مواضيع اليوم

الرياضة فلسفه

محمد العجاج

2010-07-16 23:32:13

0

ليست مجرد لعبة فقط وإنما هي عبارة عن فلسفة في الحياة وهى بمثابة النموذج الصغير عن كل مجتمع ينمو فيه كل عضو في الفريق والذي هو عبارة عن عضو في هذا المجتمع وممثل له فكل مجتمع يحتوى على عدد كبير من الناس وقد اختزلت هذه اللعبة كل مجتمع إلى مايقارب 18 لاعب يلعبون بشكل جماعي وككتلة واحدة. والفريق الواحد يضم إلى جانب اللاعبين كل من الجهازين الفني و الإداري حيث يضم الجهاز الفني كل من المدرب الذي يعتبر هو رأس الهرم في الفريق بالإضافة إلى مساعد المدرب الفني ومدربين الحراس واللياقة والمعالجين الطبيعيين والمعالج النفسي وغيرهم ويضم الجهاز الإداري الأعضاء الذين يسهلون مهام الفريق من الناحية التنظيمية من حيث الحجوزات والمواعيد وغيرها من الأمور. ومن ناحية الفلسفة فالجميع يعرف أن كل مجتمع يتكون من مجموعة من الجماعات يعيشون في مناطق مختلفة وكل جماعة تحوي مجموعة من الأفراد بوجود نظام يحكم كل مجتمع, فنجد الوزير والقاضي و مجلس الشورى وغيرهم من المناصب القيادية, وهيكلة الحكم تشبه إلى حد كبير هيكلة كرة القدم من الناحية التنظيمية فالمحرك الرئيسي للفريق وهو المدرب كما هو الحاكم في حياتنا اليومية فهو المتصرف في شؤون هذه الدولة ولكل من الاثنين هناك مخطط يسمى في كرة القدم التكتيك والتكنيك وفي الحياة العامة تسمى الخطة الخمسية و الإستراتيجية. وفي كرة القدم لكل منطقة او مدينة هناك جماعة او فريق على الأقل خاص بها يمثلها على المستوى المحلي في كل دولة كما انه هناك أفراد من كل جماعة تمثل هذه المدن في الإحتفالات والمهرجانات والمسابقات الداخلية وبالمقابل نجد التنافس بين أفراد كل جماعة على كسب رزقه بأي وسلية كانت وبالعودة للفريق كلما تطور مستوى هذا الفريق وصل إلى منافسات أعلى واكبر ويأتي هذا التطور على شكل بطولات داخلية يحصل عليها الفريق ليؤهله ذلك للوصول إلى البطولات الخارجية والتي تتمثل في البطولات الإقليمية والعالمية وهذا يذكرنا بأطفالنا الصغار الذين تتطور مهاراتهم تدريجيا حتى يحصلون على التفوق الداخلي وبعدها يشتركون في مسابقات عالمية وذلك كالتاجر الذي فتح مشروع بدأ صغيرا وبعد فتره تطور هذا المشروع ليكبر وتتعدد فروعه على مستوى المنطقة ثم على مستوى الدولة. وللمعلومية فأن الفريق الوطني لكل دولة يحتوي على 18 لاعب فقط 11لاعب في الملعب و 6 لاعبين في الاحتياط وهم خلاصة اللاعبين المبدعين في فرقهم الداخلية أو قد يكونوا محترفين في فرق خارجية فعند تمثيلهم للوطن ينسى اللاعبون انتماءاتهم السياسية و الإجتماعية والدينية وغيرها وينصب تركيزهم على العمل بشكل متناغم ومتماسك وبروح واحدة بحيث يكون هدفهم هو خدمة الفريق ككل والوصول إلى أسمى الانجازات سواء كانت إقليمية أو عالمية وهذه مايفعله كل فرد يمثل هذا الوطن في كل مجال من مجالات الحياة لذلك لاتعجب من الإنجازات الفردية والجماعية التي يحصل عليها أبناء الوطن والتي لم تأتي من فراغ بل من جهد مبذول ومخطط له بفضل التخطيط السياسي المنظم والمحكم لحكومتنا الرشيدة حيث كان آخر إنجاز رياضي لبلدنا هو الحصول على كأس العالم لذوي الاحتياجات الخاصة في عام 2006م بألمانيا .

وكما يقال الرياضة تصلح ماتفسده السياسة
وهذا في الواقع ماحصل في عام 1998م في كأس العالم بفرنسا فقد تواجه منتخب الولايات المتحدة الأمريكية مع المنتخب الإيراني وكلنا يعرف ما بين الدولتين من احتقان, فجاءت هذه المباراة لتخفف من هذا الاحتقان بين الفريقين فأصبح بعدها المنتخبات الإيرانية والأمريكية تلعب مع بعضها البعض في عدة مناسبات, وكذلك العلاقة بين المنتخبين الشقيقين الكويت والعراق عندما جاء تعديل العلاقات بين المنتخبين بعد أحداث 1990م على شكل مباراة ودية بين المنتخبين وغيرها من المباريات التي عدلت وحسنت العلاقات السياسية سواء على المستوى المحلي أو على المستوي الدولي ولهذا تعد هذه اللعبة هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم ولذلك نجد العديد من الدول تتسابق من أجل استضافة كأس العالم والذي يعد بذاته مكسب كبير لتلك الدولة من جميع النواحي الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية وغيرها من الجوانب التي تتطور بفضل هذه البطولة وآخر هذه الدول جنوب أفريقيا والتي أعلنت أن العائدات السياحية قد زادت بنسبة 25% بعد حصولها على حق تنظيم كأس العالم وهي التي استقبلت مايقارب من 4 مليون شخص لمشاهدة كأس العالم.
ومن جهة أخرى تحاول جميع دول العالم الحصول على كأس العالم وذلك لتسجيل اسمها في لوحة الشرف لهذه البطولة فهذا الإنجاز بحد ذاته يعتبر فخر لكل دولة في العالم وهو يدل على قوة برامجها الرياضية كما أنه يعد جانبا تسويقيا لهذه الدولة ونشر أسمها بين جميع الدول.
والرياضة بشكل عام تنقسم إلى قسمين:- الرياضة الفردية والرياضة الجماعية فأشهر مسابقة للألعاب الفردية هي الألعاب الأولمبية الفردية أما الجماعية فهي مسابقة كاس العالم لكرة القدم , وبغض النظر عن المسابقة فردية كانت أو جماعية فالهدف الأساسي منها هو الوصول إلى أعلى مستوى والتغلب على جميع المنافسين ورفع أسم هذه الدولة عاليا.
بالنظر إلى كاس العالم الفائتة فلقد لاحظنا تواجد عدد من رؤساء الدول لتشجيع منتخباتهم وقد أصبحت مشكلة المنتخب الفرنسي مشكلة قوميه عندما تمرد لاعبي المنتخب وخرج اللاعبون من التمارين تضامنا مع صاحبهم حتى وصل الأمر إلى اعتذار من رئيس الدولة عن هذا الأمر واعتبر تمرد اللاعبين أهانة إلى تاريخ فرنسا, وهذه الضجة بسبب شهرة هذه اللعبة واتساع رقعتها بين فئات كثيرة من الناس فالرياضة بشكل عام تنمي عقول الشباب وتجعلهم يهتمون بأجسامهم وصحتهم من خلال التمارين المناسبة التي يفرضها المدرب على كل لاعب منهم وتعلمهم التعاون والتشارك من اجل تحقيق الهدف والغاية وهي بذلك تطور بعض الجوانب الاجتماعية بين أفراد الفريق الواحد ومهما اختلفت الآراء حول هذه اللعبة تبقى هي اللعبة الأولى على المستوى الشعبي والعالمي لذلك سبقتنا دول كثيرة في هذا المجال ووصلت إلى العالمية وتفوقت على جميع الدول العربية فهل يأتي يوم نشاهد فيه دولة عربية تحقق هذه الكأس أو تتعدى دور الــ 16 على اقل تقدير ؟

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !