مواضيع اليوم

الرحلات المدرسسية

kouldoun zaraa

2009-03-30 15:34:05

0

من بيدر الحياة ... رحلات مدرسية
الكاتب: عبد السلام العابد :مدير الثقافة طوباس

يعود الطلاب والطالبات إلى بيوتهم في هذه الأيام ، ويطلبون من أولياء أمورهم نقودا ؛ للمشاركة في الرحلات المدرسية التي يتم تنظيمها في المدن الفلسطينية المتاحة أمامهم . ويسارع الآباء والأمهات إلى تلبية طلباتهم ، وتحمل الأعباء المادية المضاعفة في شهري آذار ونيسان اللذين يشهدان جوا ربيعيا دافئا ، وطبيعة خلابة ،حيث تخضرُّ الأرض ، وتورق الأغصان ، وتتفتح الزهور ، وتتضوَّع الورود بالشذا والعبير، الأمر الذي يغري الإنسان بالحركة والنشاط والترفيه عن النفس من خلال القيام بالرحلات . وإذا كان الكبار بحاجة ماسة إلى السفر والحركة والتجديد ، فإن أبناءنا وبناتنا أحوج ما يكونون إلى تنظيم الرحلات المدرسية في ربوع الوطن ؛ حتى يتعرفوا على مدنه وقراه ومخيماته ، وعلى طبيعة تضاريسه ومناخه، والمواقع السياحية والأثرية والتاريخية الكثيرة المنتشرة في جنباته .

الرحلات المدرسية فرصة ثمينة ، لزيادة معلومات طلبتنا الجغرافية، والتاريخية، وتنمية المعرفة، والعلم والثقافة ، والإحساس بالمتعة والبهجة والجمال والروعة ، فلا يجوز إضاعة هذه السانحة ، وعدم السماح لطلبتنا بالمشاركة في استثمارها ؛ بحجة الظروف الصعبة والقاسية . إن ما يشاهده الطالب يظل ملتصقا في ذاكرته ، ويشكل تجربة حياتية جديدة، تساعده في مستقبل حياته ، وفي مسيرته التعليمية، حيث يربط ما عاينه بنفسه ، بالمعلومات التي يدرسها في المنهاج التعليمي .

ما زلت أذكر السعادة التي كانت تغمرنا، حينما كان المعلمون يعلنون عن القيام برحلة ما، في ربوع الوطن . كانت فلسطينُ كلُّها متاحة أمامنا للقيام بالرحلات ، رغم الاحتلال . أحزن لحال الرحلات المدرسية في هذه الأيام . فالقدس لم تعد مُدرجةً، في مقدمة المدن الفلسطينية التي يتم زيارتها في هذه الأيام ؛بسبب الحصار والإغلاق وجدار الفصل والعزل الذي يحيط بها ، ويحول دون تواصلنا مع مدينتنا ومقدساتنا والتجوال الحر فيها ، وهنالك من أطفالنا مَن لم يرَ المسجد الأقصى المبارك ، وقبة الصخرة المشرفة إلا من خلال الصور وشاشات التلفزة . أيام كنا طلابا في المدارس كنا نذهب إلى القدس والخليل وبيت لحم ... وحيفا ويافا وعكا.. وغزة .. . كان أحد المعلمين يقف في مقدمة الباص ، ويعرفنا بالمدن والقرى والأماكن التاريخية التي نمر بالقرب منها . هنا وقعت معركة عين جالوت ، وهنا حدثت معركة حطين . تلك مدينة الناصرة ، هذه عكا قاهرة الغزاة ، وهذا سورها ، وها هو مسجد الجزار ، وهذا هو البحر الأبيض المتوسط . وكم كنت أفرح وأنا أقرأ في كتاب اللغة العربية ذلك الدرس الجميل الذي يحمل عنوان : ( بين أمواج البحر الأبيض المتوسط ) . ذات رحلة ، وقفت على شاطيء بحيرة طبريا ، أتأمل ماءها ، وامتداداتها ، فقال طالب أكبر مني سنا : إذا كانت بحيرة طبريا بهذا الامتداد ، وهذا الحجم الكبير وهي بحيرة ، فكيف يكون اتساع المحيط ؟!!. وسارعنا للانضمام إلى زملائنا الذين ركبوا سفينة صغيرة راحت تجوب بنا عرض البحيرة ونحن سعداء ومسرورون . أيتها الأمهات ، أيها الآباء ، أيها المربون ، لا تحرموا أطفالكم من الرحلات المدرسية الترفيهية والثقافية والتربوية المنظمة . وقديما عدد شاعر خمس فوائد للسفر ، حيث قال :

تَفَرُّجُ هم ٍواكتساب ُ معيشةٍ وعِلمٌ وآدابٌ وصُحْبَةُ ماجدِ

وأختم بما قاله أحد الحكماء عن أهمية الرحلات وجدواها : ( مَن ْ لم يرَ إلا بلدَه يكُنْ قد قرأَ الصفحةَ الأولى فقط من كتاب الكوْن ).




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !