.. بينما كان المهاتما غاندي يحاكم في بلاده من قبل سدنة الإمبراطورية البريطانية على "ما اقترفه" من ذنب دفاعه عن الهند،ومطالبته بإجلاء الإنجليز عن أرضيها ، انبرى عدد من المحامين الهنود للذود عن رمزهم الوطني ،لكن غاندي لم يكن سعيدًا بهذه المرافعات ،لأن أصحابها يقدمون الحجج والبراهين للدفاع عن نزاهة زعيمهم باللغة الإنجليزية،فقال غاندي:"ليسوا الإنجليز هم من يحتلون بلادنا بل الهنود الذين يتحدثون بلغة المحتل ولو على خلفية وطنية"
في إحدى المؤسسات الإعلامية الحكومية ووسط جمع من الصحفيين العرب وبعض الأجانب قام أحد كبار مسؤولي المؤسسة ليرحب بالجميع لكنه اختزل تحياته باللغة الإنجليزية ،ضاربًا عرض الحائط بالجمع الغفير من العرب مواطنين ومقيمين.....لاتعليق.
لقد وفق غاندي حين اكتشف أن الاحتلال يبدأ بانتهاك لغة الوطن وينتهي بحراستها ونحن في دول الخليج سال حبر غزير تحت جسور حماية الهوية ومع ذلك تفجعنا الأخبارعن نسبة كبيرة من طلبة الجامعات يفشلون في التعبير عن أنفسهم ،ولو بكتابة فقرة أو فقرتين ،لنصل بذلك إلى وضع أكثر فداحة من الرطانة باللغه الإنجليزية.
مكامن الخلل عديدة ومعروفة ،ولا مجال لسردها ، وقيل فيها الكثير والكثير ،لكن ما الذي يمنعنا أن نضع جميع الأطراف على المحك،بأن نقسو قليلاً على أبنائنا بوضع درجة تقييمية عالية لسلامة التعبير اللغوي في كل مادة تدرس باللغة العربية في الجامعات والمدارس؟
ولن نذهب أو نغالي لو اقترحنا أن تصبح درجتها مؤثرة في إجمالي الدرجات الامتحانية،لكي يعلم جميع الأطراف أن ثمة ردعًا لغويًا ينتظرهم وأن مشوار المدارس والانتقال إلى الجامعة لن يكون معبدًا إلا بتجاوز إشارة شديدة الإحمرار اسمها "اللغة العربية".
نشر بجريدة الرايه القطريه
التعليقات (0)