مواضيع اليوم

الرد على وفاء سلطان ...

محمد الشهابى

2009-10-17 17:21:25

0

محمد الشهابى
shehaby1999@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 2304 - 2008 / 6 / 6
المحور: العلمانية , الدين , الاسلام السياسي

الرد على مقال وفاء سلطان نبيّك هو أنت.. لا تعش داخل جبّته! (13):‏

كلما قرأت مقالا لكاتبة المقال ينتابنى شعور غريب نحو هذه الكاتبة وهذا الشعور يختلط بين الدهشة ‏والحزن والإنبهار !!‏
وحينما أتصفح هذه المقالات لاأجد غرابة فى هذا الشعور الذى يتأصل عندى يوما بعد يوم وقد ‏يندهش البعض من التناقض الكبير فيما قلت ولكن الحقيقة هى ما أقول .‏
فعندما أندهش وأنا أقرأ لها تنبع دهشتى من تمحور أفكارها حول الهجوم على الإسلام فقط وكأن ‏جميع مشكلات العالم سببها هؤلاء المسلمون حيث تركز فى جميع مقالاتها بلا إستثناء على الهجوم الغير ‏مبرر بمناسبة وبدون مناسبة على الإسلام وعلى المعتقدات الإسلامية .‏
ونحن هنا لا ننكر عليها إعتقادها بتخليها عن الإسلام وردتها عن جميع الأديان وإتخاذها عقلها نبيا ‏لها والهوى هو إلها لها فهذه قضيتها هى ولكن دهشتى من إتخاذها للإسلام والعقائد الإسلامية هدفا ‏مطلقا وهى كما نعلم جميعا تنكر جميع الأديان ونحن بفرض لو قبلنا بفكرة تنصيبها وصيا على جميع المؤمنين بالأديان فإننا هنا نندهش من إهدار ‏مجهودها كله فى الهجوم على الإسلام فقط وكأنما تقر بطريقة غير مباشرة بأن الإسلام هى الديانة ‏الوحيدة الجديرة بحمل اللواء نيابة عن باقى الأديان وبالتالى فإن الحرب والإنتصار فى هذه المعركة معناه ‏هو الإنتصار على جميع الأديان الأخرى وفى هذا الإعتقاد إستهتارا وتهكما على الآخرين!!.‏

أما حزنى فينبع من التعنت الواضح من كاتبة المقال فى جميع أرائها وهى من يدعى سعة الأفق ‏والنظرة التقدمية والإيمان المطلق بحرية التفكير وحرية الإعتقاد وكذلك تقبلها للآخر فى حوارات ‏عقلانية بعيدة عن التشنج وتصلب الرأى ثم بعد ذلك نجدها على النقيض تماما وكأنما ترجمت ‏مواقفها وأرائها لمعنى ومرادف لكلمة الشيزوفرنيا فهى تدعى الشيء وتفعل عكسه وربما يقبل ذلك ‏من بعض العوام الذين لا يحملون المبادىء والقيم والتى لا تتجزأ أو تتبدل مهما إختلفت الظروف ‏والأحداث ولكنه على النقيض غير مقبول على الإطلاق من عقلية علمية وفلسفية بحجم كاتبة المقال .‏
فحينما تسهب فى مقالاتها عن حرية الرأى والعقيدة نجدها تفرض حجرا على جميع العقول بإعلانها ‏الوصاية على المسلمين بضرورة إنتهاجهم لنفس فكرها الراقى وتخليهم عن عبائتهم الإسلامية ‏والتحرر من هذه القيود ولا تكتفى بنقدها للإسلام والعقائد الإسلامية فهذا حقها الأصيل فى التعبير ‏عن رأيها ولكن الغير مقبول على الإطلاق هو إتخاذها لعنوان مقالاتها الذى يأمر المسلمين أمرا ‏مباشرا بضرورة التخلى عن دينهم حتى ينالوا رضا صاحبة السيادة كاتبة المقال.‏
‏ ‏
أما سبب إنبهارى فهو قدرتها على إسقاط أحداث حياتها اليومية وتوظيفها فى سبيل مزيد من الهجوم ‏والنقد للإسلام وكأنما جعلت من أحداثها الحياتية اليومية مسرحا كبيرا يتبارى فيه الممثلون للفوز ‏بالفكرة التى تسعى إليها كاتبة المقال فنجدها مثلا تستعرض حالة التوهان التى تعرضت لها فى ‏واشنطن وربطها بين هذه الحالة من التوهان وحالة التوهان الفكرى الذى تعانى منه ومحاولة المزج ‏بين الحالتين لتصل فى النهاية لقرار أو لنقل فرمان يجب علينا التسليم به وهو ضرورة التخلص من ‏البوصلة العقائدية التى تحركنا والتى هى المسؤلة عن كل مانعانى منه من مشكلات .‏

أما بخصوص الرد على ماإدعته من إتخاذ المسلمين للغزو والحروب محور لعقيدتهم وأنهم يعيشون ‏متقوقعين داخل هذه العقيدة وهى سبب فقرهم وجوعهم فإن هذا الإدعاء يبرهن على كل ماسبق ‏وذكرت فإنها بذكرها لهذا الإدعاء على الإسلام لاأجد له تفسيرا منطقيا سوى أحد أمرين:‏
‏1-‏ جهل شديد بتعاليم الإسلام وعقائده.‏
‏2-‏ حرب غير شريفة على الإسلام تستخدم فيه شبهات يثيرها من لا يبحث عن حقيقة أو يصدق فى نصح وتوعية المسلمين ولكن ‏الهدف من إثارتها هو كما قلت وأكرر بأن الهدف من ذلك هو كسب المزيد من المؤيدين لعمل ‏أرضية وجماهيرية وظهورها فى صورة البطل والفارس المغوار الذى يقاتل عدوه بكل ‏شجاعة والحقيقة عكس ذلك فشيم الفرسان النبلاء تنأى بصاحبها عن الكذب والبهتان .‏

وأنا أرى أن كاتبة المقال ليست الوحيدة التى تريد أن تركب الموجة بالهجوم على الإسلام ولكنها ‏جزء من منظومة واسعة تتكون من أطراف مختلفة الميول والأفكار ولكنهم توحدوا وإجتمعوا ‏بإتخاذهم لعدو مشترك وهو الإسلام وبعد ذلك يبدأون فى محاربة بعضهم البعض بإستخدام جميع ‏الوسائل ولا فرق إذا كانت هذه الوسائل شريفة أو غير ذلك.‏

ثم تستعرض كاتبة المقال عضلاتها وهيمنتها على أفكار قرائها وإعتبارهم تلاميذ يجلسون فى ‏الصف وينتظرون منها النصح والإرشاد حينما تخبرهم بأن العلاج صعبا ولكنه ليس مستحيلا ‏ولكن بشرط أن يخضع لها الجميع ويعيروها عقولهم وقلوبهم ولكنها تنزلق فى منزلق خطير من ‏وجهة نظرى يكشف ضعف حجتها بل وينسف كل ماتنادى به من ضرورة التخلى عن فكرة ‏الأديان وتمجيد العقل حينما تناجى ربها فى وقت شدتها وأثناء حالة التوهان الفكرى والمادى ‏الذى تتعرض له وتقول (فقلت لنفسي: يا إلهي لقد أضعت الطريق!) فإعتقدت أنها ذلة لسان ‏ولكنها ظلت تكررها كلما ضلت الطريق فقالت (فقلت: يا إلهي لقد أضعت الطريق مرة أخرى!)‏

هكذا هى حال الدكتورة تعتقد وتؤمن بأشياء وتتدعى عكس ماتبطن !!‏
وتتطرق الدكتورة بتهكم وسخرية على كلمتين لم يخلو دين أو عرف منهما وهما عيب وحرام ‏وفى الواقع أنا لم أندهش هذه المرة من زجها بالدين الإسلامى فى طرحه لهاتين الكلمتين لأننى ‏أصبحت على قدر من المعرفة التى تمكننى من قراءة ماتريده أو ماتسعى لتوصيله للقارىء فإذا ‏بى يصدق حدسى وتقوم بحصر هذه المعانى فقط فى الإسلام وكأن باقى الأديان لا تحمل أى إشارة ‏لمعانى العيب والحرام وأنا هنا أهيب بجميع من لا يؤمن بالإسلام دينا أن يرد على إدعاء الدكتورة ‏بأن العيب والحرام هما أصل أى تشريع سماوى أو حتى وثنى وأن جميع لغات العالم تحتوى ‏قواميسها على هاتين الكلمتين وأنا هنا أتسائل :‏
لماذا لم تتقدم الدكتورة بطلب للحكومة الأمريكية التى تتشرف بإنتمائها لهذا البلد المحتل ‏المغتصب لأراضينا العربية بحذف الكلمتين من القاموس الأمريكى؟‏

وفى النهاية نقول لكاتبة المقال:‏
نرجو منكى وحتى تحافظى على مصداقيتك أن تتوخى الحذر فى مقالاتك حتى لا تنكشف هويتك ‏أمام قرائك!!! ‏

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !