كتاب التوراة وكتاب الإنجيل هما كتابين مقدسين سماويين أحدهما لليهود وهو التوراة والآخر للمسيح وهو الإنجيل, وقد تم تحريف الكتابين وتم نسخهما لعدة كتب فصار كل كتاب ينسب لشخص كتبه أو آلفه فصار هناك كتاب يعرف بإنجيل متي وآخر بإنجيل لوقا وهكذا ... وكذا الحال بالنسبة للتوراة ...
وحتى في العصور القريبة من النبيين موسى وعيسى "عليهما السلام" صار التحريف والإبتداع عند اليهود والنصارى, وهذا ما ذكره القرآن الكريم بقوله تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }التوبة30 ..... فكفرهم لأنهم نسبوا شيئاً إلى الله تعالى وهو الولد والله لم يلد ولم يولد وليس كمخلوقاته يتكاثر وما إلى ذلك من أمور فقد شبهوا الذات المقدسة بمخلوقاتها... بالإضافة إلى ما في كتبهم من تشبيه وتجسيم صريح يأتي ابن تيمية ويدافع عنهم ويقول ( لم يذمهم الله ) ويتبنى وبشكل صريح ما عندهم من عقيدة في التجسيم !!! وهنا سوف نورد بعض الموارد من كتبه لإثبات الحجة والبرهان...
حيث يقول في كتاب " مجموع الفتاوى " المجلد 13 صفحة 167 (( وقد ذم الله اليهود على أشياء كقولهم : إن الله فقير وإن يده مغلولة وغير ذلك ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم قط إنهم يجسمون ولا أن في التوراة تجسيماً ولا عابهم بذلك ولا رد هذه الأقوال الباطلة بأن هذا تجسيم كما فعل ذلك من فعله من النفاة ))....
أي إن الذم الذي لحق باليهود ليس للتشبيه والتجسيم وإنما كان الذم لأنهم قالوا يده مغلولة وإنه جلت قدرته فقير ؟؟؟!! أي الذم جاء على الفقر وعلى غل اليد !! وهو هنا يدافع عن اليهود وعن عقائدهم في التجسيم وينفي تجسيمهم وتشبيههم للذات الإلهية بمخلوقاتها !! ويقول بأنهم مع ذكر اليد ونسبها لله سبحانه وتعالى لم يقل عنهم الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " بأنهم مجسمه ولا يوجد في التوراة تجسيم لله !!.
وفي مورد آخر يقول ابن تيمية في منهاج السنة جزء ثاني صفحة 562 (( بل كان أحبار اليهود إذا ذكروا شيئا عند الرسول صلى الله عليه وسلم من الصفات أقرهم الرسول على ذلك وذكر ما يصدقه, كما في حديث الحبر الذي ذكر له إمساك الرب سبحانه وتعالى للسموات والأرض المذكور في تفسير قوله تعالى ( وماقدروا الله حق قدره ) وقد ثبت ما يوافق حديث الحبر في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه من حديث ابن عمر وأبي هريرة وغيرهما )) ... ويأتي ابن تيمية على ذكر الحديث في هامش الصفحة حيث يقول (( روى البخاري ..... عن ابن مسعود .... جاء حبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد إنا نجد إن الله يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع, فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ...))!! أي إن الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " يصدق قول الحبر بأن الله سبحانه وتعالى لديه أصابع والأصابع أكيد في كف والكف لها ذراع والذراع لها كتف وهكذا, هذه هي عقيدة ابن تيمية في التجسيم !!! سبحان الله عما يصف المجسمة.
وفي مورد آخر يقول ابن تيمية في كتابه شرح حديث النزول , صفحة 217, (( إن المسيح عليه السلام قال لا تحلفوا بالسماء فإنها كرسي الله, وقال للحواريين إن أنتم غفرتم للناس فإن أباكم الذي في السماء سيغفر لكم ... وأبوكم الذي في السماء هو الذي يرزقهم .... ومثل هذا من الشواهد ما يطول به الكتاب ))....
حيث يستدل ابن تيمية على مكان وجهة وجود الله سبحانه وتعالى فوق العرش وأن العرش كرسي الله سبحانه وتعالى والأدهى من ذلك أن ابن تيمية يقدم على ذكر مورد فيه من الكفر الصريح بذكر عبارة ( أبوكم في السماء ) !! ولا نعرف كيف عرف أن هذا الإنجيل هو الصحيح غير المحرف وكيف استدل على ذلك ؟؟؟؟!!! يستشهد بكتب اليهود والنصارى في التجسيم وإثبات الجهة والحد والمكان لله سبحانه وتعالى ويقول ومن الشواهد ما يطول به الكتاب !! وقد صدق المرجع الأستاذ الصرخي بقوله ( أتباع ابن تيمية المارقة يأخذون من الزاملتين من الكتب الإسرائيلية ولا يأخذون ويذكرون شيئاً عن أهل البيت سلام الله عليهم!!! لا يذكرون شيئًا عن منبع الحكمة، والقرآن الناطق، الذين أوصى بهم وبإتباعهم النبي "صلى الله عليه وآله وسلم ") فالزاملتين وكتب اليهود والنصارى هي قرآن أتباع ابن تيمية ومنها يأخذون دينهم وتوحيدهم الأسطوري الخرافي.
بقلم نوار الربيعي
التعليقات (0)