مواضيع اليوم

الرجولة أفعال وليست أقوال

أوميد كوبرولو

2017-02-15 09:59:42

0

في مرة من عام 2010 عندما كان اخي المرحوم سعدون كوبرولو ممثلا للجبهة التركمانية بأنقرة، رن هاتفي وانقطع. عرفته حتى ولو لم أرى رقمه لأنه كان الوحيد افي عائلتي لايتصل بنا لتكليفه الكثير لكونه كان يستلم أقل راتب بين أقرانه في الوظيفة. المهم اتصلت به كعادتي فورا وبعد التحية والسؤال عن الاخبار العائلية، قال لي زميلك الاستاذ النائب فوزي اكرم ترزي هنا جاء لزيارتي مع النائب التركماني جاسم محمد جعفر ( وزير الشباب ورئيس مؤسسة السجناء السياسيين في العراق وكالة آنذاك. ) فتحدث للأخ ورفيق النضال الطويل فوزي اولا وسألته عن خاطره واخباره والأخ فوزي أيضا سأل هو الآخر عني وعن آخر اخباري. وبعدها قال لي اخي سعدون معالي الوزير يريد أن يتحدث معك بخصوص تقديم معاملتك إلى مؤسسة السجناء السياسيين ، وبعد التحية مع سيادته، سألني الاستاذ محمد عن سبب تاخيري في تقديم المعاملة وطلب مني الإسراع في التقديم لكي يصادق عليه مادام بنفسه يشغل منصب رئيس المؤسسة وكالة قبل تعيين رئيس جديد لها. في حينه كان شقيقي مقدما لمعاملته قبل سنوات وانا لم اقدم إلا قبل سنتين لعدم زيارتي إلى العراق من جهة وكثرة مشاغيلي في فنلندة.

في تموز من عام 2012 زار المرحوم  سعدون لمتابعة معاملته بعد التأخير الطويل. وسمعت منه بأن التأخير كان وراءه معالي السيد الوزير التركماني شخصيا طبعا بعد كل توصياته بأنه سيصادق على المعاملة فور رجوعه إلى بغداد. اضطر اخي بعد مشاورتي الاتصال بالزميل فوزي اكرم ترزي الذي كان له الدور الحقيقي في تمرير معاملته والحصول على حقوقه الذي لم يصرف دينارا واحدا منها على نفسه وانتقل إلى مثواه الأخير بعد رجوعه إلى تركيا. ولكنه اسعد عائلته بعد مماته بتركه ما أستلمه من النقود والراتب التقاعدي لهم . فرحمه الله على ذلك وأسكنه الجنة.
وفي تموز من عام 2015 وأثناء انعقاد مؤتمر المغتربين التركمان في العالم بأنقرة طلبت من أحد المشاركين في المؤتمر الذي كان مديرا لمكتب أحد التيارات السياسية بكركوك مساعدته لي في محافظة كركوك لإكمال معاملة لي فيها واعطاني بطاقته وقال لي اتصل بي عندما تصل إلى كركوك وأنا شخصيا سأتولى أكمال معاملتك. وانا فعلت ما قاله واتصلت برقميه وكانا مغلقين طيلة شهر من وجودي في كركوك.

وفي المرة الثانية من زيارتي إلى العراق وقفت معاملتي التي وعدني النائب جاسم محمد جعفر متابعته بسبب مقتبس الحكم وغلقت الأبواب جميعها في وجهي وقال لي السيد ناظم عسكر مدير مؤسسة السجناء السياسين فرع كركوك تحصل على المقتبس بكتاب تأييد يزودك به أحد الأحزاب السياسية التركمانية أو مكتب أحد النواب البرلمانيين التركمان .
فكرت قليلا وقررت الاتصال بالزميل المناضل والرجل بكل معانيه الاستاذ فوزي اكرم ترزي وشرحت له أمري. طلب مني الذهاب إلى وزارة المالية ببغداد وسوف يبعث أحد مساعديه لاستلام مقتبس الحكم .

وعند الصباح الباكر من اليوم الثاني نهضت وسافرت مع أبن عمي علي كوبرولو إلى بغداد ومنها إلى الوزراة وانا في الطريق اتصلت بالزميل فوزي وابلغته بأنني في الطريق إلى الوزارة وقال لي سيصلك نائبي ويراجع بنفسه لاستلام طلبك. فلا أطيل عليكم حضر مساعد الاستاذ ترزي واستلم مقتبس الحكم نيابة عني وعند المساء استضافنا الأخ  فوزي في مطعم ورق النعناع وبقيت الليلة ببغداد الحبيبة وفي الصباح عدت إلى كركوك وسلمت المقتبس إلى الأخ العزيز ناظم عسكر مدير مؤسسة السجناء السياسين فرع كركوك. الذي وعدني بمتابعة الموضوع وابلاغي عند ظهور اسمي في قوائم المؤسسة .

انتظرت سنة كاملة ولم تنشر اسمي في اية قائمة من قوائم المؤسسة إلى أن اتصل بي الاستاذ ناظم عسكر وابلغني بأن اضبارتي ضمن عشرات الاضابير الخاصة بمعاملات أبناء كركوك تحولت بأمر معالي رئيس المؤسسة العامة للسجناء السياسيين الدكتور حسين السلطاني من اللجنة الخاصة في الرصافة إلى اللجنة الخاصة في الكرخ وعلي الطلب من أحد النواب البرلمانيين التركمان التوسط لإنجاز معاملتي وإلا سيأخذ وقتا طويلا. طبعا زودني مشكورا بمعلومات كاملة عن رقم اضبارتي واسم المسئول الذي توقفت معاملتي عنده.

اتصلت بزميل الطفولة وصديق السجن النائب ورئيس الجبهة التركمانية الأخ أرشد الصالحي وشرحت له أمري وعدني بأنه سيتابع الموضوع بنفسه.

بعد شهرين سافرت مرة ثالثة إلى كركوك ولسوء الحظ كان الأخ الصالحي في تلك الفترة خارج العراق. اتصلت به عدة مرات وقال لي بأنه يتابع قضيتي وقال أيضا لو تحتاج اي شيء في كركوك أبلغني لكي أوصي الجماعة لكي ياتوك حتى لو تحتاج الذهاب إلى أي مكان ابعثلك سيارة لايصالك. شكرته ولكن فترة بقائي في العراق وصلت إلى آخر اسبوعها ولم أحصل على أية نتيجة بخصوص المعاملة التي أتيت لأكمالها وعدم الرجوع من العراق دون قطع شوطا آخر في طريق أنجازها.

اتصلت مرة أخرى بالصديق المخلص والمناضل الحقيقي الأخ فوزي اكرم ترزي وشرحت له الآمر أيضا واندهش كثيرا وقال لي: " عجيب لحد الآن لم تكمل معاملتك؟ وماذا تنتظر في كركوك؟ تعال غدا إلى بغداد واتصل بي عندما تكون في اللجنة لكي اكلمهم. "
من الصباح الباكر سافرت إلى بغداد أيضا ومنها إلى اللجنة الخاصة وأبلغت المسئول الاستعلاماتي هناك بأنني من طرف النائب فوزي ترزي ولي معاملة عندهم وطلب مني بطاقتي الشخصية وقال لي : اجلس وانتظر.
بعد ساعة كاملة جمع معاملات الآخرين ايضا وصعد إلى السيد مدير اللجنة وعندما رجع قال لي أبلغ الاستاذ فوزي بأن يهاتف السيد المدير. اتصلت بالاخ فوزي وابلغته بذلك وبعدها جاء السيد مدير اللجنة وسألني عن بلد تواجدي وبعد إجابته قال لي: أ تستطيع ان تحضر غدا مع شاهدين عند الحاكم لإكمال التحقيق الخاص بك؟
أجبته بنعم ورجعت إلى الزميل فوزي ترزي الذي كان في الاتحاد العام للادباء العراقيين بساحة الأندلس وسألني ماذا فعلت؟ واجبته غدا ساقابل حاكم التحقيق ولكن لي مشكلة.
قال : ولا يهمك أعتبرها محلوله وماهي المشكلة؟
قلت: يا أخي طلبوا مني شاهدين وبهذه السرعة لا أجد احدا؟
قال: سهلة واتصل بعمه( أبا زوجته ) الاستاذ عزالدين الونداوي ( أبا أشرف ) وقال له الاستاذ اوميد كوبرولو عندي ومحتاج إلى شهادتك هنا ويجب أن تحضر وبعدها اتصل بالاستاذ ناظم وطلب منه بأن يسعى لإيجاد شاهد ثان ولكن الأخ ناظم لم يتوفق في ذلك وكل من اتصل به خلق عذرا لكي لا يأتي إلى بغداد. وانا في الاتحاد عرفني الاستاذ فوزي بسيدة كان شقيقها في سجن الأحكام الخاصة أيضا ولكنه دخله بعد إطلاق صراحي.  تذكر اخي المرحوم سعدون وارسلني إلى شخص آخر اسمه السيد احمد جعفر جاسم( ابو مهند ) كان مسجونا معنا بتهمة الأنتماء إلى الحزب الشيوعي ولكنني لم أراه وعدني بالحضور للشهادة. تصوروا يا اخواني الأعزاء شيوعي يحضر للشهادة لي وأبناء جلدتي الذين كانوا معي في السجن يخلق كل واحد منهم عذرا لكي يتهرب من ذلك.
عند المساء التقينا ثانية في ضيافة الاخ أبو الكرم النائب فوزي بمطعم ورق النعناع وحضر لقاء العشاء والده الذي لا يفارق الابتسامة وجهه الكريم ابدا. واستذكرنا سوية ذكريات الماضي والسنوات الصعبة التي قضيناها تحت ظلم الطاغية.

في الصباح أتى الاستاذ المبارك الذي قضى عشرون عاما في سجن البعث المقبور الأخ الكبير عزالدين الونداوي من طوزخورماتو وحضر الاستاذ أبا مهند أيضا وذهبنا إلى اللجنة وقابلنا قاضي التحقيق كل على انفراد وتم انجاز معاملتي ورجعت إلى عائلتي بفرح كبير وقبل أربعة أشهر ظهرت اسمي في أحد قوائم المشمولين بقانون مؤسسة السجناء السياسيين في العراق وكل الفضل في إنجاز معاملتي ومعاملة شقيقي المرحوم سعدون كوبرولو يعود إلى مساعي المناضل التركماني الحقيقي الاستاذ فوزي اكرم ترزي والاستاذ القدير ناظم عسكر ولولاهم لما حصلنا على تلك الحقوق حتى هذه الساعة. ولا انسى شهادة زملاء السجن الاستاذين ابو اشرف وابو مهند الذين كانا لهم الدور أيضا في إنجاز معاملتي. اشكرهم جميعا ولا انسى فضلهم الكبير ابدا.
اتمنى الآن ادركتم يا أعزائي سبب اختياري لمقاتلي العنوان اعلاه ولكم خالص التحيات.
أوميد كوبرولو
مدير مركز توركمن شانى للاعلام والابحاث
 13.2.2017




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !