الرصيف في العرا ق والرصيف في الامارات

الرصيف في العرا ق والرصيف في الامارات
قبل ايام قدر لي ان اقوم مع صديق لي بسفرة الى دولة الامارات العربية المتحدة وتحديدا الى امارة دبي او منهاتن العالم كما يطلق عليها البعض وقدكانت دبي مثارا للعجب والدهشة الينا نحن اللذين ندخل هذا العالم الاقرب منه الى الخيال منه الى الواقع حتى انني اخبرت كل من سألني عن سفرتي الى دبي بأنني حتى لو كذبت فأني لن اصل الى توصيف يناسب هذه المدينة ذات الابراج المعانقة للسماء والتي تشعرك ما ان اطلت النظر الى ابراجها بالم في فقراتك العنقية .
قد نكون قد انتشينا وبقينا فاتحين افواهنا كثيرة لرؤية ابداعات هندسية تزخر بها هذه البناية او ذلك البرج او لرؤية طرق المواصلات الخرافية التي تتمتع بها دبي والجسور والانفاق والمترو الذي لوحده يحتاج الى مقال بحاله لوصف دقة مواعيده وسرعته المناسبة للجميع ومحطاته التي تمثل تحفة معمارية قائمة بذاتها وعندما سألنا عن من قام ببنائه قالوا انها شركة يابانية استثمرته لمدة خمسة عشر عاما وترجعه بعدها الى اهل الدار وقد جهدنا انا وصاحبي لرؤية ذلك السائق البارع الذي يقود هذا المترو العجيب ولم نتشرف برؤيته ابدا لآن القطار مؤتمت اي انه بدون سائق سائقه حاسوب ياباني قزم بعينين (عمص) كما يقول اهلنا ... او هكذا تخيلته أما اجور التذكرة فهي سبعة دراهم ونصف اي ما يقارب الاقل من الدولارين ..
اما مراكز التسوق او المولات فأنها لاتحصى ولاتعد وأذا دخلت الى احدها فأنك تتوه فيها حتما وتحتاج الى وقت او ضربة على رأسك كي تطبق فمك المفتوح فالمول في دبي ليس مجرد مكان للتسوق فبالاضافة الى انه ابداع هندسي متميز فأنه يحتوي على نظام يفرض عليك احترام القانون وانت الممنون وفرح في الوقت نفسه فالمول يدمج بين الفخامة والنظام وانتباه المصمم الى ادق التفاصيل على سبيل المثال عندما تمتلء عربة التسوق خاصتك وانت في الطابق الثاني مثلا وتر يد ان تنزل الى الطابق الارضي فهناك ما يشبه الدرج النازل لكن بدون درجات الاانه مسنن يكون على شكل سلوب بأتجاه الاسفل فمن البديهي اذا صعدت فيه ان تمسك بعربتك كي لاتنحدر الى الاسفل كما فعلت انا الا ان العربة والمصعد فاجأني فقد تسمرت العربة في مكانها ولم تتحرك وقد حاولت ان ادفعها للأسفل كي تسقط او تتحرك الا انها لم تفعل فالمصعد النازل مسسن وقد تشابك مع عجلات العربة فقفلت العربة عليه هذا مثال فقط على الاهتمام بالتفاصيل وكل مول يحتوي على رمز فمثلا دبي مول والقريب من برج خليفة الذي يتلئلأ في سماء دبي كأمرأة أنيقة ممشوقة القوام ما ان تنظر اليها حتى لاتستطيع ان تشيح نظرك عنها ببساطة عندما تنظر الى البرج سوف تقع في حبه من النظرة الاولى وتدمن الامعان فيه وفي علوه الشاهق الذي يصل الى اعنان السماء وينيرها ايضا لنرجع الى دبي مول فان هذا المول الفخم جدا يحتوي على اكبر اكواريوم في العالم (حوض كبير تستطيع مشاهدة اغلب المخلوقات البحرية فيه) اما امارات مول فأنه يحتوي على مدينة ثلجية صناعية من اروع ما يكون وهكذا فأن كل مول يحتوي على رمز او شيء مميز اما النافورة الراقصة التي تقع بالقرب من البرج الانيق برج خليفة فهي الاكبر في العالم كما هو معروف وتنتشر المطاعم والمقاهي ذات الاضاءة الرومانسية على جوانبها بشكل يدخل البهجة على قلبك فورا وتنتعش فور دخولك اليها خاصة مع الانغام العربية او الاجنبية التي ترقص عايها النافورة كل نصف ساعة هذا بالاضافة الى العديد من الاماكن الجميلة جدا والفخمة جدا جدا كدبي مارينا والجي بي ار فانهما فاتنتين الى ابعد الحدود وكذلك البنايات والابراج والفنادق المنتشرة على طول الطريق وفي كل مكان حتى وكان دبي لاتنتهي او لاترضى ان تنتهي اوتدعك ترتاح ولو للحظة هذا والاعمار والتمدد مستمر بغزو الصحراء وفي كل الاتجاهات هذا كله جعلني اقوم بالترحم على زايد لطيلة سبعة ايام بقراءة الفاتحة له والدعاء بالتوفيق لاهل الامارات والمرارة في فمي واالالم يعتصرني وصديقي على بلدي وكانت الكثير من الاسئلة التي ضلت ترافقنا كلما زرنا منطقة في دبي او نظرناالى احد معالمها الكثيرة ... اين المسؤولين في بلدي عن كل هذا الابداع والجمال المعماري والمواصلاتي والمتروي الم يات احدهم لزيارة دبي الم يحاولوا ان يستفيدوا من تجربتهم التي حولت صحراء قاحلة الى قبلة العالم ...؟؟ لم نستطع لاانا ولاصديقي ان نجيب عن هذا السؤال او ربما اجابنا رجل التقيناه هناك عندما لمح هذا السؤال على ملامحنا قائلا لقد جاء احد المحافظين الى دبي اتعرفون ما هو اول شيء طلبه هذا المسؤول العتيد هو البحث عمن يصبغ شعره .....فكان جوابا شافيا,,,
والسؤال الثاني الذي الح صديقي بطرحه علي هو لماذا هذا الفرق بين رصيف العراق ورصيف الامارات على اعتبار ان صديقي متخصص في اعمال البناء وقد كان سؤالا مثيرا حقا ... على اعتبار الرصيف في العراق ارتفاعه 30 سم اواكثر اما في الامارات فأنهه لايتجاوز ال5 سم واحيانا يتساوى مع الشارع وقد كان صديقي يتكلم عن هذا الموضوع طالما مشينا على شوارع دبي وقد اعطيته الحق في هذا الالحاح لان مشكلة الارصفة والجزرات الوسطية اصبحت مزمنة لدينا فهناك الكثير من الاموال تصرف في العراق على الارصفة وصبغها الذي يسيل باول مطرة وحفرها باستمرار بسبب او بدون سبب واقول ذلك تندرا على الجينيس الذي خطط ويخطط لعمليات البناء وانشاء المشاريع زرنا الكثير من الاماكن في دبي وعبرنا عشرات الشوارع لم نلحظ جزرة وسطية واحدة ما يفصل بين الشوارع في دبي مجرد حاجز كونكريتي قصير والشارع الواحد يتسع لخمسة او ستة سيارات لذلك نادرا ما تشاهد ازدحاما ربما فقط في اوقات الذروة اما في العراق فالاهتمام بالجزرة الوسطية اكثر من الاهتمام بالشارع نفسه ولا احد يعرف السر ... اما بالنسبة الى الرصيف فارتفاعه او انخفاضه (اخبرت صديقي) له علاقة بقيم المجتمع الذي يوجد فيه الرصيف فهناك علاقة بين الشارع والرصيف كما يقول استاذنا الكبير ياسين النصير فالرصيف هو القانون والحدود التي يجب ان يلتزم بها السائر على الشارع هذه رمزية الرصيف اي انه يمثل القانون واحب ان اقول ايضا ان ارتفاع الرصيف او انخفاضه يمثل رمزا ايضا فعندما يكون مرتفعا عن الشارع فهو يرمز لتعالي القانون عليك واعتبارك عبدا له وعندما يكون منخفضا فأنه يرمز الى قرب القانون من الناس وبكونه وسيلة لتنظيم امور حياتهم لااكثر فالجمادات تتكلم بلسان من بناها وصممها وهذا بدوره ينطبق على الاسيجة التي وجدناها منخفضة او رمزية اومعدومة احيانا لتدلل على الثقة المتبادلة بين السلطة والناس واشعارهم بأنهم جزء منها وليس هناك مايفصلهم عنها حتى لو كان مجرد سياج .

علاء الدين الطائي