مواضيع اليوم

الرسول الزوج ... ونحن !!

حامد سعيد

2009-12-31 16:29:19

0

 

( خيركم خيركم لأهله, وأنا خيركم لأهلي ).. من منا أعاد على سمعه هذا الحديث الشريف والتوجيه الحكيم من رسول الله لنا وأستوعبه ووعاه وعمل به وأراد هذه الخيرية وهذه التزكية من رسول الله لمن أحسن معاملة أهله وراقب الله فيهم!! بل زكى ومدح رسول الله نفسه بهذا الفعل تعظيماً وتذكيراً لمقام هذا الفعل وجعل من نفسه مثلا فيه حتى نحتذي به عليه أفضل الصلاة والتسليم.

لننظر ونتعلم فن التعامل مع الأهل.. مع الرسول الزوج :

 

 

1- التمتع بالحياة مع أهل بيتك..( هذه بتلك) :-

تلك القصة الجميلة التي نعرفها جميعا حين تسابق رسول الله مع زوجته الحبيبة عائشة ركضاً أو جرياً فسبقته مرة وسبقها في المرة الأخرى قائلاً وممازحاً لها( هذه بتلك ).. الكثير منا يعلن حرصه على أهله بتقييدهم بالبيت وكأنهن لسن ببشر فهذه الزوجة وهذه البنت وقبلهن الأم والأخت لهن حق التمتع بالحياة كما نحن نفعل ونتنزه ونرى البحر ونتجول في الحدائق للتمتع بالمناظر ولتغيير الجو والانبساط.. ويعلل تقييده لاهله بالخوف عليهن والحرص ولو كان صادقا لأعلن( أنه يستحي ان يخرج بهن للشارع او الحديقة او غيرها لانه يعتقد أن الناس ستضحك عليه) وكأنه عيب!! أما تعليل البعض

بقلة توفر الاماكن المحترمة للعائلات وهذا واقع لا ننكره_ويجب ان نغيره_ ولكنه ليس بعذر يا أخي فأهلك يقبلن منك بالقليل بل أقل القليل الذي يشعرهن أنك تهتم بهن.. وهنَ بسيطات ويرضين بالقليل إذا صاحبه حب وود... وأولاً وأخيراً تذكر أن خروجك هو مع أهلك وليس خروجك بأهلك فهذه النزهة وهذا الترفيه أنت بحاجة له كما هن بحاجة له وأكثر...مالم فأعلم أنك خسرت الكثير من متعة الحياة الزوجية وظلمت نفسك وظلمت أحب الناس إليك وأكثرهم حباً لك ..فهل أنت بحرصك على أهلك بأفضل من رسول الله؟؟؟ وأين أنت من رسول الله الزوج؟؟.

 

 

2- التواضع مع أهل بيتك بأظهار القليل من المساعدة :-

يرى البعض أن تقديم العون والمساعدة لأهل بيته ولو البسيطة منها انتقاصاً لمكانته كزوج وتشجيعاً لها لإهمال مسئولياتها ومرة أخرى خوفاً من نظرة الناس وماذا سيقولون عنه بأن زوجته تحكمه وتأمره وهذا نقص وفهم أعوج ساعدت بنشره عاداتنا السخيفة منها والناس( من راقب الناس مات هماً) من راقب الناس في كل شيء لم يتقدم ولن ينجز شيئاً وأزداد هماً.. بل نرقب الناس في الصواب فنحن جزء من المجتمع وليس في الخطأ.. أم ترى الناس أفهم وأعلم وأحكم وأكثر رجولة من رسول الله!!!.. تعال لنرى :-
أ- تقول السيدة عائشة بما معناه( كان صلى الله عليه وسلم في مهنة(خدمة) أهله فإذا فرغ خرج للناس)..يقوم بأعمال أزواجه معيناً لهم في شؤونهم, ويقطع اللحم.
ب- كان عليه السلام يخصف النعل( يخرزها لاصلاحها) ويرقع الثوب, ويفتح الباب.ويحلب الشاة, ويطحن مع الخادم إذا عيي( يعينه اذا تعب). فهل أنت أفضل من رسول الله!!! وهل تهتم وتحرص في هذه الامور بالذات للاقتداء برسول الله أم كبرك وتكبرك وخوفك من نظرة الناس يجعلك تغض الطرف في هذه الافعال وتنسى وتتناسى ان أعظم البشر فعلها وهو قدوة لنا!! ولتعلم ان أهلك لاينتظرن تلك المساعدة الكبيرة منك ولا الصغيرة بل ينتظرون لمسات بسيطة تشعرهم بقربك منهم وتقديرك لجهدهم وخدمتهم لك ولاولادك .. وأولاً وأخيراً هذا التعاون البسيط يضفي لمسات ساحرة من الحب والاحترام والود لدعم ونماء الحياة الزوجية السعيدة.

 

 

3- فن التعامل مع أهل بيتك بحب وحكمة وصبر :-

يفتقر الكثير منا لهذا الفن وبالذات في لحظات الغضب وهناك من لا يعترف بهذا الفن بتاتاً لأنه كما يزعم ضد كرامته وانتقاصاً لرجولته إذا لم تمتد يده لوقف زوجته وتماديها أو بصراخ يرضي غروره وسطوته حين يلمس ارتعاش الزوجة المسكينة خوفاً منه ولو كان مافعلته لايستاهل هذا كله ولكنها عقيدتنا _ بالاصح عقدتنا_ الذكرية التقليدية بأبراز قوتنا أمام نساءنا ظناً أنهن لن يستقمن إلا بهذا الأسلوب..ولا أقصد هنا أخطاء وتجاوزات النساء الكبيرة بل البسيطة وحتى لو كبيرة هل أنعدمت كل الوسائل لتقويمها!! او هل جربنا كل الوسائل أولاً؟؟ أنظر وتعلم من رسول الله.. الرسول الزوج :

كان عليه الصلاه والسلام عند عائشة فجاءت جارية بطبق حلوة من إحدى زوجات الرسول, فما كان من عائشة إلا أن أسقطت الطبق من يد الجارية بما فيه ورسول الله ينظر فتبسم وقال ( غارت أمكم ).
عالج الموضوع بكل حكمة وبساطة لمعرفته سببه( الغيرة).. لو كنت أنت في هذا الموقف ماذا ستفعل؟ هل سيسبق صراخك يدك؟ أم تسبق يدك لسانك؟ ام تبتسم وتصبر كما هي صبرت عليك في الكثير من غضبك وثوراتك وانفعالاتك المبررة والغير مبررة!!.. والحكمة طريقك للحفاظ على سفينة الزواج والوصول بها لبر الأمان فأنت ربانها.. وأولاً وأخيراً هي العدالة والإنصاف بينكما وعامل الناس كما تحب أن يعاملوك.. وتذكر الظلم ظلمات يوم القيامة.


4- أخيرا .. أعرف أهل بيتك ولاتكن شبحاً في البيت :-

تنسينا الحياة بزحمتها ومشاغلها وهرولتنا معها في كل هذا.. تنسينا من يعيشون معنا تحت سقف واحد.. أهلنا.. ونخدع أنفسنا بعبارة( لا نعمل كل هذا إلا من أجل أهلنا وأولادنا.. لأجلكم) نعم نتعب في العمل.. في الوظيفة..لاننكر صعوبة الحياة والبحث عن الرزق في هذا العصر وغيره ولكن..هل أنت تحمل همَ أمة؟ هل أنت تقود الجيوش؟ هل أنت تعلم أمة بحالها؟ لو كنت تقوم بكل هذه المهام مرة واحدة فما كنت ستقول؟؟ فلننظر إلى الرسول العظيم الذي حمل همَ أمة وعلم الأمة وجهز الجيوش وقادها هل منعه كل هذا من معرفة أهل بيته وتلمس أحوالهم!! قصة من أروع القصص.. توقفت عندها كثيرا لجمالها ولطفها.. مع هذه الرجل العظيم.. الرسول الزوج .. :-


قالت السيدة عائشة رضى الله عنها- وكانت غاضبة_ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أني لأعلم اذا كنت عني راضية, واذا كنت عني غضبى) فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال(( اذا كنت عني راضية فأنك تقولين ( لا ورب محمد ) واذا كنت علي غضبى قلت( لا ورب أبراهيم ) )).. فقلت: أجل , والله يا رسول الله ما أهجر الا أسمك.

لا تعليق أمام هذه القصة لأن جمالها وروعتها وفائدتها تعجز الكلمات عن أعطائها حقها بل لا نملك إلا أن ننبهر أمام عبارة رسول الله.. الرسول الزوج وأمام رد أم المؤمنين الزوجة الصالحة..ونتعلم.

كانت هذه بضع دروس وعبر من أعظم البشر.. الرسول الزوج.


وفعلاً ( ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم ).

 

 

وأختم موضوعي بعبارة صادقة صارخة تعكس مأساة كبيرة فينا وخلل عظيم في فهمنا.. قالت لي أحدى الأخوات عندما كان موضوع( تعدد الزوجات) في غرفة إسلامية وتحمس الشباب للدفاع عن هذه السنة فأرسلت لي برسالة خاصة تقول فيها (هل جاء هؤلاء الشباب بكل سنن رسول الله مع زوجاتهن حتى يتكلموا عن سنة تعدد الزوجات!!! ).. يا له من سؤال وتسأل يعرينا أمام أنفسنا..وأمامك أيها الرسول الزوج !!!.

 

 

 

 

حامد سعيد





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !