الرياضة خطر على البكارة
أتفهم طبيعة المجتمع ذا الخصوصية المتعرجة , لكنني لا أجد ما يبرررفض وغضب البعض لفكرة إدخال مادة التربية الرياضية كحصة وكمنهج بمدارس البنات , رفض لا مبرر منطقي له , فكل المبررات تتمحور حول محورين لا ثالث لهما , الاول الخطر الذي يواجه غشاء البكارة جراء ممارسة الرياضة والثاني خطر التغريب الذي سيحول الفتيات من كائنات لطيفة الى كائنات متوحشة وسيكون ذلك البلاء مقدمة لحدوث بلاوي كثيرة في المستقبل القريب !
تفسيرين لا ثالث لهما يدور بعقل من غابت عنه الحقيقة والانسانية وسلك طريق الظلام , والإ ما دخل ممارسة الرياضة التي ستكون تحت إشراف معلمات وبأوقات معينة وبوسائل تراعي التركيبة الجسدية للفتاة بغشاء البكارة !, وما دخل الرياضة بكلمة التغريب التي أصبحت شماعة يٌعلق عليها الفشل الفكري , فالفشل الفكري يعني عدم ملائمة الافكار والاطروحات لواقع المجتمع وحراكه وطموحاته المتغيرة والمتجددة !
قطاع عريض من أفراد المجتمع وقع ضحية لبعض الافكار والمعتقدات , فأصبح يردد ليل نهار تلك الافكار ويمارس النياحة والصراخ لعله يظفر بكلمة مدح ممن يحاول إبراز نفسه على أنه الغيور الوحيد على الدين وعلى أخلاق المجتمع , أفكار وأطروحات شائكة أطلقها من يعيش بالظلام ويعاني من عمى الالوان فلم يعد يميز بين ما هو مفيد للمجتمع ولا يتعارض مع الدين وأحكامه وبين ماهو محل خلاف وجدال فقهي لا قولٌ صواب فيه , فخلط بين الاقوال واصر على قوله الذي يرى أنه الراجح فقط .
من يعارض الرياضة النسائية بحاجة للرجوع لكتب السيرة النبوية ويكفيه من جملة الاحاديث حديث ام المؤمنين رضي الله عنها عائشة/ أنها قالت {سابقت النبي عليه الصلاة والسلام فسبقته فلما حملت اللحم سابقته فسبقني فقلت : هذا بتلك } , لكن لا ادري ما الذي يمنع ويحرم أمر مباح ,وما المانع من الرجوع للسيرة النبوية , أين الامانة العلمية التي لا تحجب امرٌ مباح لا خلاف ولا جدال حوله ! في ظني بعض من يتحجج بحجج واهية نظرته غير واقعية , فالمجتمع مجتمع مسلم متماسك محافظ على عاداته يعرف الحلال والحرام وليس بحاجة لوصي عليه وعلى أفكاره وتصرفاته وتلك الحقيقة تغيب عمن نصب نفسه بالوكالة وصياً على المجتمع .
وضع العراقيل أمام أي خطوة تصحيحة أو حقوقية عمل وفن يجيدة البعض فيقوم بإستدعاء أفراد المجتمع لمساعدته في عرقلة المطالب وإيجاد المبررات الواهيه لها , وأظن ان غشاء البكارة سيكون نجم وقنبلة الموسم , فكل العراقيل لم تثني من يطالب بحق الممارسة الرياضية للنساء خاصة رياضة فتيات المدارس , فالعقل الظلامي بحث عن شعارات وكلمات كثيرة لعله يظفر بالنصر المؤزر على دعاة التغريب ولم يجد الإ غشاء البكارة الذي يمثل رمز الشرف بالعقل البشري الشرقي ومحاولته تلك ستبوء بالفشل لأن البكارة شيء والرياضة المدرسية ِ شيء أخر ولا وجه مقارنه بينهما وكل ضرر سيلحق بالغشاء كما يظن البعض سيكون ناتج عن سوء ممارسة للرياضة وليس عن شيء أخر , وليطمئن الجميع فذالك بحسبان من سيشرف على المنهج الرياضي المدرسي بالمدارس الاهلية والعاقبة في المستقبل للمدارس الحكومية !
التعليقات (0)