كتب - محمد أبو علان
جريمة اغتيال القائد القسامي “محمد المبحوح” جريمة سجلت فيها أجهزة مخابرات الاحتلال الإسرائيلي نقطة إضافية في إطار الصراع الدائر بينها وبين المقاومة الوطنية الفلسطينية، ولإمكانيتها المادية والفنية الضخمة يمكنها تسجيل العديد من النقاط في هذا الصراع، وعلى الرغم من محدودية القدرات الفلسطينية في هذا الإطارات إذا ما قورنت بقدرات الاحتلال الإسرائيلي إلا أن المقاومة الفلسطينية استطاعت هي أيضاً تسجيل نقاط لا تقل أهمية عن تلك التي يسجلها الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الأمنية.
الكثير من الجرائم التي ارتكبتها المخابرات الإسرائيلية بجهازيها الخارجي (الموساد) والداخلي (الشين بيت) كانت تتم بصمت ودون إعلان منها أو تبينها إما لأسباب أمنية أحياناً، أو لأسباب سياسية أحياناً أخرى لها علاقة بمكان الجريمة المرتكبة مع العلم أن كل الشواهد والدلائل تشير لبصمات إسرائيلية على الجرائم غير المعلن عنها كما هي الحال في جريمة اغتيال القائد “محمد المبحوح” في دبي.
من هذا المنطق الإسرائيلي في التعامل في صراعها مع المقاومة الفلسطينية علينا أن نتعلم شيئاً منها، فكان الأجدر بحركة “حماس” وقيادتها السياسية والعسكرية أن لا تتعامل مع الأمر بردة الفعل السريعة عبر موجة واسعة من التهديدات للقصاص من الاحتلال على جريمة، ورفع سقف التوقعات في الرد على هذه الجريمة قد يرتد سلبياً على حركة حماس في ظل الواقع السياسي والأمني الذي تعيشه الحركة في فلسطين المحتلة، وفي بعض الدول العربية المتواجدة فيها، وكان بإمكان حركة “حماس” إيصال رسائلها للاحتلال بنفس المنطق والطريقة التي يتعامل بها الاحتلال نفسه في هذه الحالات.
كما كان على حركة “حماس” الابتعاد عن بعض المصطلحات في التصريحات مثل “الثأر” و “الانتقام” كون الحديث لا يدور عن حرب قبلية أو عشائرية، بل الأمر يتعلق بنضال وكفاح وطني مشروع يفترض أن يحمل صفة الديمومة لا أن يرتبط بردات فعل فقط على جرائم الاحتلال، كفاح يخوضه شعب يرزح تحت الاحتلال منذ أكثر من ستة عقود، حيث أن استخدام مثل هذه المصطلحات قد يعطي البعض فرصة لاستغلالها بطريقة سيئة ضد الحركة بشكل خاص، وضد المقاومة الفلسطينية بشكل عام ويعطي انطباع بأننا نتعامل ونتحدث بلغة العصابات.
وهنا نستذكر تصريحات “حزب الله” بعد اغتيال القائد العسكري للحزب “عماد مغنية” في دمشق قبل أكثر من عامين، تصريحات تحدثت عن رد قاسي ومزلزل على الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ولكن حتى اليوم لم يأتي هذا الرد، قد يكون لحزب الله حساباته الخاصة في هذا المجال، ولكن كان بإمكان إيصال الرسائل للاحتلال الإسرائيلي والرد على جريمته بصمت دون ضجة إعلامية.
moh-abuallan@hotmail.com
التعليقات (0)