مواضيع اليوم

الزار

soso-n nafee

2009-04-14 19:58:48

0

الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزار !!!!!!!!!!!!

 

كنت فى الثالثة عشر من عمرى ومنذ تشكل وعيي فى تلك المرحلة وانا اسمع عن حفلات الزار التى لم ادرك الهدف منها سوى اني اعتبرتها هلوسات شعوب تنعم بالجهل والغباء , وعلى الرغم من كراهيتي غير المبررة لها الا انني كنت اتوق لرؤية واحدة منها ..حتى حانت الفرصة عندما دعت الست جارتنا " ست الحسن " امى لحضور الزار الذى ستقيمه لابنتها " لوزة " الجميلة المحسودة والتى ترفض احسن العرسان , ليفك نحسها  وترضى الاسياد عنها وتتزوج سريعا ..

ونظرا لفضول القطط  الشديد الذى ينتابني بين الحين والآخر فقد صممت على حضور هذا الحقل ومهما كلفني الامر وان كانت علقة ساخنة من امى او اى عقاب اخر ..

ورغم تخويفي من شدة الامر ورهبته الا انني استطعت ان اتفق مع خادمة الست جارتنا " سيدة  " على ان تجعلني اشاهد الحفل مقابل " خمسة وعشرون قرشا " مصروف اسبوع باكمله  ..

 امسكت "سيدة "بالمبلغ قبل ان تدسه فى صدرها الفياض وقالت وهى تضحك : - مش حتخافى يابت وتفضحيني  ؟؟

ــ انا اخاف .. وحخاف من ايه ؟؟ حفله كلها رقص وغنا .. وبعدين ما تنسيش اننى تربية عمي الدكتور بشير الذى كان يتركني العب  بالجماجم وغيرها من عظام الموتى ..

صرخت الخادمة " سيدة " ونفخت فى صدرها وقالت :  يالهوى اسكتى اسكتى .. دستور يااصحاب المكان .. البت دى شيطانه باين عليها سامحوها عشان خاطرى ..

واستطردت قائلة :ــ طيب تيجي قبل ما يبدأ الزار بساعة وانا حخليكي تشوفى كل حاجه من مكان كويس .

أردت يومها ان ابرر غيابي عن عين امي بالتظاهر بالنعاس واتجهت لغرفتي سائلة امي بعدم ازعاجي لاني سأنام حتى اصحو مبكرا استذكر دروسي .. نظرت امي الى بعينين ملؤهما الدهشة وقالت : ـ ربنا يهديكي ..

انسحبت بسرعة قبل تغيير رأيها فتطلب منى ان انام بجانبها فى غرفتها كعادتها معي ونظرا لانني ابنتها الوحيدة .. اغلقت الغرفة بالمفتاح وذهبت الى الشرفة التى تطل على شرفة جارتنا حتى اعاين المسافة التى ساقفز اليها حيث غرفة  " ست الحسن " ..

كانت المسافة قريبة ومن السهل لطفلة فى خفتي ان تصلها بسهولة ..

تسللت انا وسيدة  بعد ان قفزت بسلام .. اخذتني من يدى بسرعة واجلستني خلف مشربية من الخشب وضعت للزينة لتفصل بين جزء من الصالة استعمل كمخزن لبعض من قطع الاثاث غير المستعمل  ..

كانت الصالة تعج باضواء الشموع الكثيرة التى اضاءت المكان وعبقه برائحة غريبة مختلطة وروائح اخرى لم اميزها ..

 وسط الصالة التى افرغت من اثاثها انتصبت طاولة  غطيت بشرشف اخضر ووضعت فوقها مبخرة تطلق دخانا كثيفا   ..

وللحظات قصيرة فكرت بأامي وابى لو دريا بأمرى , وبمصروفي الذى ضاع وجوعى اثناء الفسح فى المدرسة الذى سيكون وسيستمر لمدة اسبوع  فأنتابني الغم وقررت ان اخرج من مكمني واطالب "سيدة " اللئيمة برده " وهيهات ان ترده وقد دخل الى غياهب صدرها العامر ولن يخرج الا بالطبل البلدى على رأى المثل او تهديدها بقوى عظمي تعمل على اغتيالها .. ولكن لا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن  قبل ان ابدأ  بالهروب دخلت الابنة  "لوزة " الجميلة بجلباب اخضر وربطة رأس خضراء وخلفها امها السيدة  " ست الحسن " ترتدى جلباب مزكش بألوان غريبة وتتحرك فى ببطء وهى تضع قليلا من البخور فى المدخنة وهى تردد لابنتها : الزار ده هو الدوا وبعدها حتنحل عقدتك وتتجوزي ونخلص ..

ردت لوزة : مش باين ياماما : باين العمل اللى معمول جامد اوى .

وفجأة وكأن الارض انشقت عن احداهن التى قالت بصوت اجش : يالا يانسوان استعدوا

كانت تلك الكودية " الوسيط " تكاد تكون رجلا لولا تضاريس جسدها الواضحة امامى , تمسك بدف فى يدها وبجانبها وقفت ثلاث نسوة على نفس شاكلتها معدومي الجمال والرقة ايضا .

الغريب فى الامر وجود رجل معهن كان يلبس حزاما اسفل خصره فوق الجلباب  الضيق وشعر طويل ربط على شكل ذيل حصان , وجهه منحوتا كالصخر لا حياة فيه ولا تعابير فوقه ممسكا بدف كبير واكبر من الدفوف الاخرى  .

وضع الرجل شيئا  فى المبخرة فشع المكان بنور ساطع ورائحة كانت خليط من روائح البحر .

اختنقت من الرائحة , وتمنيت لو كنت فى سريرى اغط فى نوم عميق ولكن ما الفائدة  من الشكوى فقد دفعت دم قلبي فى الليلة السودة دى ولن ينفع الندم  .

بدأت الكودية ومن معها فى الضرب على الدف بشدة وطلبت من " لوزة"  الدوران حول الطاولة  والرجل الذى معهما يدور خلفها ضاربا بالدف فوق راسها ,وظلت تدور وتدور وتهتز يمينا ويسارا ودخلت نساء اخريات الى الحلقة والكودية تغنى بصوت عال وبشع كلمات لم افهمها ..  

وبعد ان غاب الجميع فى عوالم اخرى واختلط الحابل بالنابل وبدأت الامور تختلط على لوزة الممسوسة تعالى صوت الكودية بطلبات غريبة منها سحليه ماتت فى الحرب العالمية الثانية , وحمامه اشتغلت بوسطجية فى العصر الفاطمي , وبطه عرجاء من سلالة البط البكيني وحاجات تانيه ماسمعتهاش .وادركت حينها اننا شعوب تحكمها وستبقى تديرها الخرافات والهواجس .

غابت الست جارتنا " ست الحسن " وعادت ببطة بدلا من كل ما سبق , وحتى يومنا هذا لا ادرى لماذا رضيت الكودية بالبطة مع انها قالت : ان الاسياد حيزعلوا اوى ,  ولكن هذا ما حدث فقد تم ذبح البطة فى الصالة ولطخ وجه " لوزة " بالدم وهى غائبة عن الوعى فحملها الرجل ودخل هو والكودية معها الى حيث يضعاها على سرير حتى ترتاح .. غابا مع ابله لوزة فى الغرفة التى لم اراها من موقعى المطل على الصالة , والغريب فى الأمر ان الكودية خرجت من الغرفة وتركت الرجل بمفرده مع ابله لوزة والاغرب ان جارتنا " ست الحسن" تركتها بمفردها معه لمدة نصف ساعة وفى تلك الاثناء تعالت فيها اصوات الدفوف واهتزازات اجساد النساء الاخريات  ..

خرج الرجل اخيرا منشرحا وهمس فى اذن الست جارتنا بشئ وسرعان ما ظهرت سيدة اللعينة  ومعها اخريات  يحملن اقفاص مختلفة الاحجام ملئت بالحمام والبط وديك رومي , هذا بالاضافة الى مبلغ من المال وضع فى يد الكودية التى قبلت جارتنا "  ست الحسن" وهى تصرخ : دستور يااسياد ومن ثم خرجت هى ومن معها خلفهن الرجل صاحب ذيل الحصان .. وعلى فكرة ابلة " لوزة " لم تتزوج ابدأ ونكاية فى الزار كمان ماتت عزباء .. وعجبي  

 

ازاى رجعت البيت دى عايزه مقاله اخرى

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !