الرسول بين الشخصية الحقيقية والوهمية
في الحقيقية أن الرسول له شخصية حقيقية واحدة حددها له الله تعالى وهي تبليغ الرسالة إلى الناس دون زيادة أو نقصان وتطبيقها على أرض الواقع في التعامل مع الناس وفي تمسكه بما أتاه الله من وحي ليكون لنا القدوة والمعلم في كل شيء يخص شرع الله، الرسول الكريم لا يمكن التعرف عليه إلا من خلال القران الكريم، كلام الله الذي لا يأتيه الباطل، والذي يحدد شخص الرسول ودور الرسول الحقيقي القرآن حيث يبين لنا ويوضح ما بين الحق المنزل من الله وبين ما صنعه المسلمين من شخصية وهمية لخاتم النبيين عليهم جميعاً السلام، صنعوا له شخصية من خلال كتب التراث التي كتبوها بأيديهم وهي شخصية وهمية ليس لها أساس من دين الله ولا من رسول الله، ولو أن المسلمين بحثوا وتدبروا عن شخصية الرسول الحقيقية من خلال القرآن مثلما يبحثون في كتب التراث لتبين لهم كذب التراث، على سبيل المثال جاء في القرآن أكثر من عشر آيات محكمات، يسألونك عن كذا قل لهم كذا، وعشرات الآيات الأخرى التي تقول للرسول قل لهم أي أمر من الله، القرآن يوضح أن الرسول لا يعلم علم الساعة ولا يملك لأحد شيء يوم القيامة يقول تعالى:
((يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)) سورة الأعراف آية 187.
وكتب التراث تقول عكس ذلك، القرآن يقول عن شخصية الرسول في قوله تعالى:
((قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) سورة الأعراف آية 188.
أي الذي يؤمن بكلام الله هذا يعلم أن الرسول لا يملك حتى لنفسه من شيء، فكيف يملك للناس أي شيء من شفاعات وخلافه؟!.. ليس لها في القران أي وجود ولا نص يخص الرسول أو أي رسول آخر أنه سوف تكون له شفاعة من الله يتشفع بها، ثم إذا كان هناك شفاعة للرسول كما يفتري ويعتقد أغلب المسلمين بما رسموا للرسول شخصية وهمية وجعلوه أنه سوف يدخلهم الجنة مهما عملوا من سؤ، لماذا المسلمين يصلون بما أن هناك محامي سوف يدافع عنهم يوم القيامة؟!.. ونسوا أن الله قد قال لكل البشر بما فيهم الأنبياء يقول تعالى:
((يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)) سورة النحل آية 111.
أي ليس يوم القيامة من أحد يجادل عن أحد، بل أن الرسول نفسه دون باقي الأنبياء والمرسلون الذي ذكره الله أنه يوم القيامة سوف يكون شاهداً على كل من تركوا القرآن واتبعوا أهواهم، أي خصم لكل من هجر القرآن، يقول تعالى:
((وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً)) سورة الفرقان آية 30.
ثم أنه هناك ما يقال في كتب التراث أنهم قد سألوا الرسول عن دخول الجنة كما كتبوا وقالوا هل يا رسول الله سوف ندخل الجنة بإعمالنا، قال لهم الرسول لن يدخل الجنة من أحد إلا برحمة الله وقالوا له حتى أنت قال لهم حتى أنا، أين هي الشفاعة؟!.. حتى من قولهم والواضح من هذا الكلام من الذين كتبوا التراث ومن يصدق هذا الكلام لم يؤمنوا به ولا بكلام الله المبين الذي سوف ينفذ، وسوف يأتي اليوم الذي نرى فيه كل ما قال عنه الله يوم القيامة حق وواقع لا مجال للجدال، يقول تعالى:
((إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ)) سورة البقرة آية 119.
هذا هو الحق، ثم أن الله يقول لكل البشر في قوله تعالى:
((اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً)) سورة الإسراء آية 14.
نفهم من ذلك ومن خلال القران الكريم أن الرسول له شخصية واحدة.
التعليقات (0)