مواضيع اليوم

الرسائل السياسية لعمليات المقاومة في الضفة الغربية

حسام الدجني

2010-09-03 00:51:00

0

منذ أكثر من عامين لم تنفذ كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس أي عملية تذكر في الضفة الغربية، وكانت القراءات حينها تدور حول سببين رئيسيين هما: التنسيق الامني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والذي تمخض عنه حملة اعتقالات، وجمع سلاح طال كل فصائل المقاومة الفلسطينية.
والسبب الآخر يبدو أنه قرار حمساوي غير معلن بوقف عمليات المقاومة في الضفة الغربية.
فما هي دلالات المكان والزمان لتلك العمليات، وما هي الرسائل التي أرادت حركة حماس إيصالها للأطراف المختلفة؟

من المقرر أن يعلن مساء اليوم الخميس عن انطلاق قطار السلام في المنطقة، من خلال المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل وبرعاية أمريكية مصرية أردنية، ومن هنا جاءت ضربات كتائب القسام في الخليل وفي رام الله، ولن يكون اختيار المدينتين هو اختيار عبثي، وإنما له دلالات ويحمل عدة رسائل منها:
1- الرسالة الأولى إلى الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي، ومفادها أن حماس لاعب قوي ليس في قطاع غزة فقط، وإنما أيضاً في الضفة الغربية والقدس، وأن كل جهود الجنرال كيث دايتون وبعده مايكل مولر، من أجل اجتثاث المقاومة، وبناء الفلسطيني الجديد باءت بالفشل، وأن أي تسوية لا تلبي طموح الشعب الفلسطيني، ولا تأخذ دور المقاومة الفلسطينية بالحسبان هي تسوية محكوم عليها بالفشل.
2- الرسالة الثانية موجهه إلى محور الإعتدال وعلى رأس هذا المحور جمهورية مصر العربية، وكان حماس تريد أن تقول لمصر، إن سياسة تهميش حركات المقاومة الفلسطينية، لن يخدم الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة، وان نجاح الدور الاقليمي المصري مرهون بعودة العلاقات المصرية الحمساوية الدافئة إلى ما كانت عليه قبل تعطيل ملف المصالحة الفلسطينية.
3- الرسالة الثالثة موجهه إلى الرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي، والذي شكك في دور حماس المقاوم، لتقول له أن حماس موجودة على الأرض، وهي حركة تزاوج بين المقاومة والحكم.
4- الرسالة الرابعة موجهه للمستوطنين وإجرامهم في مدينة خليل الرحمن، وأنه لا مكان لهم في الأراضي الفلسطينية في أي اتفاق سلام مستقبلي.
5- الرسالة الخامسة إلى السلطة الفلسطينية والتي قادت حملة اعتقالات ضد أنصار حماس في الضفة الغربية على خلفية منع النائب نايف الرجوب من الخطابة، وما حدث بعدها من تداعيات داخل الخليل، وتريد حماس أن تقول من خلال عمليتها، أن الخليل عن بكرة أبيها هي مع المقاومة ومع حماس، ولن يثنيها كل أشكال الاعتقالات السياسية التي تمارسها السلطة الفلسطينية.
6- الرسالة السادسة ترد فيها حماس على الأصوات التي خرجت بعد عملية الخليل، لتقول أن الخليل هي آخر المدن التي تعمل بها حماس، فجاء الرد من مدينة المقاطعة، مدينة صنع القرار الفلسطيني مدينة رام الله، لتقول للسلطة الفلسطينية أن حماس متواجدة في كل مناطق الضفة الغربية، وأن قرار التصعيد أو عدم التصعيد هو قرار يخضع للتقييمات العسكرية والسياسية الحمساوية فقط لا غير.
7- الرسالة السابعة موجهه إلى الداخل الحمساوي، لتقول لأبناء وقواعد حماس، أن المقاومة هي خيار استراتيجي لحماس، ولكنها يجب أن تخضع ضمن الظروف والعطيات السياسية.

نعم، نجحت حماس من خلال العمليتين من أن توصل رسائلها العديدة، وكذلك نجحت من أن تصنع زلزالاً ربما يكون له ارتدادات قد تضرب أركان حفل العشاء داخل البيت الأبيض مساء اليوم، وأعتقد أن نتائج وتداعيات تلك العمليتين هما من يحدد مستقبل ومصير المفاوضات المباشرة، وأنا أعتقد أن اسرائيل سوف تمرر الهجومين دون رد، كونها هي المستفيد الحصري والوحيد من المفاوضات المباشرة.

Hossam555@hotmail.com
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات