الرشق بالأحذية والبيض

لو ان رشقي لتوني بلير بالبيض والاحذية وقارورات المياه رفضا لحرب العراق تعيد عقارب الساعة الى الوزراء وتعلق الحرب وما خلفته من قتل ودمار وتشرذم عراقي لكنت اليوم في دبلن بين المتظاهرين المناهضين للحرب امام مكتب رئيس الوزراء البريطانس الاسبق  جيث جرى حفل توقيع كتابه "رحلة "الذي يدافع به عن حرب العراق ...فما ان ترجل بلير من سيارته حتى اندفع باتجاهه شركائي في مناهضة الحرب ورشقوا  الرجل بالبيض والاحذية .. " بلير كذب الملايين ماتوا"..كتب المتظاهرون على يافطاتهم بينما سرد بلير في كتابه تفاصيل رحلة الحرب وخلفياتها..يعرف السياسيون كيف يحاربون وكيف يجنون الثروات من انتصاراتهم وهزائمهم ويجعلون منها رحلة في كتاب بينما هي في الحقيقة ملايين ماتوا ..في عالم السياسة الحرب هي لعبة ينتصر بها خيرهم على شر غيرهم وطبعا هي رحلة هم يكتبون عنها واخرون يرحلون بها الى العالم الاخر...

افضل تناول الييض عن رشق السياسيين به وطبعا لا ارغب بخلع حذائي وقذفه بوجه سياسي  فلا يصيبه وأفقد حذائي عندما اريده ولا استطيع ان اصل اليه بفضل الطوق الامني الذي يضرب حول الشخصيات المهمة مثلهم ..شركائي في مناهضة حرب العراق وحرب فلسطين وحرب لبنان وكل الحروب للاسف خصومنا لا يأبهون ببيضنا واحذيتنا  وحياتنا هم يدافعون عن نفسهم باللامبالاة ,يفلسفون الحرب ويبررون استخدام السلاح في برج ابي حيدر وفي العراق ..لهم في كل قطعة سلاح حجة ونية حسنة  فهم لا يقدرون الحياة و لا يؤمنون بالبشر يل يسوقون للحجر ويريدون من البشر ان يستبسلوا في الدفاع عن الحجر ليكتبوا رحلاتهم..يعتقدون انهم الاذكياء فهم النخبة ونحن الادوات الغبية التي تقتل في سبيلهم او ترحل من الدنيا بسبب سياساتهم..وفي النهاية هي رحلة تماما كما ارادها طوني بلير وكما يريدها كل يوم سائقو باص الرحلة اللبنانية  المتهورة بركابها  مشاريع الشهداء.

قذرة هي السياسة التي تجعل قادتها يرشقون بالاحذية والبيض ولا يأبهون..قذرة هي الحرب ورائحة اسلحتها مقرفة اكثر من رائحة الاحذية وطعمها سم لا بياض فيه وحجتهم دائما لا تقلي عجة ولكنها تقتل الملايين  ...بلير لم يصب بأذى ولا حتى بصفار الييض او قشرته   و"رحلة" بلير تحصد المبيعات والنجاحات وملايين الاشخاص يموتون فاحفظوا البيض والاحذية فهم حتى لا يأبهون..