من ثمرات ثورة 25 يناير في مصر كشف أسرار السياسة والاقتصاد في أغرب فترات الحكم المصري العجيب الذي أعقب وصاحب ما يسمى الانفتاح ...كان الرئيس السادات قد سار فعلا على خط عبد الناصر كما يقول الكثيرون (بالأستيكه) أي يمحو كل ما خطه عبد الناصر من سياسات مالية واجتماعية فعاد احتكار رأس المال والإقطاع حتى شاع في المجتمع المصري قولة (من لم يغتن في عهدي فلن يغتني أبدا) وكل ذلك تحت عنوان الانفتاح الاقتصادي وظهرت بعد ذلك شركات توظيف الأموال بما صاحبها من إشاعات حول قوائم البركة ودخول رأس المال في عمق السياسة والضغوط الحكومية والعمليات المشبوهة ...حينئذ كان المشككون في براءة شركات توظيف الأموال يحتجون بالقول أنه ليس من المعروف ولا المعقول أن يكسب أي مشروع أكثر من عشرين % ليحصل المودع على 20% خالصة بعد التكاليف وخاصة أن المشاريع طويلة الأجل تتكلف أموالا طائلة قبل أن ينتج منها أي عائد وأيضا قالوا إن المودع الأول يأخذ أرباحه من المودعين بعد ذلك وكلما حصل المودعون الأوائل على ربح تشجع الآخرون فباعوا أرضهم وعقاراتهم وساهموا في هذه الشركات...وقالوا إن الخاسر الأكبر هم صغار المودعين في آخر المطاف ولن يحصلوا على شيء بعد زمن قد يطول أو يقصر ويكون أصحاب الشركات قد ماتوا أو أعلنوا التفليس...المهم أن الحكام في هذا الوقت صاروا شركاء في هذه اللعبة الغريبة والتي فهمناها كما سبق وإن كانت أسرارها لم تكشف بعد...هل أتي زمن الكشف عن الأسرار ودخل أصحاب الشركات (الريان والسعد) في عملية تصفية الحساب مع أركان الحكم السابق حيث تكثر سكاكينهم الآن بعد أن وقعوا؟... أم أنهم كانوا مظلومين واقعين تحت عمليات ابتزاز واسعة وأن الخاسر معهم هو الشعب المصري المسكين الذي تعرض للسرقة والنهب من كل اتجاه؟ ...هذا ما سوف تجيب عنه مسلسلة الريان وردوده عليها والجدل القائم في وسائل الإعلام وفضائح مبارك وأزلامه التي يبدو أنها فوق ما كنا نتصور
التعليقات (0)