تعليق خاص بالأخ المقرّب من الجوهرة /
القراء الافاضل أحييكم بمداد القلب و أشكركم جزيل الشكر على كل ردودكم التي أفرحتنا كثيرا سواء تلك الردود التي تزينت بالهدوء و التحليل و التأمل أو تلك الردود التي تزينت بالدعابة و ببعض التنكيت الجميل. و يؤسفني حقا أن اقول لكم انني مضظر لايقاف النزيف و لا اريد لاحدكم أن يعتقد بأن جوهرتي هي من ترفض مدكم بالمزيد فهي تعترف لكم بأنه من اجلكم يهون عليها أن تدخل كل الادغال و الصحاري و السهول و الاحراش من أجل أن تهدي لكم أشهى أطباق الفواكه التي لا عينكم رأتها و لا ألسنتكم ذاقتها. و أنا مثلها يهون علي أن اقضي وقتي كله من اجلكم اهديكم من الفواكه ما قطفت جوهرتي. و لا اريدكم ان تعتقدوا بأني سأمتنع عن منحكم المزيد من القطرات لكوني فشلت معها في المفاوضات لاني أصلا لا أضطر للتفاوض معها لأننا لا نؤمن أنا و هي بالمفاوضات لقد كرهنا هذا المصطلح منذ أن كانت المفاوضات كاسواق تفتح لتباع فيه فلسطين في المزاد العلني. بل المشكل في القانون و مع القانون . كما اني لا أحتاج الى المفاوضات لان جوهرتي اهدتني كل الرمانة و كل القرابين و لما سألتها عن سبب رغبتها أن اكون أنا من يحتفظ بالرمانة قالت لي : لأنك حميد الخلق و لأنك رجل بأكثر ما يتسع ثوب هذه الكلمة للمعاني و لأنك رجل اهديتك الرمانة لاني لا اريد أن يحصل معها ما حصل لغرناطة - التي كانت تعني بالاسبانية الرمانة- و لأنك رجل اهديتك هذه الرمانة كي توقف لعنة من افجعنا في آخر معاقل الاندلس و هو يسلم غرناطة للصلبيين فردناند و ايزابيلا لتقول له أمه عائشة حين رأته يبكي لما انعطفت به الطريق و رأى غرناطة تغيب عن ناظره: ابك كما النساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجل. لقد تحسرناعلى ضياع غرناطة و لكن : قلنا لن نسلم مفاتيحنا بعد المفاتيح التي سلمها عبد الرحمان الثالث. سيكون عبد الرحمان الثالث آخر مسلم بكى غرناطة و اوجعته أمه بحكمة اكدت له أنه لا يبكي فقط غرناطة بل انه يبكي رجولته أيضا. تحسرنا و بقي فينا جرح غرناطة كالجرح المقدس و لكن فرحنا و قلنا لن يزحف فرديناند و ايزابيلا على ملكنا بعد اليوم و لكن استيقظنا من غفوتنا و وجدنا فرديناند و ايزابيلا يترصدون بالرمانة لكن ليس على طريقة اسلافهما في الاندلس. اختاروا من المناطق اين يضربان الخيام فاستقر رأيهما في منطقة القبائل و كذلك المناطق التي يستقر فيها الامازيغ. قد يسأل سائل لماذا هؤلاء بالضبط ؟ سأقول لكم السبب لان فرديناند و ايزابلا و غيرهما من الصليبيين يحملون الحقد الكبير و الحنق العظيم على القائد الامازيغي طارق بن زياد فاتح الاندلس و كأني بفرديناند و ايزابيلا يقولان بخبث صامت : لقد احرق جدكم طارق السفن و انزل المسيح من اعلى الصيليب ورتل على مسامع الاسبانيين " و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم" فكما فعلها جدكم منذ قرون حيث اوقف نزيف المسيح و أطلق نزيف الرمانة سنفعلها نحن الآن و نحرق سفننا و نرفع المسيح الى أعلى الصليب و نطلق العنان لنزيفه و نوقف نزيف الرمانة........
اذن اتى فرديناند يحلم برفع الصليب في منطقة القبائل التي شقي العلماء في ارساء الاسلام فيها و هنا اعرج على بعض اسماء علماء المنطقة على سبيل المثال لا الحصر: علي بن عثمان المنجلاتي و هو من علماء بجاية و فقهائها الاجلاء و قد قال عبد الرحمان الثعالبي في حقه : شيخنا ابو الحسن الامام الحافظ ، و عليه كانت عمدة قراءتي في بجاية ..." و عبد الرحمان الاخضري و عبد الرحمان الاخضري و الشيخ ارزقي الشرفاوي الازهري و الشيخ الجرجري الازهري و غيرهم من أعلام لا يتسع المقام لذكر اسمائهم و فضائلهم في تثبيت الاسلام في منطقة القبائل و منهم من دفع ذلك بحياته و منهم الشيخ ارزقي الشرفاوي الازهري الذي يؤكد الكثير بأنه توفي لما حقنه طبيب فرنسي بابرة سامة و تسبب في قتله لأنه لم يكن يفتي مرضاة للاستعمار . و لكن للاسف الشديد نجد اليوم أن البعض يرسخ لاديولوجية الاستعلاء المذهبي المطعمة بالاستعلاء العرقي الجاهلي ، فينكرون فضل الامازيغ و شيوخ المنطقة في خدمة الاسلام و اعلاء كلمة الحق. و هذا يصدر من صنفين من الناس منهم الذين يتولون الحملات التبشيرية و منهم ضحايا الكتيبات و ان كنا لا نريد ان نضخم دورهم فهم يعدون على الاصابع و ليس لديهم أي تأثير في المنطقة .بينما نوع آخر حول الدين الى تجارة بعضهم يتاجر في السواك و في فتاوي تكفر من لا يستعمل السواك و هذا لانعاش التجارة و آخرون مشغولون بادخال الدين في طقوس الشعوذة و مداهنة الناس و لو كلف الامر الاضرار بالشريعة. اما من الجانب المادي فلا ننسى بان اصحاب حملات التنصير يقومون باغراء الشباب البطال و يستغلون ظروف الناس المزرية . هكذا يفعل حملة الصليب بينما أموال المسلمين تنتهي على جيب حمالة الحطب كوندوليزا أو سجاح الشقراء هيلاري كلينتون و السؤال الذي يبقى عالقا : اترى سينجح حملة الصليب في دك اسوارنا كما نجح فردناند و ايزابيلا. اترى سيخفق اهلنا في الاحتفاظ بالمفاتيح و يبكون كما النساء ملكا لم يحافظوا عليه مثل الرجال. و في انتظار أن يجيب الواقع على هذه الأسئلة أقول لكم يا قرائي الاعزاء أنا عاهدت جوهرتي باني لن أتنازل عن الرمانة التي منحتها لي و هربتها الي خوفا من ان تترصدها عيون فرديناند و لكن اعدكم اذا مد فرديناند يده الى رمانة جوهرتي سأقطع له يده و اعلقها للنسور تقتات منها. أما خلاف الصحابة فيما بينهم و الفتن التي استيقظت في عهدهم لا يجب ان ننظر إليها بأنها نقطة سوداء في التاريخ الإسلامي بل بالعكس يجب أن نستفيد من أخطاء أسلافنا حتى لا نقع فيما وقعوا فيه .و لأنهم بشر و ليسوا ملائكة و هكذا حال المسلم بين الحسنة و السيئة بين الصواب و الخطأ .و مما اعجني قول علي "رضي" لأحد الأعراب عندما قال له بأن الفتن ظهرت بكثرة في زمانه ولم تظهر في زمان عمر"رضي" فأجابه بحكمة : عمر ولى رجالا مثلي أما انا وليت رجالا مثلك.إذا حتى الرعية لها ما لها منا الذنب في جل الفتن التي عصفت بالأمة على مدار التاريخ الإسلامي، و لأن بعض تجار الدين يحبون أن يلهو الجماهير بفتن أكل عليها الدهر و شرب،و ليس العيب أن ندرس التاريخ الإسلامي بسلبياته و إجابياته و لكن العيب في الجدال العقيم الذي يكرس للكراهية و الطائفية و الإنقسام .ألا يجدر بنا أن نترك تلك المشاكل جانبا و نعمل للحاضر و نفكر للمستقبل .و يعجبني ذلك الأمريكي الذي لاحظ جدالا أكثر من عقيم بين شيعي و سني ،الأول يقول علي "رضي" أولى بالخلافة من أبو بكر"رضي" و أما الثاني العكس ، تعجب الأمريكي وقال لهما أهما مترشحان لللإنتخابات في بلدكما قالا : لا إنهما من الصحابة و عمر هذا المشكل 14 قرن ،طأطأ المسكين رأسه فإستنتج لماذا المسلمين متخلفين و لو حفظ القرآن لقال لهم : { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }.
أخوكم المقرّب من الجوهرة
التعليقات (0)