لا شك أن إمتهان مهنة الصحافة والاعلام من قبل البعض من الصحفيين والإعلاميين قد أربك هذه المهنة الى حد كبير حيث أنّ سعي البعض من رجال الصحافة وراء المال بدون الأخذ باعتبارات الرسالة الحقيقية لمسؤولية الصحفي دفع البعض من الصحفيين الى انتهاج أساليب تؤدي الى تشويه هذه المهنة التي أنشأت أساساً لتكون حاملة رسالة مهنية نزيهة فصار التمييز بين العمل الصحفي التقدمي والعمل الصحفي المرتبط بأصحاب "الجيوب العميقة" من أشخاص و وكالات إستخبارية تجسسية مهمة شبه مستحيلة ويعود أساساًً هذا المزج بين مهنتين مختلفين الى عدة أسباب منها أن كليهما ؛ العمل الصحفي والإستخباري يسعيان الى الحصول على المعلومة الصحيحة دون الأخذ بعين الإعتبارسبل الحصول على هذه المعلومة .
لكن هذا الأمر لا يجعلنا نسيان الفرق بين المهنتين (الصحفي والتجسسي) حيث أنّ الفرق بينهما هو أن يقوم الصحافي التقدمي ببذل قصارى جهده لتقديم المعلومة الحقيقية الى جميع الناس كي تصبح رأي عام ينير العقول بينما يعمل الجاسوس أو رجل المخابرات ببذل قصارى جهده كي يحصل على المعلومة ليقدمها لمن يحتاج إليها ؛ رجال أصحاب نفوذ أو وكالات تجسس ، سواء بتكليف له منهما أو عبرعمل تطوعي مقابل مبالغ مالية تقدر حسب أهمية تلك المعلومة لتلك الجهة.
رغم كلما ذكرناه من فرق بين الصحافة والإعلام التقدمية وبين العمل التجسسي الإستخباري إلا أن المهنتين قد تداخلتا بسبب عمق الفارق الموجود بين الإثنين . فقد عملت وكالات تجسس بتوظيف وسائل إعلام بشكل كامل حيث أصبحت ضمن الأجهزة الإستخبارية ويبقى الصحفي ومن وراءه أصحاب وسائل الإعلام التي لم يبيعوا صوتهم وقلمهم أمام جميع الإغراءات هم أصحاب الصوت والكلمة الإعلامية الحقيقية.
من هنا إذا ما أردنا الفصل بين المهنتين وكذلك أصحاب الرسالة من وسائل إعلام وصحفيين فعملية الفصل بين الذين يزاولون المهنة خدمة لأجندة إعلامية مشبوهة والذين يعملون من أجل قضية عادلة لسيت بتلك البساطة .
لكن ما علينا فعله هو إلقاء نظرة على أداء هؤلاء الصحفيين ووسائل إعلامهم في مختلف الأحداث التي تمر بها الدول وما تقوم به الشعوب من ثورات ضد الحكام والحكومات فسوف نعرف بكل بساطة من هي وسيلة الإعلام التي تعمل في خدمة الشعوب ومن هي الوسيلة الإعلامية صاحبة الرسالة ومن هي تلك التي تهدف خدمة أجندة مشبوهة وتقوم بتنفيذ مهام تتلقاها من وكالات استخبارية وهذا الأمر ينطبق على الصحفيين والإعلاميين أيضاً فكم قليل هو عدد التيار الأول في منطقتنا بشكل عام .
التعليقات (0)