الرد ينتظر موافقة المدون على نشره ؟!
فكرة التدوين والكتابة لمن توجه ، وما هي الغاية منها ، إذا فقدنا التشاركية والتفاعلية مع الآخرين ، وفقدنا تبادل الآراء والأخذ والرد ، وأردنا أن تكون الردود موافقة لهوانا فلن تعم الفائدة ولن يتحقق المراد ، في الردود والرد عليها من جهة والرد على المقالة من قبل المدون فائدة عظيمة ليست بخافية على احد .
ولكن ان نرى في بعض المدونات لبعض المدونين عبارة تقول ( الرد ينتظر موافقة المدون على نشره ) تلك ضربة قاسمة للمدون وفكرة التدوين ، لماذا تكتب إذا ؟ لماذا تقتحم عقول الناس ، وتزعجهم بأفكارك وأرائك إذا كنت لا تود أن تسمعهم ، وتأخذ برأيهم .. هل نصبت نفسك ملقن ومدرس ومنظر أصم ، فقط تتكلم ولا تريد أن تسمع .. تلك بحق مهزلة في عالم التدوين . وحتى في عالم الكتابة والصحافة ، فدائما يقولون حق الرد محفوظ للجميع .
لعل النقد هو جوهر الموضوع ، وبه تزداد الإبداعات إبداعا وتأخذ طابعا ايجابيا تشاركيا ، يثري الموضوع وتعم الفائدة ، ويتحقق التواصل ..
ذات مرة كنت أمر بشارع في المدينة حيث اسكن وهي من المدن الكبيرة ، رأيت لوحة كتب عليها : الدكتورة .......... طب وجراحة الأسنان .. وتحتها ملاحظة تقول بالخط العريض : لا أعالج إلا الأطفال والنساء .
فورا تخيلت الطبيبة تطرد عجوز يتألم من ضرس ملتهب ويصرخ ألما ووجعا ، وتخيلتها وهي تقف إمام زوجها الذي اصدر أليها هذا الأمر الصارم .. وراحت تنفذه بلا تفكير ..او انها من منظور ديني متعصب أعمى ..وكأنها درست الطب فقط لفئة معينة ..دون فئة أخرى .. ربما نجد من يقول نعالج المسلمين فقط .. او المصريين او العراقيين دون غيرهم .. وهكذا ..
تلك حالة استدعتها هذه المقالة .. وهي حالة التفرد والانحياز .. وتهميش الآخر .. والتقوقع داخل الذات ، والتحصن خلف ستار لا يستر .
اذا جاء الرد على المدونة كما يحب سمح بنشره ، وإلا فلن يسمح ، وبالتالي ستجد المدونة بلون واحد هو لون الموافقة والاتفاق .. ونبذ الخلاف .. ........احدهم ؟؟ .. تنتقد النظام .. وتتهجم على التسلط .. وتقول أن النظام لا يسمح لها بالكلام والتعبير عن الرأي وهذا كلام لا نأخذه على علاته .. ولكن للتوافق نقول لها حرية الرأي .. في الوقت نفسه نجدها تمنع الرأي الآخر .. وتمنع الرد .. وكل رد مخالف سيرد وسيلغى من المدونة .. الا ترى معي انها تمارس الدور الذي تزعم أن النظام يمارسه .. إلا تمارس ..... القمع الفكري على المدونين والقراء برفضها السماح بالتعليق مباشرة وبسهولة دون انتظار موافقتها ومباركتها ... وليس .......... لوحدها فثمة غيرها ولكنها واحدة كمثال لا حصرا .
........... تقمع القراء ..كما غيرها ممن يضعون هذا الشرط ... وفي هذا دلالة على مدى جودة ما يدونون ويكتبون ويقولون ويفعلون .. وأنا اشكك بنواياهم .
........ تتحصن بعقلية القلعة ، تختفي خلف ما تتيحه التكنولوجيا وهذا الموقع الكبير ، الذي ينادي بالحرية والتواصل ، فتنادي بالفردية ورفض الآخر ، وتنشر ما طاب لها أن تنشر ، وتمنع ما لم يوافق هواها من ردود .
دعوة الى مقاطعة تلك المدونات التي تضع هذا الشرط .. ممن يقمعون الفكر والفكر الآخر ، ممن يحاربون حرية الرأي ....
التعليقات (0)