الرقية الشرعية دكاكين الوهم

الاستشفاء بالقرآن عملية ليست محرمة فهو شفاء من الوهم والقلق والبُهتان وهو دواء لأمراض القلوب والعقول الفكرية، لكن الأمراض العضوية والنفسية فدوائها طبي بمعنى الطب يقول كلمته ودخول الآيات القرآنية على خط الاستشفاء تحت مسمى الرقية الشرعية إنما هو نتيجة طبيعية للجهل والبحث عن منقذ، فليس القرآن الكريم وحده يتم استخدامه بغرض الشفاء بل حتى الإنجيل والتوراة وبقية مراجع وكتب الأديان يتم استخدامها لغرض الاستشفاء، فمالذي يحدث؟

الذي يحدث هو استغلال النصوص الدينية لأغراض دنيوية فالرقية الشرعية عبارة عن تجارة يمارسها البعض ووهم يتم بيعه للناس برضىً تام، لم تذكر لنا المصادر التاريخية أن أحداً من الصحابة أو التابعين كان يُرقي الناس ويبيع عليهم الزيوت العطرية ولم تذكر لنا المصادر أن الطب توارى خلف ازقة الرقاة!

الرقية الشرعية خدعة بشرية وأقصد بالرقية الشرعية هنا الرقية المتعارف عليها فهناك من حول منزله لعيادة يمارس فيها الرقية والنفث مقابل مبالغ مالية يجنيها من الباحثين عن الشفاء، الأمراض العضوية والنفسية لا تتم معالجتها بالرقية بل بالاساليب الطبية، قراءة القرآن تبعث على الارتياح لكن ذلك الارتياح حوله البعض لمشروع ايديولوجي يستهدف السيطرة على الوعي ليبقى تحت تأثير الخرافة، أرق نفسك وتعلق بالله لكن لا تجعل نفسك مطيه للغير، نحنُ أمة تنسى كثيراً فالمصادر التاريخية تقول لنا كان النبي صلى الله عليه وسلم يبحث عن أفضل الأطباء إذا لم به أو بأحدِ من الصحابة مرضاً والقصص في ذلك كثيرة ولم يكن راقياً بل كان معلماً ورسولاً وموجهاً، فمن أين اتت فكرة الرقية الشرعية والتي اكلت أموال الناس بالباطل!وباعت لهم الوهم بدراهم معدودة......