لقد أحسست بالخجل وأنا أشاهد صورة الرئيس الجزائري إلى جانب هولاند ... يلوّح بيده وقد أكلت الشيخوخة وجهه....وهو قادم من زمن بعيد.... إلى جانب نظارة أسارير وجه هولاند الذي أنتخب حديثا.....لقد كان بوتفليقة في سنوات الستينيات والسبعينيات شاهدا على الدور الذي كانت تلعبه الدبلوماسية الجزائرية من خلال منظمة عدم الإنحيازبتوجيه الفحل بومدين .......والبنية التحتية والصناعية التّي أنجزت في سنوات حكمه ....كان على بوتفليقة أن يترك الخبرة الإقتصادية لقيادة التفاوض مع نظرائهم الفرنسيين فالجزائر بحاجة إلى تنمية حقيقية .....ومناصب شغل .....وجعل السلع والخدمات في مستوى تطلعات الطبقة الكادحة ....إلاّ أنّ الزيارة عوض أن تخلّف أرقاما إقتصادية ....خلّفت صور مذلّة لمواطن جزائري يقبّل يد الأب هولاند ....وصورة أخرى لرئيس دولة بلا نكهة ولا ذوق سليم ...حيث سارع إلى تقبيل يد فاليرى تريرفيلر رفيقة الرئيس الفرنسي بمجرد هبوطها من الطائرة ...مرّة أخرى ....ففيما كان بوتفليقة يهرّج في الشوارع من أجل ترسيخ صورته إلى جانب هولاند لدى الإليزي وهو يبرز من سطح السيارة التّي كانت تقلّه إلى جانب هولاند ....كانت الخبرة الإقتصادية الفرنسية قد نجحت في إفتكاك أغرب صفقة إقتصادية من خلال ورشة رونو لتصنيع سيارة سامبول الممنوعة أصلا من التسويق في أوروبا بسبب خطورتها على السلامة وأمن الطرقات ....حيث إستغرب الخبراء الفرنسيون أنفسهم من المبلغ الضخم للصفقة والذي لا يتناسب لا مع قيمة ولا حجم الإنتاج .... كما اندهشت وسائل الإعلام الفرنسية من حجم التنازل المجاني للحكومة الجزائرية للصانع الفرنسي في مقابل إقامة وحدة بسيطة لتركيب نموذج واحد ممنوع من التسويق أصلا في بلاد أوروبا ....لكن بوتفليقة مستعد ليواصل فصول التهريج الممّلة رغم أنّه أصبح يقدّم تمثيلياته في زمن ليس زمنه ....المهمّ البقاء في السّلطة ......
التعليقات (0)