الروزنامة الشتوية في فلسطين يتبع
تم جمع هذه المعلومات من كتب التراث الفسطيني وكبار السن في ياصيد وما رسخ في ذاكرتي وذلك استكمالا للامثال التي قيلت عن كوانين والمربعانية موضوعنا السابق على الرابط
awni.elaphblog.com/posts.aspx
. تعتمد الروزنامة الفلسطينية على الذاكرة والشيوخ والمسنين المعاصرين والمشتغلين في الأرض طوال حياتهم دون انقطاع لكونهم عايشوا مشاكل الشتاء والرياح والمطر والثلج وعاشوا أيام المربعانية والخمسينية والشرقية وعاشوا المواسم والأسابيع والشهور وحكايا مبنية على تجارب حية ومعاشة تناقلها الأباء عن الأجداد
فصل الشتاء يبدأ بهبوب رياح شرقية وهي علامة فاصلة بين الصيف والشتاء وتأتي الشراقي مع أواخر شهر أيلول ويقولون ان أيلول ذنبه مبلول ومع هطول أول الأمطار التي يسميها الفلاح الفلسطيني الموسم فإذا بدأت الرياح الشرقية قبل طلوع الشمس فانها سرعان ما تزول عند الضحى ولكن إذا بدأت بعد طلوع الشمس فإن تأثيرها يستمر ثلاثة أيام ويتشاءم الناس من الرياح الشرقية لأنها تجفف الوجه وتسبب ظهور طبقة جافة على سطح الجلد واليدين والرجلين ويقولون عن سنة الشراقي بتدور ما بتلاقي أي أنك تبحث عن الخير فلا تجده.
ويقول الفلاح أن أبرقت وأرعدت أعلم أن مزاريبها طرطقت والطرطقة هي صوت المزاريب كما يعتبر ظهور قوس قزح علامة توحي بنزول محتمل للمطر ويقولون إن قوست من عشية دور مغارة دفية وعلى العكس ان قوست عن باكر احمّل عصاتك وسافر وفي هذه الحال عند وجود قوس قزح في الأفق الغربي يكون هطول المطر محتملاً جداً ومن الأدلة على جودة المواسم أو رداءته وجود الطيور المهاجرة إلى فلسطين فمثلاً عندما يشاهدون الحمام يقولون افرش ونام وهذه دلالة على عدم جودة الموسم وعندما يشاهدون الزرزور يقولون احرث في البور وهذه دلالة على جودة الموسم وعندما يشاهدون القطا يقولون نام بلا غطا وهذه دلالة على عدم وقوع البرد والعواصف والمطر وبالتالي عدم جودة الموسم. ويقولون في الأمثال الشعبية الفلسطينية ان طلع سهيل أوي الخيل أي ادخلها إلى الاسطبل. وقيل ما في مطر بلا ريح ويربط بين طبيعة الرياح وأثرها على الإنسان فالهواء القوي البارد لا ينتهي إلا بالمطر ويقولون ان هب الهوا غربي يا فرحتك يا قلبي وذلك لأن الهواء الغربي يأتي من البحر وهو مشبع ببخار الماء والرطوبة وبالتالي يكون ماطراً وإن كان الهواء شرقياً فيقولون لا رعد ولا برق فهو جاف لأنه يأتي من البادية ويجفف الأرض والزرع وينذر بعام جدب وإن كان الهواء شمالياً يقولون يا حسرتكم يا عيالي فالهواء شمالي بارد وغير ماطر وضار بالزرع ويعتقدون أن الهواء الشمالي يطرد المطر لأنه بارد وإذا كان الهواء جنوبياً يقولون إن كان الهواء قبلي افحم وأملي عدلي فالهواء الجنوبي كما الغربي يبشر بالمطر. كوانين.. : وهي فترة شديدة البرودة وتضم كانون الأول وكانون الثاني وقسماً من شهر شباط وتدور الأقوال حول هذين الشهرين وينصح بعدم السفر فيهما فيقولون كانون كن بيتك على خبزك وزيتك وبين كانون وشباط عند جارك لا تبات وبين كانونين سافر يا شقي والمعنى لا تسافر وكانون كن عند أهلك يا مجنون وغيرها وتوصف كوانين بأنها فحل الشتاء وكانون هو فحل ومحل السنة فعلية يعتمد الخصب والمحل وان شمس كانون غير مرغوب فيها وتصيب الإنسان بالضرر.
أما المربعانية.. وهي الأربعون يوماً الأولى من فصل الشتاء وتتميز هذه الفترة بالبرد الشديد ويحتمل فيها سقوط البرد ونزول الثلج على المرتفعات وعندما تحل هذه الفترة فإن الناس يخلدون للسكينة والراحة إلا من بعض الأعمال الضرورية.
اما شباط وآذار.. تظهر صورة شباط في المأثور الشعبي على أنها صورة شهر غير محددة الهوية والملامح فيحتمل أن يكون هذا الشهر بارداً وماطراً ويحتمل أيضاً أن يكون مشمساً وصحواً ويقولون شباط ما على كلامه رباط وهو الشهر الذي يشم الناس فيه رائحة الصيف ويقولون شباط ان شبط وان لبط ريحة الصيف فيه أي لو نزل المطر فيه مدراراً ففيه تباشير ورائحة الصيف وفي شباط تنزل الجمرات الثلاث فالجمرة الأولى تسمى جمرة الهواء الدافي وتنزل الجمرة الثانية تسمى جمرة الميه ،إذ تصبح المياه دافئة وتنزل الجمرة الثالثة في اليوم الـ 21 منه وتسمى جمرة الأرض إذ تصبح الأرض دافئة. أما المستقرضات.. فهي الأيام السبعة بين نهاية شهر شباط وأوائل آذار وسميت المستفرضات لأن شهر شباط استقرض من آذار أياماً حقق فيها مطراً متواصلاً غزيراً ويعتبر شهر نيسان الحد الفاصل بين الشتاء والصيف يقولون في المأثور الشعبي مطرة نيسان بتحيي الإنسان وبتسوي العدة والفدان وفي شهر نيسان تنتهي أعمال الحرث والفدان.في الصيف حقيقة واقعة مع اطلالة الدفء والشمس المنعشة وفيه ينضج العنب والتين ويقولون في أيار احمل منجلك وغار وفي تموز يغلي الماء بالكوز. وفي آب اقطب ولا تهاب
التعليقات (0)