على رقعة الشطرنج، بدا القذافي مزهوا بنصره، خارج الرقعة أي خارج قصره الضيق أو مخبأه الفسيح، يبدو للعيان أن القذافي يترنح منهزما هو و جيشه، لم يزل على قيد الحياة يدافع في كل الجهات، غير أن الأمر مسألة وقت.
بعد أن ظن الغرب و من معه من قوم العرب، أن القذافي هادن الهزيمة في خطابه الأخير و صار يطلب الموت بل الانتحار بدل الانتصار، اليوم القذافي يريد و برسالته الغريبة العجيبة القول أنا هنا أنا هنا لم أمت بعد.
رسالة الشطرنج، شطحة إعلامية تمثل شخصية العقيد و سلوكه سواء كان في عظيم مجده أو الآن وهو في هول ذله، استقدام رجل روسي ليلاعب القائد فيهزم في حرب الملوك، رسالة حمالة مغازي، الصورة أظهرت القذافي و قد كسب بيادق أكثر على حساب الخصم رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج، فهل مازال الزعيم يرى الانتصار طريقا؟ أم أنها رسالة تجُب خطاب التيئيس السابق، على مجموعة الاتصال معاودة قمة أخرى مما يعني حيزا من الزمن يضاف إلى مدة عمل الناتو و فاتورة التدخل ؟ هل يريد النظام تغيير معطيات التفاوض السري إن كان هنالك تفاوض، لا يبالي الغرب بذلك الآن، لكن قد يضطر خاصة إن طالت معركة طرابلس الكبيرة و تعقدت و تشاكلت خيوطها؟
كيف ينجو الثوار و أصحابه من عقدة الزعيم الذي يريد إنهاء اللعبة إما بالنصر أو بالبقاء و حيدا على الرقعة يتنقل من خانة إلى أخرى، كالثعلب الذي يظهر و يختفي كما تقول الرواية، هل يرمى كما رمي صالح اليمن، قد يفعلها النظام، غير أن للزعيم بنينا لهم في الحكم مطلب و رجاء، قد تشهد طرابلس قتالا بين الإخوة في آخر جولات الصراع، ماذا عن الخويلدي و باقي أعمدة الجماهيرية.....هم ليبيا همًان، هم يرسمه الثوار و هم ترسمه بقايا النظام إن تبعثرت في البلاد.
على الجسر، ضفتان، وجهتا نظر، قصتان، لاجئون هاربون من الرصاص و قصف الدبابات، ذنبهم طلب الحرية و رجاء الإصلاح و عدل افتقد بسبب الظلم و الفساد و الاستبداد، و على الضفة الأخرى مواطنون يشكرون النظام السوري و جيشه الباسل على صده لعصابات الإرهاب المدعمة من الخارج في إطار مؤامرة كبرى تستهدف سوريا الأسد الممتنعة المقاومة........
على حد النظام السوري و إعلامه، قنوات التحريض من جزيرة و عربية و ما جاورها من إعلام الغرب المستعرب تشن حملة منظمة في إطار منظم و متدرج، شبكات تسخر شهود العيان، جنود مفبركون يتحدثون عن الانشقاق، حتى علماء يصدرون فتاوي الخروج لمن يرى ضيرا في الخروج على الولاة ( حالة القرضاوي في مصر و الغرياني في ليبيا و الزنداني في اليمن و الصابوني في سوريا.....) كل شيء جاهز في قنوات التحريض، دول الغرب و العرب المعتدلة تريد إسقاط النظام السوري و دك قلعة من قلاع المقاومة الأخيرة، حتى تركيا أوردغان دخلت على الخط، قرار سياسي بفتح الحدود أمام اللاجئين، صنع مخيما في يومين، أزمة إنسانية تكرس أزمة سورية داخلية يتسبب فيها النظام طبعا. بينما يصور نظام الأسد الأمر على أنه عصابات متدربة تنتقل كالخفافيش من درعا جنوبا إلى جسر الشغور شمالا تريد قلقلة الأمن و بث الرعب و قتل المواطنين و بث الفرقة و إقامة إمارات ظلامية.....ضحاياها من رجال الأمن و الجيش فقط.
على الضفة الأخرى من وجه القول، الأسد و قريباه، و حزب البعث العتيد يريد لجم المتظاهرين وإخضاعهم بالسلاح و العنف الشديد، لم يستوعب الأسد الدرس جيدا، و ربما يرى في غابته و في يده الضاربة الإستثناء، وسط هذا العنف الشديد، يظهر اصطفاف غريب برائحة طائفية، الأسد و حزب الله و إيران و حركة أمل.....، مشهد لتغطية إعلامية أظهرت القنوات المرابطة لتغطية ألأحداث داخل سوريا بوجهة النظام طبعا، هناك من يريد جر الأمور إلى هذا الاتجاه، و لعله السبب الخفي وراء صورة أخرى لحرب سوريا.
حرب الإعلام و السياسة لم تستثني الفلسطينيين أيضا، حدث مخيم اليرموك أفسد صورة الزاحفين نحو الجولان في ذكرى النكسة، من حركهم و لماذا و ما المصلحة؟ في هذه الحالة، المحرض و القاتل الصهيوني كانا معا جواب سؤال من قتل عمار؟ قتلته الفئة الباغية.
التعليقات (0)