مواضيع اليوم

الرحيل إلى الآخرة في فكر المحقق الصرخي

ahmad alkaldy

2019-07-05 02:33:10

0

الرحيل إلى الآخرة في فكر المحقق الصرخي

الإنسان في هذا الكون الفسيح إنما هو كالضيف الذي قد حلَّ عليه، يقضي فيه وطراً إلى ما شاء الله سبحانه و تعالى وفي مسك الختام يكون لزاماً عليه أن يشدَّ الرحال و يستعد لسفر طويل يلاقي فيه ما كان منه في دنياه، فيرى ما قدمت يداه وما كسبت من أعمال و أفعال مكتوبة في كتابٍ لا يُغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وقد دونها بالقلم الذي لا ينسى شيئاً ولو كان مما نحسبه هيناً، رحلة نرى فيها العجب العُجُاب، أهوال و أحوال متقلبة لا يُعرف فيها الخليل و الحميم، فالكل حائر بأمره يتحسر على ما تركه في حياته الأولى و يتمنى لو يعود فيعمل ما تركه فيها فهيهات هيهات و أنى له ذلك فقد جفت الأقلام و طويت الصحف و قيل اليوم ترى كل نفس ما كسبت من خير و شر محضرا، نعم فيا أيها الإنسان تفكر كثيراً، و تجرد عن العاطفة و الأهواء المُضلة، و عُد إلى ساحة الرحمة الإلهية الواسعة و أطل النظر فيما قدمت وما بقي من سني عمرك الباقية، و أفعل الخير تحصد ثماره غداً، و اترك الملذات و القبائح و المنكرات، ترى نعيم القادم لا محال، فالتعلق بالدنيا و زينتها الفانية و زخارفها الخداعة فهذه ليس عيب فيها ما دامت تقوم على خدمة المجتمع و تسير وفق قاعدة التقرب من الله تعالى و تدعو لنشر ثقافة المحبة و التسامح و التعايش السلمي و تنمية وسائل التواصل الاجتماعي على أرض الواقع، فهي من المعطيات التي تدعو إليها السماء وقد أرسلت لتحقيقها الأنبياء و الرسل و العباد الصالحين، لان الإنسان قد خُلق من الترابيات و العنصريات و الغريزة الثابتة في نفسه و قلبه و جوهر كيانه، فهو يعيش صراعات بين قوى متعددة تكمن في داخله و شعوره بها بين الحين و الآخر، فهو يحب و يتولد لديه شعور الرغبة في التملك و السيطرة على الماديات التي يبقى صداها يدقُّ في باله و مخيلته، و يترك له أثراً في حساباته المستقبلية، فالفرد منا ليس من المحظور عليه أن ينمي قدراته العلمية و الفكرية و يشقُّ طريقه نحو بلوغ مراميه التي يسعى من أجلها و التمكن منها، فالعقل و المنطق و الشارع المقدس كلها قد فسحت المجال لبدأ حياة حرة تسودها مظاهر الصلاح و الإصلاح و خدمة الإنسانية بأسرها من خلال طرح كل ما من شأنه أن يساهم في تقدم عجلة مسيرتها المِعطاء عبر عدة أبواب يطرقها الإنسان و يعمل على ضوء متطلباتها الناجحة و سبلها الصالحة، فمادامت تسير وسط دائرة العمل الصالح و الأخلاق المعتدلة و تضع بين نصب عينها حبُّ الجماعة و فناء الفرد في سبيل تحقيق الرخاء و النعيم للمجتمع فلا بأس بذلك لأنه يتماشى مع مقررات السماء و شريعتها السمحاء، فهنيئاً لكل إنسان يُقدِّمُ مصلحة أبناء أمته على مصالحه الشخصية وهذا من مظاهر الجود والجود النفس وكما هو معروف هو من أشرف مراتب و أعلى غايات الجود، وقد أكد ذلك سماحة الأستاذ الحسني في بحثه الموسوم ( الرحيل إلى الآخرة ) قائلاً : ( الانسداد والارتباط والتعلق بالدنيا وزخرفها من الترابيات والعنصريات من غريزة الإنسان لأنه مخلوق منها، فيحب ويرغب في جمع ما يؤمل البقاء، ويطلب ويسعى للحصول على ما يكفيه في حياته، ومثل هذا الطموح والأمل ليس فيه بأس فيما إذا كان السعي لتحقيقه من أجل الخير والصلاح والسعادة للفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة طبقًا للتعاليم الإسلامية.) .

و أخيراً و ليس آخراً وكما يُقال الدين نصيحة ومن باب حُب لأخيك ما تُحب لنفسك  فلكل إنسان عاقل أقول الدنيا دار شقاء و بؤس و فناء، و الآخرة دار سعادة و نعيم و رخاء و بقاء، فلنجعل همنا الأوحد الآخرة و ليس الدنيا و زينتها الفانية و زخارفها الخداعة و للنظر لكل مَنْ مَلك الدنيا هل راح منها بغير القطن و الكفنِ ؟

https://bit.ly/2RhIMOI?fbclid=IwAR1nD6J1CYhtAwuHO9M5pDYR9tQN5MkG6qdoc2XTUkq_cTBEcbQHF5N3X7Y

بقلم الكاتب احمد الخالدي





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !