" جيرترود " في طنجة
في يومه الأحد 11/12/2011 بالدار البيضاء ،افتتح الصالون الأدبي المغربي على الساعة الرابعة زوالا أنشطته الثقافية باستضافة الكاتب المغربي حسن نجمي، وذلك في لقاء مفتوح مع قرائه وأصدقائه.
بفضاء الهمداني التابع لجمعية الأعمال الاجتماعية نيابة الحي الحسني ، تم الإحتفاء ب" جيرترود"، ثاني روايات الشاعر حسن نجمي ابن الشاوية، بحضور القاصّ الظريف أنيس الرافعي و الناقد المغربي صدوق نور الدّين.
جيرترود" اسم يعود إلى الكاتبة الأمريكية الشّهيرة التي كانت واحدة من بين الأدباء والمفكرين والتّشكيليين والفنانين الأمريكيين الذين هاجروا إلى فرنسا واستقرّ بهم المطاف بباريس حيث تحولت إقامتها هناك إلى صالون أدبي يلتقي فيه مشاهير فنون الأدب والموسيقى والتشكيل من قبيل : ماتيس- بيكاسو – أبتولينير – همينغواي – فيتزجرالد وآخرون ، مشيرا إلى أهمية المحطّة التي زارت فيها "جيرترود" مدينة طنجة المغربية سنة 1912 رفقة صديقتها البولونية "ألستو كلاص "من أصل يهودي حيث كانت تربطهما علاقة صداقة مثلية، سحاقية.
الفنّان التشكيلي " ماتيس" كان الصّديق الدائم لبيكاسو ، تعرّفا إلى جيرترود.قام بيكاسوبابلو الذي رأى النور عام 1881 بمدينة مالقة الإسبانية الذي انحدر من أسرة متوسطة الحال، وكان بابلو هو الطفل الأول فيها، كانت أمه تدعى ماريا بيكاسو وهو الاسم الذي اشتهر به بابلو فيما بعد- بيكاسو يتبع أمه في الإسم- ،أما والده فهو الفنان خوسيه رويز الذي كان يعمل أستاذاً للرسم والتصوير في إحدى مدارس الرسم وكذلك كان أميناً للمتحف المحلى .
رسم بيكاسو بورتريه للكاتبة "جيرترود" وابن أخيها " ألان شتاين"، ومن بعدها أصبحت جيرترود هي الرّاعى الرسمى لأعمال بيكاسو حيث كانت تحصل على رسوماته ولوحاته وتقوم بعرضها في صالون منزلها بباريس.في عالم التشكيل ،عادي أن يتبادلا الفنانون اللوحات التشكيلية .بحضور " جيراورد" بيكاسو كان ينتقد بشكل سافل صديقه " ماتيس" في غيابه، و العكس ، ففي غياب " بيكاسو" ، " ماتيس" كان ينتقد صديقه بشكل مبالغ فيه. قامت " جيرترود" بفضح هذه الأسرار بعدما أقدمت على كتابة سيرتها الذاتية.
الشاعر و الكاتب المغربي حسن نجمي أتى إلى الأمسية بدون روايته.حيث أخذ في سمر روائي على هامش اللقاء ، حيث تستشفّ إسقاطات من سيرته الذاتية و إخفاقاته في عالم السياسة و في عالم الصحافة و الحلم بتربية زوجين من الذئاب عوض الكلاب، في إشارة إلى سيادة ثقافة الغدر و المكر و الخديعة و هو القادم من هضاب الشاوية و سهولها . سرد تجربة زيارته إلى أمريكا لحاجة في نفسه .تحقق له ذلك ، لمن لم يجد اللّوحة المرسومة من طرف بيكاسو في مكانها .زار و شاهد فقط مكانها الفارغ الذي عوض بلوحة ثانية .
"جيرترود"، شخصية جديرة بالمصاحبة و لكن و بسبب مماتها هذه الكاتبة اليهودية عبر رواية حسن نجمي تبقى جديرة بالقراءة .
أنيس الرافعي ، القاص المغربي الجميل ،أخذ الكلمة ، ممتنّا للصّالون الأدبي و التعبير عن سعادته بالوجود و من أجل إعطاء كلمة قام بتحضيرها سلفا حول الرواية، كما حاول توريط السّارد حول بعض الحقائق المذكورة في الرواية، لكن الكاتب راوغ بطرق أدبية و وضع قميص المسؤولية أمام الراوي.
انتهىت الأمسية في جو باريسي ، حيث خرج السّمر بتوصية أدبية ، مفادها الخروج من النمطية في الروايات المغربية و الانفتاح على الجهات الأربع للعالم، و ذلك من أجل منتوج عالمي يضع الأدب المغربي في المصافّ الأولى من الأدب العالمي.
cdouah@gmail.com
التعليقات (0)