الردة والإلحاد
التشدد والاقصاء بإسم الدين سببُ رئيسي لتفشي ظاهرة الإلحاد والردة في البلدان الإسلامية ، الردة تعني الرجوع اما الإلحاد فيعني الرفض وعدم القبول هذا ببساطة شديدة ، الردة والإلحاد ينظر لها المسلمين كحالة فكرية شاذه شأنها شأن الأفكار الشاذة الأخرى التعامل مع تلك الفكرة يكون بالحوار ومحاولة الإقناع بطريقة طرح الأسئلة وليس بطريقة التلقين والتخويف والقتل ، هذا هو الحل الناجح وماعداه عنف يؤدي إلى تفاقم المشكلة وتضخمها بشكلِ كبير ، يتحدث نفرُ كثير من الفقهاء القدامى والمعاصرين عن حد الردة ويرونه ضرورة لحماية الدين ،فقهاء المسلمين بشر يخطئون ويصيبون شأنهم شأن بقية البشر لكن إلى متى تبقى بعض آرائهم وأقوالهم مسلمات مُقدسة لا تقبل النقاش العقلاني الهاديء ، الإنسان يختار معتقداته ويحتار في تفكيك بعض عقدها وهذا ما يقود البعض إلى الإلحاد او إلى مجابهة الوهم والخرافات ، السبب الذي يدفع البعض لإرتكاب جريمة القتل بحق نفسِ تركت سرب الجماعة هو نفس السبب الذي يدفع البعض لإرتكاب جريمة قتل نفسِ مُسالمة لا تؤمن بما يؤمن به القاتل وصاحب رأي القتل ، إقامة شرع الله والدفاع عن الدين واهله وبيضته هو السبب الذي لولا الجهل والتشدد والتطرف لما وجد ؟
لكل مشكله جذور ولكل جذر سبب في الوجود والردة والإلحاد مع سوءتهما حاله فكرية تنم عن جهدِ عقلي كبير وهذا مرض يُصيب العقل الفاعل ولا يُصيب العقل الخامل ، قتل المُلحد والمُرتد لا يقطع دابر الشك والتساؤلات الكبيرة وهذا ما يجب أن يفهمه الفقهاء المعاصرين الذين يتحدثون كثيراً عن إعمال العقل وضرورة التفكير ، قد يقول قائل إن في قتل المرتد والملحد حماية للنفوس المضطربه وصيانة للدين وشرائعة قولُ لا يستقيم إذا ما وضعناه أمام المنطق فالتساؤلات والشك تلازم النفوس الحية حتى تجد الإجابة الشافية الكافية والتي تكتشفها بنفسها دون تلقين أو حشو أو وراثة ، لو رجع المتصلبون إلى القرآن لوجدوا ضالتهم في قصص الأنبياء والأمم الماضية لكنهم لم يرجعوا بالشكل الصحيح فهمهم الكم وليس الكيف وإن كان على حساب العقل واليقين .
نحن أمام حالات فكرية قاسية يجب أن تُدرس وتُحل بطريقةِ علمية منهجية أساسها الحوار الذي هو داء كل علةِ فلا السيف حل ولا الملاحقة القضائية حل فالحل هو ما يُنهي المشكلة ويقضي على تخميناتها وليس الذي يضعها جانباً ويعرضها للتخمينات والتحليلات المنطقية والغير منطقية. .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)