مواضيع اليوم

الرواتب والارتفاع الصاروخي للاسعار

علي الطائي

2010-12-22 17:45:07

0

الرواتب والارتفاع الصاروخي للاسعار
عانى موظفوا الدولة الأمرين في عقد التسعينات وحتى إلى سقوط النظام السابق
فقد كانت رواتبهم متدنية إلى أسوء الدرجات فبعض الموظفوا كانت رواتبهم بحدود ثلاثة ألاف دينار شهريا (حوالي 2 دولار )
فتصوروا ما كانت علية حال الموظف وجلهم من أصحاب العوائل وأسعار المواد الأساسية كانت في صعود مستمر مثل الصاروخ فكل يوم تزداد الأسعار عن اليوم السابق
لذا عاش أكثرهم في كفاف وفقر مدقع وباع أكثرهم أثاث بيوتهم من اجل العيش
فيما دفعت تلك الظروف آخرون إلى الانزلاق في متاهات الارتشاء من اجل العيش أيضا
وجاء يوم 9/4/2003 وتغيرت الأحوال وجاءت وجوه جديدة الى السلطة وبدء نوع من التغير
فكان من ضمن تلك الأمور التي اربد إن تتغير هي الرواتب فبدلا من 3 إلف دينار عراقي أصبحت بين 150-180 دولار
فعاش الموظف العراقي في بحبوحة لعدة أشهر استطاع خلالها إن يعيد شراء ما باع من أثاث بيته أيام الحصار من اجل لقمة العيش
ودخلت أجهزة جديدة الى بيوت العراقيين منها الستلايت والموبايل وكان نصيب الموظفين منها الأوفر
ولكن مع مرور الشهور أصبحت تلك الرواتب والتي تحولت إلى الدينار العراقي ولتصل لدى البعض من لديهم خدمة اكثر من عشرون عاما الى حدود 400 إلف دينار
لم تعد تستوي شئ وذلك بسبب الصعود الصاروخي لأسعار السلع الاستهلاكية وارتفاع أسعار أجور النقل إلى عدة إضعاف
وارتفاع أسعار المشتقات النفطية بشكل جنوني
فاسطوانة غاز الطبخ التي كان سعرها لا يتجاوز 750 دينار وصلت الان الى اكثر من 30 إلف دينار وأجور
وتأثرت بذلك باقي أسعار المواد الضرورية بشكل مطرد
وأصبح أكثر من 30% من الراتب يذهب إلى النقل والباقي منة للإيجار لم لا يملك سكن خاص بة ومصاريف معيشة (معيشة كفاف )
وهنا نجد إن الموظف عاد إلى نقطة البداية إلى البحث عن سبيل للعيش
للبحث عن عمل أخر ولا يجده حيث إن البطالة تنتشر في البلاد مثل السرطان المدمر
عاد الموظفون إلى أيام العوز والفاقة فكل شئ تضاعف ومن فرح منهم في البداية اخذ يتجرع كاس الحزن ويتمنى البعض العودة إلى الوراء بدلا من هذا الارتفاع في الأسعار المخيف الذي يتصاعد كل يوم
ونقف هنا عند نقطة ذات مغزى هي إن الكثيرين يحسدون الموظف على راتبه قد يكون في ذلك شئ من الواقع فهو على العموم لا يتأثر راتبه بمنع التجوال او إغلاق الطرق والعطل وغيرها
مثلما يتأثر آخرون من الكسبة بذلك
وأصبح الكل ينظر بعين الحسد إلى الموظف
ولم يعد لراتبة أي بركة او نفع
بل إن رواتب البعض من أصحاب العوائل الكبيرة لا يكفي إلى وسط الشهر
وهنا يتبادر إلى الأذهان سؤال ؟؟؟؟
خلال أيام الحصار المدمر والرواتب التي كانت بحدود 300 إلف دينار لماذا لم يفكر الآخرون بحال الموظف التعبان والفقير ويقولون ان الله يساعده على هذا الراتب الذي لا يكفي أجور نقل
وطبعا الموظف عملة مرتبط بتوقيت معين ولا يستطيع إلا ما ندر إن يجد له عمل بعد أوقات الدوام فيما كان الآخرون يعملون أي شئ بل ان الواحد لو وقف وسط مفترق الطرق وباع الماء لكسب أكثر من راتب الموظف آنذاك
وقد استبشر أكثر الموظفين خيرا عندما أعلنت الحكومة الحالية أنها ستطبق سلم رواتب جديد يرفع الرواتب للدرجات بين 5-10 بحدود 60% لكل موظف وبل أعلن وزير المالية بيان صولاغ إن وزارته أوعزت لكل الوزرات العمل بسلم الرواتب الجديد اعتبارا من بداية العام الحالي ولكن لحد ألان لم تصل التعليمات الى الوزرات
ولكن يبدو وحسب المثل الشعبي (كلام الليل يمحية النهار )
وذهبت إدراج الرياح امال كثيرة بناها أصحاب الرواتب المتدنية على تصريحات الوزير (الموقر )
ولكن ربما السيد الوزير سيفكر لنا بعمل بعد الدوام كما فكر يوما صدام بان يعمل الموظف بعد انتهاء دوامة الرسمي (بالطاسة ) أي عامل بناء
ولكن لا نعرف من هو الذي يشغل عاملا بعد الساعة الثالثة عصرا لدية في إعمال البناء فحسب ما هو معلوم إن إعمال البناء تبدأ صباحا وتنتهي الساعة 3 عصرا
وما أشبة اليوم بالبارحة وعلى نفس المنوال والأقوال ولكن ما تغير هو الوجوة والألفاظ
هذه مجموعة من أراء عدد من الموظفين الذين استطلاعنا آراءهم حول الرواتب والزيادة المرتقبة
وكل يرى المسالة من زاوية معينة
وكل سلم رواتب جديد وانتم بخير
علي الطائي
11/3/2007




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !