استفزني كثيرا حد الغثيان تصريح لمجدي عبد الغني في حديث له مع قناة العربية ، و بعد الخروج المهين لمصر من دور ال16 في الدورة الأفريقية الحالية ، وإذا به يلقى اللوم ، وبكل تبجح لا مثيل له ، وبلا أية حياء ، على اللاعبين أنفسهم ، ثم على الجهاز الفني ويضع مسؤلية إتحاد الكرة في المرتبة الثالة ؛ و هنا علق مانويل جوزيه المدير النفي الأسبق للنادي الأهلي ، والذي يفترض أنه أجنبي ، قائلا أن المسؤلية الأولى تقع على الإتحاد وليس اللاعبين ولا حتى المدرب وجهازه الفني ــ وكلنا يعلم مدى المهازل والفاضيح والرشاوي والسمسرة مقابل إختيار اللاعبين للعب مع الفريق القومي ، وبغض النظر عن مدى جهازيتهم وكذا مستواهم النفي ، مع وجود من هم أفضل منهم لم يتم إختيارهم ــ وهذا يذكرنا مثلا بعواد وإختيار شريف إكرامي بدلا منه في كأس العالم بروسيا ، وما يمكن القياس عليه ، وحتى البناء عليه في الدورة الأفريقية ، وكان سببا أيضا في الخروج المهين من تلك الدورة ــ وكأن هناك تعمد مغرض بالفعل في عدم التعلم مطلقا من أخطائنا ، بل التعمد كل التعمد في تكرار ذات الأخطاء والوقوع فيها ثانية ــ وكأن القصد مثلا ، بجانب أشياء أخرى كثيرة ، هو تحطيم لاعب متألق ومشرف كمحمد صلاح مثلا ، وحيث نسب له زورا بأنه من طالب بإعادة وردة للفريق القومي ، على الرغم من إعتراف عبد الغنى بأن قرار عودته راجع إلى الإتحاد ذاته ، وإلى أحمد شوبير بالذات ، وعلى الرغم كذلك من تكذيب مدير أعمال صلاح بأن الأخير لم يطالب بعودة وردة مرة أخرى للمنتخب ..!
وعلى أية حال فما أردت قصر الحديث عنه هنا هو تصريح دال غاية الدلالة لعبد الغني أجاب فيه على مذيع العربية عندما سأله الأخير عن مدى نيته في خوض إنتخابات الإتحاد المصري لكرة القدم القادمة ــ وكأني به يريد أن يقول له ؛ " بعد كل هذه الفضائح والرزائل ، والتى كنت أنت شخصيا سببا رئيسيا لها ، وأحد أبطالها ، وكنت سببا في خروج مصر المهين من الدور التمهيدي لكأس العالم السابق في روسيا ، وكذا البطولة الأفريقية الحالية ، أفلا تفكر بالإعتذار والإبتعاد ، والنأي بالنفس الأمارة بكل سؤ ، عن أي ما يخص الفريق القومي المصري لكرة القدم ، وإعطاء الفرصة لضخ دماء جديدة ونظيفة في هذا الإتحاد ..؟! " ــ فقال مجدي عبد الغني حرفيا : .." هو لما الرئيس السيسي طالب بفترة ثالثة لاستكمال ما بدأه من مشروعات ، لأن مفيش حد يقدر يستكملها غيره ، وإحنا وافقنا على مدة ثالثة علشان يكمل المشاريع بتاعته ــ وذلك على الرغم هنا من مخالفة الدستور لتلك المدة الثالثة ، وكذا التعديلات الدستورية الباطلة التى جرى الإستقتاء عليها ..! ــ وهنا المذيع أوقفه في حقيقة الأمر ، حيث لم يشأ أن يخلط السياسة بالرياضة ، وفي برنامج رياضي على فضائية سعودية تبث من الإمارات ، وربما حتى أنهى اللقاء ــ وذلك على الرغم من وجود خلط متعمد لدى نظام السيسي للسياسة بكرة القدم بالذات ، من خلال حتى زياراته المتكررة للفريق ــ لزوم اللقطة ..! ــ وكذا وزير دفاعه ، وأبواقه الإعلامية التى ما فتأت تصرح علنا بهذا الخلط المزري الآنف الذكر ..!
ولكن سؤالنا لعبد الغني هنا ما هي تلك المشاريع العملاقة التى بدأها السيسي ، ولم ينهيها ، وطلب لنفسه فترة رئاسية ثالثة للإنتهاء منها ، وماذا تكبدت مصر من قروض لا طائل من ورائها لتنفيذ تلك المشاريع ، وحتى رفعت لدينا الدين العام إلى حدود خطرة جدا ــ وبدون الدخول في تفاصيل كثيرة ــ وحتى بات إقتصادنا مهدد بالإنهيار بالفعل في أي وقت ، ومن الآن ، جراء تلك القروض غير المدروسة ــ وحيث اعترف رئيسك بأنه لا يقيم وزنا لدراسات الجدوى مثلا لأي من تلك المشاريع الذي يريد أن يبقى لكي يستكملها ، وحسب زعمك أنت ، أو بالأحرى نفاقك له ..!
ثم يا أخي ماذا لديك أنت من مشاريع ، أو خطط لنهضة كروية مثلا وضعتها أنت ، وتريد أن تبقى فى الإتحاد من أجل استكمال تنفيذها ــ وبعد أن خربته ، ودمرت كل فضيلة ، وكرهت الناس حتى في اللعبة بأفعالك وتصرفاتك الشاذة ــ أخد بالك من الشاذة دي ..! ــ المشينة تلك والتي لم تعد تخفى على أحد سواء داخل مصر أو خارجها ، وحتى تقيس إرادة بقائك ببقاء السيسي ــ غير الشرعي بالمناسبة ..! ــ لفترة ثالثة ..؟!
ما هذا الإستهبال ، وما هذا الإستخفاف ، والكذب والغش والتدليس ..؟!
ربما بذكائك أنت وشبير ــ أو بالأحرى إنتهازيتكما ــ أدركتما شغف السيسي بمن ينافقه ، ويشبهه حتى في كل شىء ، فتقربتما إليه بما يحبه ويود رؤيته وسماعه ، وبعد أن إعتبرتموه ــ مع الكثير من الأخرين مثلكما ــ المنقذ والمخلص ، وحيث استجاب لكما هو من فوره ، وفضلكما عمن سواكما من أصحاب الخبرات الحقيقية والأيدي النظيفة والسيرة الذاتية الطاهرة ، ومن يفوقكما حبا وتجردا وخدمة لهذا البلد ، أو حتى خدمة للفريق القومي ..!
والخطورة هنا أن ظاهرة عبد الغني وشوبير ، تتكرر بصلافة وصفاقة ، وبكثرة ــ بكل أسف ــ في كل مرفق ، ومفصل من مفاصل الدولة ، وحتى الحساسة منها وشديدة الخطورة والأهمية ، أو حتى السيادية ، وكما يقولون ، مع إيماننا بأن السيادة فقط للشعب بعد الله عز وجل ..!
مرة أخرى أن الأنهيار الرياضي التام ، متمثلا في لعبة كرة القدم ، هو في حقيقة الأمر إنعكاس تام للإنهيار في كل شىء ، وفي كل مرفق ، وفي كل مفصل من مفاصل الدولة ..!
التعليقات (0)