مواضيع اليوم

الرسالة لم تصل بهد...

ayoub rafik

2011-12-07 15:39:47

0

 الرسالة لم تصل بعد ...

 

أظن أن بوادر عملية التحكم في المسار السياسي لمغرب ما بعد انتخابات 25 نونبر بدأت تتشكل في الأفق، فالرؤوس التي أفسدت الحياة السياسية – حسب عدد من السياسيين- طيلة العشرية الأولى للقرن الحالي عادت بقوة ، هذه المرة ، لتساهم في رسم الخريطة المقبلة، وفي مواقع أكثر أريحية.

فهل كانت كل المسارات التي عشناها - منذ التعديل الدستوري مرورا بالاستفتاء الشعبي على الوثيقة الدستورية ونهاية عند الانتخابات التشريعية الأخيرة - معد لها سلفا؟ أظن كذلك أن الجواب عن هذا السؤال ستجيب عنه الأيام والشهور المقبلة، إذ ذاك سنكتشف بالفعل هل وصلت الرسالة الشعبية أم لم تصل؟

عندما رفع شباب 20 فبراير صور فؤاد عالي الهمة ومنير الماجدي إلياس العماري وباقي رموز الفساد، كان القصد منه توجيه رسالة شعبية مفادها ضرورة إخلاء الساحة من المتحكمين للحياة السياسية والاقتصادية وتركها للتنافس الانتخابي الشريف والنظيف، فما كان من هؤلاء إلا الانحناء للعاصفة "الفبرايرية" ولرياح التغيير العربي/المغربي. وما إن مرت  تلك الرياح أو تكاد حتى عادت لتطل من جديد، في إشارة إلى بداية تشكل مربع جديد محيط بشخص الملك بالموازاة مع بداية تشكل حكومة جديدة بقيادة حزب العدالة والتنمية الحاصل على 107 مقعد بمجلس النواب.

ويمكن على ضوء ما قيل استنتاج رسائل ثلاث وهي:

-         أن القصر الملكي ورغم تعيينه لعبد الإله بن كيران لا يمكنه أن يغامر بالمستقبل السياسي للبلاد ويترك كل الخيوط في يد الحكومة "الإسلامية"، وهو بذلك لا يريد وقوع المفاجئات السياسية، كما أن لا أحد يمكنه كبح "تهور" رئيس الحكومة الجديد عبد  الإله بن كيران سوى فؤاد عالي الهمة وهو الذي يعتبر إلى اليوم العدو اللذوذ للعدالة والتنمية والذي شغل منصب وزير سابق منتدب بالداخلية في حكومة السيد إدريس جطو، والمؤسس لحزب الأصالة والمعاصرة، الخصم السياسي رقم واحد للبيجيدي.

-         رسالة تطمين للخارج مفادها أنه رغم صعود نجم الإسلاميين، ممثلا في العدالة والتنمية، فإن دواليب الدولة ومؤسساتها لازالت في أيادي آمنة، مما سيريح كل المتخوفين من مستقبل العلاقات بين المغرب والخارج (أوربا وأمريكا ...).

-         رسالة تطمين للداخل المغربي مفادها أن لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون على مصير البلد، ولا خوف على الحريات الفردية مادام هناك من يحميها داخل المربع القوي في البلد.

ولا أتصور أن خبر تعيين الهمة مستشارا للملك سيكون بردا وسلاما على قلب السيد عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المغلوب على أمره جراء المفاوضات المارطونية التي ستتشكل بها حكومته. ولا أتصور كذلك أن يجلس بن كيران والهمة على طاولة واحدة بصفتهما السياسية الجديدة، وهو (أي الهمة) الذي تسبب بمعية تياره "الاستئصالي" - حسب إسلاميي العدالة والتنمية - في عدة إنتكاسات سياسية وتراجعات حقوقية منذ 2002.

لكن الرسالة التي لم يلتقطها القائمون على أمر هذا البلد هي أن جزءا عريضا من أبناء هذا الشعب قال كلمته في "جمعة الصناديق الثائرة" ليوم 25 نونبر، كما أن جزءا آخر ما زال غير راض بالعرض المقدم، وهو إلى اليوم ما زال يراوح مكانه في الشارع منذ 20 فبراير.

فهل أنتم منتهون؟

 

البشير ايت سليمان

Bachir700@gmail.com

www.elaphblog/alwan




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات