مواضيع اليوم

الروائي والكاتب العراقي صموئيل شمعون :

نوارة لحرش

2009-01-18 20:16:28

0

         

الروائي والكاتب العراقي صموئيل شمعون :

 

 (روح التسامح للأسف الشديد غير موجودة في الرواية العربية)

 الجرأة وحدها لا تكفي على الإطلاق لكتابة السيرة الذاتية) )

 

 

صموئيل شمعون كاتب ورائي عراقي و محرر وناشر لمجلة بانيبال الإنجليزية هو أيضا صاحب موقع كيكا الحافل بالآداب العربية و الترجمات .في هذا الحوار الذي تحقق أخيرا بعد أن تهرب من أمطار أسئلتنا كثيرا فاتحا في كل مرة مطريات اعتذاراته اللبقة.لكننا كنا أيضا بمنتهى المحبة نفتح غيوم أمطارنا أكثر وكان في كل مرة يتسرب بشكل من الأشكال وكان يقول لي دوما :" صدقيني نوارة لا أحب الحوارات أخجل من عمل الحوارات" ،لكن في الأخير أزاح مطريات اعتذاراته جانبا و أجاب على كل أسئلة هذا الحوار الذي من خلاله  نقترب منه أكثر  ومن أجواء روايته /الدهشة التي أحدثت فور صدورها ضجة كبرى من الإعجاب والحب و الإحتفاء والدراسات والقراءات ...

 

حـاورتـه/ نـوّارة لحـرش

 

    (عدم وجود العنتريات المعتادة في الرواية العربية، هي

 إحدى أهم أسباب نجاح "عراقي في باريس")

 

 

عراقي في باريس،روايتك /الدهشة التي أحدثت ضجة بنجاحها، هل يمكن أن أقول روايتك هذه / هي سيرتك بامتياز؟

صموئيل شمعون : نعم إنها سيرة ذاتية بكل معنى الكلمة، وهي رواية أيضا. أي سيرة روائية. منذ البدء لم أفكر في كتابة حياتي، بل فكرت في كتابة رواية تستمد وقائعها من حياتي. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يرى من قرأ الرواية، أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام وليس قسمين كما ذكر بعض النقاد. ولم أشأ إتباع التسلسل الكرونولوجي في تتبع حياة البطل. بل جعلتها تبدأ بفلاش طويل أكثر من ثلاثين صفحة شكلت القسم الأول من الرواية تحت عنوان "الطريق إلى هوليوود" ونفهم من  السطور الأخيرة لهذا القسم، أن "البطل" كان يجلس أمام موظف اللجوء السياسي في باريس، وكان يحدثه عن كيفية خروجه من بلده وحتى وصوله إلى باريس.

ونرى في القسم الثاني و نعيش تشرد هذا البطل في شوارع وحانات باريس، حالما بانجاز فيلم سينمائي عن أبيه الأخرس الأطرش الفران... الخ من الحكاية التي أصبحت معروفة في الصحافة العربية. وبدلا من إنجاز هذا الفيلم، نرى البطل في آخر الرواية يلجأ إلى منزل مهجور ليكتب رواية قصيرة تشكل القسم الثالث من الكتاب وهي بعنوان "البائع المتجول والسينما" وهي رواية سنوات الطفولة واكتشاف السينما. وكما ترين يا عزيزتي نوارة، إنني بدأت الرواية من الوسط ثم ذهبت إلى النهاية التي من خلالها أعود إلى الطفولة، أي إلى البداية.

قيل بأن روايتك لا افتعال فيها وهذا ما أدى إلى نجاحها بهذا الشكل الكبير،لكن برأيي اللا إفتعال لا يلغي حتما الخيال وأهميته في المتن الكتابي الأدبي عموما ؟

صموئيل شمعون : "عراقي في باريس" كتاب مليء بالخيال بشكل عجيب. بل كثيرا ما يجد القارئ نفسه معلقا بين الواقع والخيال. وإذن إن الخيال موجود وبقوة. أما مسألة عدم وجود الافتعال، فأعتقد أن الناس كانت تقصد أنني إتبعت أسلوبا سلسا بسيطا مباشرا في السرد. أيضا أعتمد على عدد قليل من المفردات. أعترف هنا، وأرجو أن لا أبدو متبجحا، إنني أشتغل كثيرا على كل فقرة من الكتاب، محاولا أن أجعل ما أكتبه قريبا من قصيدة النثر.وأختم الجواب على هذا السؤال بالقول، إن عدم وجود العنتريات المعتادة في الرواية العربية، هي إحدى أهم أسباب نجاح "عراقي في باريس" وهذا ما جعل الناس تقول إنها رواية غير مفتعلة.

كنتَ صادقا بامتياز في روايتك  و هذا ما أدى إلى نجاحها الكبير برأيي ورأي كل الذين كتبوا عنها ،وهذا ما يؤكد مجددا أن الصدق هو المعيار الحقيقي لأي نجاح ؟

صموئيل شمعون : نعم الصدق عنصر أساسي جدا في العمل الفني. أعتقد أن ما قلته في الجواب السابق عن عدم وجود الافتعال هو أنني كنت صادقا في كتابة "عراقي في باريس"، صادقا في قول الحكاية، وصادقا في الأسلوب الفني الذي إعتمدته. برأيي أن هناك عوامل أخرى أدت إلى نجاح الرواية، وهي أنها إعتمدت روح التسامح منذ الصفحة الأولى وحتى الصفحة الأخيرة ، وهذا شيء أساسي جدا، وهذه الروح للأسف الشديد غير موجودة في الرواية العربية.

(الكتاب نجح بسبب الجحيم الشخصي)

الجحيم الذي يعيشه الكاتب أي جحيم كان وعلى أية درجه من البؤس والألم والمعاناة هل هو كفيل دوما بأن يثمر الروائع الأدبية أو الفنية؟

صموئيل شمعون : نعم إلى حد ما صحيح. وأنا شخصيا تأثرت بكتاب عاشوا و عانوا كثيرا في حياتهم، دعيني أقول هنا إنني في كتابة "عراقي في باريس" أردت أن أضع فيه تأثيرات 3 أو 4 من الكتاب الذين أحببتهم جدا جدا، وهؤلاء جميعا عاشوا حياة المنفى والألم والملاحقة والتشرد والتسكع وأيضا عاشوا حياة النعيم بامتياز. وهم فيكتور هوغو وهنري ميللر وسكوت فيتزجيرارد وكنت أتذكر أثناء الكتابة الأميركي الراحل جون فانته. وليس صدفة أبدا أن أذكر أسماء هؤلاء الأربعة في الرواية.

هل أنت مدين بنجاح روايتك هذه إلى الجحيم الشخصي الذي قضمك في الماضي أو الجحيم الجمعي الذي يقضم العراق الآن؟

  صموئيل شمعون : بكل صدق إن الكتاب نجح بسبب الجحيم الشخصي الذي عاشه بطل الرواية، ولا أظن أن ما يحدث في العراق له أي تأثير على نجاح الكتاب. أصلا إنني إخترت العنوان من 8 سنوات وهو رد على فيلم أميركي شهير بعنوان "أميركي في باريس". الفرق الوحيد هو أن كتابي ليس "ميوزيكال" مثل الأميركي.

هل يمكن لي أن أعتبر  هذه الرواية بالذات هي غنيمة جحيم؟

صموئيل شمعون : حسنا، لقد تعذبت منذ طفولتي. والدي تعذب كثيرا، وأمي كذلك، أخوتي، وأخواتي كلهم تعذبوا. قاتل الله الفقر والجهل. بالله عليكِ قولي، ما الذي أفعله بمخيلتي اللعينة، حين أعرف أن أبي ولد يتيما، أصم وأبكم، وأن الأكراد والفرس والأتراك قتلوا كل عائلته؟ هل تعرفين كم أعاني وأنا أتعامل مع مخيلتي بنعومة وصبر مفرطين، لجعلها لا تختزن إلا صور الحب والتسامح. الثأر هو أحقر شيء في الدنيا.

على ذكرك للعذاب والمعاناة كيف عشت أيامك الأولى في باريس.. كيف تلقفتك أزقتها و أرصفتها؟

صموئيل شمعون : أود أن أشير هنا إلى شيء مهم جدا بالنسبة لي ..
لقد عشت أوقاتا صعبة جدا في باريس، كانت حياة التشرد مؤلمة جدا، لم أشأ أن أضعها بشكل مأساوي في الكتاب. وهنا لا بد أن أعترف أنني تلقيت مساعدات كثيرة من أصدقائي العديدين وهذا ما خفف عني تلك الألام والمعاناة، ولا بد أن أشير هنا إلى أنني  بدون أصدقائي الجزائريين تحديدا، ما كان يمكنني أن أحتمل آلام التشرد ومعاناة الشارع. أصدقائي الجزائريين، كانوا من أصحاب مقاه وأساتذة رياضيات وعلوم إنسانية الخ كانوا دوما إلى جانبي، بلطفهم وكرمهم اللامحدود. يا الله كم أحببت هؤلاء الأصدقاء الجميلين،

و كم أحبهم الآن.

في مقالة لهاشم صالح حول الرواية قال في سياقها : " كيف يولد الأدباء الكبار في التاريخ؟" وأجاب في المقالة حسب رؤيته الخاصة ونحن هنا نطرح عليك نفس السؤال فبماذا تجيب؟

صموئيل شمعون : لقد تأثرت كثيرا بمقالة الأخ الصديق الدكتور هاشم صالح، ولا أعرف كيف أشكره على مقاله الرائع. ولكني سوف أجيبك على سؤالك هذا حين أصبح كاتبا كبيرا.

(ليس بالضرورة كل رواية ناجحة هي سيرة ذاتية)

في روايتك جوانب كثيرة مكثفة من سيرتك الذاتية ،فهل كل رواية ناجحة هي سيرة ذاتية بشكل أو بآخر؟

صموئيل شمعون : كما قلتُ لكِ سابقا، الرواية هي عبارة عن سيرة ذاتية روائية. ليس بالضرورة كل رواية ناجحة هي سيرة ذاتية. هناك عشرات الروايات الناجحة، وليست سيرة ذاتية.

هناك تحفظ لدى الكثير من الكتاب العرب في استثمار سيرهم الذاتية، وقلائل من وظفوا سيرهم في أعمالهم الأدبية .كتابنا العرب عادة لا يملكون جرأة الكتابة عن جحيمهم/أو نعيمهم  الشخصي (مع أنه عادة لا يوجد نعيم بل جحيم حقيقي) 

صموئيل شمعون :أولا، ليس بالضرورة أن كل كاتب عربي يمتلك سيرة تصلح لأن تكون رواية عادية أو ناجحة. ثانيا، هناك شروط ومواصفات يجب أن تتوفر لكتابة السيرة الذاتية. الجرأة وحدها لا تكفي على الإطلاق.

هل من الضروري أن يكون هناك رقيب ذاتي في الكتابة مثلا،كيف تنظر لهذه الإشكالية ككاتب عربي ؟  

صموئيل شمعون : أنا شخصيا لا أؤمن بأي نوع من الرقابة. ولكن دعيني أقول لكِ بكل صدق وصراحة أن كوني أنتمي إلى عائلة مسيحية شعرت ببعض الحرج من الإشارة إلى بعض المواقف الانتهازية لعدد من الشخصيات التي تنتمي إلى عائلات مسلمة كانت تتاجر بالدين، الخ. يمكنني أن أعلن هنا، أنني أفكر في كتابة كتاب عبارة عن مجموعة حكايات عن المسلمين في أوروبا، سيكون كتابا فكاهيا ساخرا. سأكتبه وأختفي لبعض الوقت.

لماذا تختفي ... لماذا أصلا تفكر في أن تختفي؟  

صموئيل شمعون : لأنني شخصيا أخجل من قولها. ولكن حب الأدب وسطوته يجعلانني أخضع لهما وأدون تلك القصص. مهلا ، مهلا، إنها ليست مخجلة إلى حد العار أو الفضيحة. لا لا، لا تفهمينني خطأ. إن خجلي يكمن في أني لا أريد أن أتوغل كثيرا في أسرار الآخرين. هل تريدين واحدة من تلك الأسرار؟ هاهاهاها. لا لا لن أقول لك يا نوارة.

صنفت روايتك كأكثر الروايات العربية جرأة وكشفا للجحيم السفلي و غوصا فيه إلى جانب رواية الخبز الحافي لمحمد شكري ،ما رأيك ،هل يرضيك هذا التصنيف؟  

صموئيل شمعون : الحمد لله والشكر. أنا راض. ولكني أضيف بدون أدنى تبجح، إنني سوف أكتب يوما ما عن الجحيم السفلي الذي حذفته من الرواية.

لماذا حذفته ...؟ هل يعني هذا أن الرقيب الذاتي تدخل  ومارس سلطته ،رغم قولك لي سابقا بأنك لا تؤمن بأي نوع من الرقابة؟

صموئيل شمعون : ربما بالغتُ بعض الشيء حين قلتُ أكتب عن الجحيم السفلي. والحق ليس هناك أي جحيم سفلي بالمعنى الحقيقي للكلمة. هناك أحداث محرجة في بعض تفاصيلها. خصوصا على الصعيد الجنسي.

ما الذي يمكن أن تقوله الآن عن المتون الروائية العربية ،هل ترى بأنها مازالت نمطية مستهلكة في أسلوبها وطرحها أم أن هناك تجارب حداثية غير نمطية ؟وهل هناك تجارب شدتك لتميزها؟

صموئيل شمعون :إن عملي كمحرر في مجلة "بانيبال" التي تعنى بترجمة الأدب العربي  إلى الإنكليزية، يجعلني أتابع صدور الروايات العربية الجديدة. ويمكنني أن أقول لكِ كخبير، إن الرواية العربية تحقق نجاحات كبيرة على صعيدي الشكل والمضمون. ولا بد أن أشير إلى الشباب بالخصوص. هناك أسماء أحبها جدا مثل حمدي أبو جليل وعلاء حليحل ويوسف المحيميد وأحمد العايدي ومنصورة عز الدين وحمدي الجزار، وياسر عبد اللطيف وعلي بدر ولؤي حمزة عباس وعلي مصباح ويوسف رخا وماهر شرف الدين وآخرين للأسف لا أستطيع تذكر كل الأسماء هنا. وأنا أبحث عن الأسماء الجديدة دوما. 

هل يمكن أن نعتبر روايتك تعويض عن أحلامك وعن معاناتك وعن الخسارات السرية في حياتك والتي صارت علنية في الرواية التي كنت أنت البطل الحقيقي والوجودي فيها ،لم يكن هناك بطل متخيل أو مفترض ،إلى أي حد أنت فخور بهذا البطل (الأنت)؟ 

صموئيل شمعون لم أفكر بعمل كتاب لأعوض خساراتي، لا إطلاقا. لقد كتبت الرواية لأنني شعرت في فترة ما، أن الموت بدأ يطاردني. فقلت في نفسي لا يمكن أن أرحل عن هذه الدنيا دون أن أروي قصة الطفل الذي أحب السينما. قصة الجغرافيا اللعينة المعادية للأحلام. "عراقي في باريس" رواية على شكل فيلم. شيء بين السينما والرواية، هي شبيهة تماما بشخصيتي الموزعة بين السينما والرواية، لا يمكن أن أستغني عن مشاهدة الأفلام وقراءة الروايات والدواوين الشعرية، سأفعل هذا إلى آخر يوم في حياتي. نعم يا نوارة، أنا بطل الرواية، وأنا فخور بذلك جدا جدا جدا.

  هل هي رواية لإنصاف الوالد أيضا،أو لتكريمه مثلا ؟

صموئيل شمعون : أثناء الكتابة لا أفكر في الشؤون العائلية على الإطلاق. ولا أخفيكِ أنني شخص لا يحبذ كثيرا الحياة العائلية، خصوصا العائلة الشرقية المؤسسة على روح الابتزاز. لا أريد أن أتحدث كثيرا عن هذا الموضوع، إنه موضوع يؤلمني.

لم تصل إلى هوليود سينمائيا ،لكنك وصلت إلى العالم روائيا فهل هذا يشفي غليل حلمك الأول وأحلامك اللاحقة؟  

صموئيل شمعون : نعم بشكل ما. أشعر أن العمل سيتحول إلى فيلم في وقت قريب جدا. سافرت إلى لوس أنجيليس أكثر من مرة، وأقمت لأسابيع في هوليوود، ولكني بدلا من البحث عن وكيل فني أو عن منتج الخ، كنت أمضي أوقاتي في الحانات الجميلة، خصوصا تلك التي تكون مطلة على مسابح  متنوعة. 

"الرواية هي محاولة لمد اليد للآخر هكذا أفهم مسؤوليتي الفردية" هذا ما قاله كارلوس فوينتس  فكيف ترى أنت الرواية؟

صموئيل شمعون : كلام كارلوس فوينتيس رائع جدا. سوف أحفظ الجملة، والشكر لك يا نوارة.

كيف تقرأ المشهد السياسي العراقي،أو المشهد الدموي اليومي؟

صموئيل شمعون : لا أعرف أي شيء عن هذا السؤال يا نوارة خصوصا وأنني لا أطلع على الأخبار منذ فترة طويلة جدا.

منذ متى لم تزر البلد؟ وهل من شجرة حنين في القلب له و لأمكنة معينة؟

صموئيل شمعون : لم أزر العراق منذ يناير 1979  للأسف الشديد لا حنين عندي في الوقت الحاضر. أتمنى أن يعود السلام إلى العراق في أسرع  وقت، يا رب.

ما هي أهم المتكآت التي ساهمت في إنضاجك أدبيا،هل هي الكتب أم تجارب الحياة القاسية ؟،أيهما له الفضل أكثر في هذا النضج؟

صموئيل شمعون : الأفلام. نعم تعلمت كل شيء من الأفلام أولا، ولاحقا في باريس تعرفت على الكتب بشكل جيد. في مركز بوبور في باريس، قرأت الكثير من الأدب الإيرلندي والأميركي.

ماذا تقرأ في هذه الفترة تحديدا؟

صموئيل شمعون : باعتباري المسؤول عن برمجة مواد مجلة "بانيبال" فإنني غارق حاليا في قراءة العديد من الروايات والدواوين الشعرية العربية من أجل برنامج المجلة لسنة 2007، وسوف أنقطع عن هذا العمل طيلة شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) لأني أفكر في السفر إلى مكان ما لإستكمال روايتي الجديدة.

هل هناك عمل معين تشتغل عليه حاليا؟

  صموئيل شمعون : نعم أعمل على رواية بعنوان "الجندي الآشوري". ربما تكتمل في نهاية السنة الحالية.

فكر في عمل فيلم عن الأدب العربي)

مجلة بانيبال،أعطيتها الكثير من وقتك وجهدك..فماذا أعطتك وهل أنت سعيد بما قدمته من خلالها للأدب العربي؟

صموئيل شمعون : في أكتوبر المقبل تدخل مجلة بانيبال عامها العاشر، وخلال السنوات العشر الماضية يمكنني أن أقول بكل فخر، أننا، زوجتي العزيزة مارغريت أوبانك وأنا، قدمنا شيئا مدهشا للأدب العربي المترجم إلى الإنكليزية. بانيبال ترجمتْ مئات الكتاب والشعراء العرب الذين يكتبون بالعربية أو الفرنسية أو غيرها من اللغات، كما أقامت عدة أمسيات شعرية وروائية، وعملت جولات أدبية لكتاب وشعراء من العالم العربي طافوا في مدن بريطانية عديدة. لا يمكنني أن أحصر بهذه العجالة كل ما قدمته بانيبال منذ تأسيسها. آه، نسيتُ أن أقول لكِ إننا إستحدثنا "جائزة سيف غباش – بانيبال" لترجمة الأدب العربي إلى الإنكليزية. وتمنح في أكتوبر من كل سنة. وهذه السنة تسعى إلى تشجيع الترجمة من العربية إلى الإنكليزية. هناك من قال، عندما نتحدث عن الأدب العربي المترجم إلى الإنكليزية، يجب أن نقول الأدب العربي قبل بانيبال وبعده. صدقا. لقد بدأتُ أعمل على شريط سينمائي عن تأسيس مجلة بانيبال، أعمل على المشروع منذ أربع سنوات. وقد قمتُ بتصوير العديد من الشعراء والكتاب. أذكر أنني منذ 4 سنوات طلبتُ وبإلحاح من حبيبنا محمود درويش أن يقرأ لي قصيدة أمام كاميرا الفيديو، كنت في بيته في عمان، حينما سألني "وماذا تفعل به" فأجبته إنني أفكر في عمل فيلم عن الأدب العربي. فوافق مشكورا.

جئت للحياة بقدرية..فكيف جئت للكتابة ؟هل بقدرية أيضا أم بقصدية؟

صموئيل شمعون : لقد ولدت في عائلة مسيحية فقيرة لم تكن تملك أي كتاب على الإطلاق. الكتاب الأول الذي رأيته في حياتي كان القرآن، المعلق على رف عال في منزل جيراننا. عندما بدأت تعلم القراءة والكتابة، حصل ذلك قبل أن أدخل المدرسة، أي والله، أول شيء فعلته بعد القراءة هو أنني صعدت فوق كرسي، وأنزلت القرآن من فوق الرف وبدأت أقرأ فيه. ظللت لبضع سنين أحبه، ولكني فيما بعد غيّرت رأيي.

بعيدا عن أسئلتي الملحاحة لك كل الفضاءات المتاحة لتقول ما تريد؟ 

صموئيل شمعون : أقسم لك يا نوّارة أني أخجل من عمل الحوارات، لكن آخ منك، أقنعتني بعمل الحوار.فشكرا لكِ مع كل المحبة.

حـاورته / نـوّارة لحـرش .

-------------------

جريدة النصر الجزائرية في 20 مارس 2007

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !