أصلي وسلم على الرسول الامين سيد الخلق اجمعين وقائد الغر المحجلين والرحمة المهداة إلى الناس أجمعين حيث تجلت معاني الرحمة الانسانية في أبهى صورها على يدي الرسول الله صلى الله عليه وسلم معلم البشرية الاول وهاديها إلى الصراط المستقيم في يوم فتح مكة وكيف لا والله سبحانه وتعالى يقول عنه "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" . فالقرآن والسيرة تحدثنا أن أهل مكة كانوا أكثر أهل الارض الذين يكنون العداء له صلى الله عليه وسلم ولمن اتبعه فكانوا يؤذونه وينكلون بأصحابه ويعذبونهم أشد العذاب ، ويسخرون منه ومن دعوته ويتهمونه بالسحر والشعوذة والجنون ويصفونه بأنه شاعر ويزيدون على ذلك بقولهم نتربص به ريب المنون ،ويحرضون القبائل عليه وعلى أصحابه ويصفون القرآن الذي يُوحى إليه من الله سبحانه وتعالى بأنه أساطير الأولين ، وراحوا يتآمرون عليه حتى أرادوا قتله عليه الصلاة والسلام فخرج مهاجراً إلى المدينة مكرهاً ودموعه تسبق اشواقه حنيناً إلى مكة . فلنستمع إلى كلماته التي قالها وهو يغادر مكة مسقط الرأس ومرتع الصبا يقول صلى الله عليه وسلم: "والله إنك لأحب بلاد الله إلىَّ ولو لا أن أهلك اخرجوني ما خرجت منكِ" هذه الكلمات تكشف لنا مقدار الأسي والحزن والألم الذي كان يعتصر قلبه ونفسه الكريمة صلى الله عليه وسلم وهو يغادر مكة مكرهاً على مفارقة الاهل والعشيرة واصدقاء الطفولة وأصحاب الصبا ، وهو لايعلم أيعود لها ، ام انه أخر العهد بها . وبعد سنوات قليلة يعود صلى الله عليه وسلم إلى مكة منتصراً وفاتحاً لها وبين يديه عشرة آلاف مقاتل مدججين بالسلاح ومدرعين بالحديد ينتظرون اشارته لهم بالقتال حتى ان أحد كبار الصحابة من الانصار قال وجيش محمد صلى الله عليه وسلم على اعتاب مكة: "اليوم يوم الملحمة اليوم تُستحل المَحْرَمة" وعندما بلغ هذا القول مسامعة الكريمة ما كان منه إلا أن قال : "بل اليوم يوم المرحمة" وأكد هذا المعاني الكبيرة للرحمة وهو يخاطب من آذوه وأخرجوه من دياره بالامس وتفننوا بالتعرض له ولاصحابه بكل أنواع العذاب وصنوف الأذى. بقوله لهم :"ما تَظُنون اني فاعل بكم" ؟! قالوا أخٌ كريم وابن اخٍ كريم ، فما كان منه إلا أن عفى عنهم وقال لهم قولته المشهورة "اذهبوا فأنتم الطلقاء". من غيرك يستطيع ان يأتي بهذا العفو عند المقدرة ؟؟ صلى الله عليك ياحبيبي ياسيدي يا رسول الله صلاة موصولة إلى ان نلقاك على الحوض برحمه الله وتوفيقه وشفاعتك لنا ياسيدي يارسول الله بإذن الله .
اللهم اعفو عنا واغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين
التعليقات (0)