرائيل لهم ولذريتهم)، وهؤلاء وآخرين كانوا سبب مقتل ياسر عرفات، وكانوا مشاركين في قتله حين سعوا لوراثته حيا استثمارا منهم لحصار إسرائيل ومصر والسعودية لابو عمار في المقاطعة ولكنه رفض التوقيع على إقرار بالتخلي عن صلاحياته لصالح محمود عباس (رئيس الوزراء آنذاك)، فلما رفض  قصفت إسرائيل مقره بعنف، ولما رفض من جديد إغتيل بالسم واستلم هذا الفريق السلطة بقيادة أبو مازن.

المطالبة بقوات دولية تحمي إسرائيل الذي يطرحه نمر حماد لطمأنة إسرائيل هو نفس الطلب الذي طرحه الصهيوني اللبناني وليد فارس اليوم على إسرائيل للخروج من هولوكست غزة وإيقاف القتل في تطابق تام بين مجموعة صهاينة رام الله بقيادة عبد ربه ونمر حماد وبين صهيوني إسمه وليد فارس يحاضر دوريا في معهد أرييل في إسرائيل لنصح حكومة العدو حول أشرس تعامل ممكن مع العرب.

وهنا يتسائل المرء، لو لم يقتل أبو جهاد وابو أياد هل كان لمحمود عباس ونمر حماد ولياسر عبد ربه مكان في القيادة العليا لفتح وللمنظمة؟ الم يكن اغتيال القيادات التاريخية المقاتلة في فتح من كمال عدوان إلى خليل الوزير وما بينهما إلا توطئة لوصول هذه النماذج الخائنة إلى مواقع تمثيل الشعب الفلسطيني بغير حق وبدعم إسرائيلي وتبني أميركي؟ نمر حماد هو النموذج الصارخ لفهم قيادات السلطة العباسية في رام الله، الذين يندر أن يكون بينهم من هو بعيد عن شبهات العمالة والتعاون مع الإسرائيليين أو مع الأميركيين، وقد طالبت المنظمات الفلسطينية في السادس والعشرين من مارس 2007 بمحاكمة مستشار محمود عباس العميل نمر حماد بسبب دعوته للتنسيق الأمني مع إسرائيل لمكافحة عمليات المقاومة في حين كانت إسرائيل تنفذ عمليات اغتيال للمقاومين.

لذا حين يقف مثل هذا النموذج الفاقع للعمالة أمام وسائل الإعلام متهكماً على قمة عربية في الدوحة ساخراً ممن حضروها بحجة أنها لا تخدم القضية الفلسطينية فهو كان يعني بالتأكيد ونظرا لتاريخ نمر حماد الخياني بأن قمة الدوحة ليست في مصلحة إسرائيل لأن الرجل وتاريخه يشهد له، لا يعمل إلا لما فيه مصلحة إسرائيل. وهنا يكفي للقاريء أن يعيد قراءة بعض من تصريحات الصهيوني نمر حماد خلال حرب إسرائيل على غزة منذ اليوم الأول لنكتشف أنه أوقح من برر مجازر إسرائيل وأقبح من دعى المقاومة الفلسطينية إلى الإستسلام. هل ينكر عاقل أن قمة الدوحة فرضها صمود المقاومين في غزة؟ وهل يمكن الإستهانة بالمعنى السياسي لاحتضان مؤتمر قمة عربي لرموز المقاومة في غزة وهي خرق على صغر حجمه لتيار الاستسلام العربي الرسمي إلا أنه إضافة إلى قوة المقاومين وهو على ما يبدو ما أغاظ العملاء من أمثال نمر حماد، وأدت لفضيحة التكذيب المتبادل بين عزام الأحمد ونمر حماد.

وللحديث بقية..........                    "سنموت يوماً ما .. فلنموت بعزة"

سالم أيوب - "لا مجال للصمت بعد الآن"