محمد الشهابى
shehaby1999@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 2304 - 2008 / 6 / 6
المحور: العلمانية , الدين , الاسلام السياسي
الرد على مقال وفاء سلطان نبيّك هو أنت.. لا تعش داخل جبّته! (13):
كلما قرأت مقالا لكاتبة المقال ينتابنى شعور غريب نحو هذه الكاتبة وهذا الشعور يختلط بين الدهشة والحزن والإنبهار !!
وحينما أتصفح هذه المقالات لاأجد غرابة فى هذا الشعور الذى يتأصل عندى يوما بعد يوم وقد يندهش البعض من التناقض الكبير فيما قلت ولكن الحقيقة هى ما أقول .
فعندما أندهش وأنا أقرأ لها تنبع دهشتى من تمحور أفكارها حول الهجوم على الإسلام فقط وكأن جميع مشكلات العالم سببها هؤلاء المسلمون حيث تركز فى جميع مقالاتها بلا إستثناء على الهجوم الغير مبرر بمناسبة وبدون مناسبة على الإسلام وعلى المعتقدات الإسلامية .
ونحن هنا لا ننكر عليها إعتقادها بتخليها عن الإسلام وردتها عن جميع الأديان وإتخاذها عقلها نبيا لها والهوى هو إلها لها فهذه قضيتها هى ولكن دهشتى من إتخاذها للإسلام والعقائد الإسلامية هدفا مطلقا وهى كما نعلم جميعا تنكر جميع الأديان ونحن بفرض لو قبلنا بفكرة تنصيبها وصيا على جميع المؤمنين بالأديان فإننا هنا نندهش من إهدار مجهودها كله فى الهجوم على الإسلام فقط وكأنما تقر بطريقة غير مباشرة بأن الإسلام هى الديانة الوحيدة الجديرة بحمل اللواء نيابة عن باقى الأديان وبالتالى فإن الحرب والإنتصار فى هذه المعركة معناه هو الإنتصار على جميع الأديان الأخرى وفى هذا الإعتقاد إستهتارا وتهكما على الآخرين!!.
أما حزنى فينبع من التعنت الواضح من كاتبة المقال فى جميع أرائها وهى من يدعى سعة الأفق والنظرة التقدمية والإيمان المطلق بحرية التفكير وحرية الإعتقاد وكذلك تقبلها للآخر فى حوارات عقلانية بعيدة عن التشنج وتصلب الرأى ثم بعد ذلك نجدها على النقيض تماما وكأنما ترجمت مواقفها وأرائها لمعنى ومرادف لكلمة الشيزوفرنيا فهى تدعى الشيء وتفعل عكسه وربما يقبل ذلك من بعض العوام الذين لا يحملون المبادىء والقيم والتى لا تتجزأ أو تتبدل مهما إختلفت الظروف والأحداث ولكنه على النقيض غير مقبول على الإطلاق من عقلية علمية وفلسفية بحجم كاتبة المقال .
فحينما تسهب فى مقالاتها عن حرية الرأى والعقيدة نجدها تفرض حجرا على جميع العقول بإعلانها الوصاية على المسلمين بضرورة إنتهاجهم لنفس فكرها الراقى وتخليهم عن عبائتهم الإسلامية والتحرر من هذه القيود ولا تكتفى بنقدها للإسلام والعقائد الإسلامية فهذا حقها الأصيل فى التعبير عن رأيها ولكن الغير مقبول على الإطلاق هو إتخاذها لعنوان مقالاتها الذى يأمر المسلمين أمرا مباشرا بضرورة التخلى عن دينهم حتى ينالوا رضا صاحبة السيادة كاتبة المقال.
أما سبب إنبهارى فهو قدرتها على إسقاط أحداث حياتها اليومية وتوظيفها فى سبيل مزيد من الهجوم والنقد للإسلام وكأنما جعلت من أحداثها الحياتية اليومية مسرحا كبيرا يتبارى فيه الممثلون للفوز بالفكرة التى تسعى إليها كاتبة المقال فنجدها مثلا تستعرض حالة التوهان التى تعرضت لها فى واشنطن وربطها بين هذه الحالة من التوهان وحالة التوهان الفكرى الذى تعانى منه ومحاولة المزج بين الحالتين لتصل فى النهاية لقرار أو لنقل فرمان يجب علينا التسليم به وهو ضرورة التخلص من البوصلة العقائدية التى تحركنا والتى هى المسؤلة عن كل مانعانى منه من مشكلات .
أما بخصوص الرد على ماإدعته من إتخاذ المسلمين للغزو والحروب محور لعقيدتهم وأنهم يعيشون متقوقعين داخل هذه العقيدة وهى سبب فقرهم وجوعهم فإن هذا الإدعاء يبرهن على كل ماسبق وذكرت فإنها بذكرها لهذا الإدعاء على الإسلام لاأجد له تفسيرا منطقيا سوى أحد أمرين:
1- جهل شديد بتعاليم الإسلام وعقائده.
2- حرب غير شريفة على الإسلام تستخدم فيه شبهات يثيرها من لا يبحث عن حقيقة أو يصدق فى نصح وتوعية المسلمين ولكن الهدف من إثارتها هو كما قلت وأكرر بأن الهدف من ذلك هو كسب المزيد من المؤيدين لعمل أرضية وجماهيرية وظهورها فى صورة البطل والفارس المغوار الذى يقاتل عدوه بكل شجاعة والحقيقة عكس ذلك فشيم الفرسان النبلاء تنأى بصاحبها عن الكذب والبهتان .
وأنا أرى أن كاتبة المقال ليست الوحيدة التى تريد أن تركب الموجة بالهجوم على الإسلام ولكنها جزء من منظومة واسعة تتكون من أطراف مختلفة الميول والأفكار ولكنهم توحدوا وإجتمعوا بإتخاذهم لعدو مشترك وهو الإسلام وبعد ذلك يبدأون فى محاربة بعضهم البعض بإستخدام جميع الوسائل ولا فرق إذا كانت هذه الوسائل شريفة أو غير ذلك.
ثم تستعرض كاتبة المقال عضلاتها وهيمنتها على أفكار قرائها وإعتبارهم تلاميذ يجلسون فى الصف وينتظرون منها النصح والإرشاد حينما تخبرهم بأن العلاج صعبا ولكنه ليس مستحيلا ولكن بشرط أن يخضع لها الجميع ويعيروها عقولهم وقلوبهم ولكنها تنزلق فى منزلق خطير من وجهة نظرى يكشف ضعف حجتها بل وينسف كل ماتنادى به من ضرورة التخلى عن فكرة الأديان وتمجيد العقل حينما تناجى ربها فى وقت شدتها وأثناء حالة التوهان الفكرى والمادى الذى تتعرض له وتقول (فقلت لنفسي: يا إلهي لقد أضعت الطريق!) فإعتقدت أنها ذلة لسان ولكنها ظلت تكررها كلما ضلت الطريق فقالت (فقلت: يا إلهي لقد أضعت الطريق مرة أخرى!)
هكذا هى حال الدكتورة تعتقد وتؤمن بأشياء وتتدعى عكس ماتبطن !!
وتتطرق الدكتورة بتهكم وسخرية على كلمتين لم يخلو دين أو عرف منهما وهما عيب وحرام وفى الواقع أنا لم أندهش هذه المرة من زجها بالدين الإسلامى فى طرحه لهاتين الكلمتين لأننى أصبحت على قدر من المعرفة التى تمكننى من قراءة ماتريده أو ماتسعى لتوصيله للقارىء فإذا بى يصدق حدسى وتقوم بحصر هذه المعانى فقط فى الإسلام وكأن باقى الأديان لا تحمل أى إشارة لمعانى العيب والحرام وأنا هنا أهيب بجميع من لا يؤمن بالإسلام دينا أن يرد على إدعاء الدكتورة بأن العيب والحرام هما أصل أى تشريع سماوى أو حتى وثنى وأن جميع لغات العالم تحتوى قواميسها على هاتين الكلمتين وأنا هنا أتسائل :
لماذا لم تتقدم الدكتورة بطلب للحكومة الأمريكية التى تتشرف بإنتمائها لهذا البلد المحتل المغتصب لأراضينا العربية بحذف الكلمتين من القاموس الأمريكى؟
وفى النهاية نقول لكاتبة المقال:
نرجو منكى وحتى تحافظى على مصداقيتك أن تتوخى الحذر فى مقالاتك حتى لا تنكشف هويتك أمام قرائك!!!
التعليقات (0)