يحكى و أنه لما استمكن السيسي من نواصي مصر، و أجهز على الإخوان، و صار زعماؤهم عمار السجون و زبناء القضاء، أجمع بعض من أهل المدنية و العلمانية و الليبرالية ممن رحبوا بنصرة السيسي، على أن السلفية خير من الإخوانية، و على هذا القول صرح لي يساري افتراضي ممن يحبون السيسي، وهو لم يقل بأنه يساري، لكن من وجهه القاتم جزمت أنه من مخلفات الزمن الأحمر.
فالإخوانية تجار دين و السلفية يريدون تطبيق الشريعة، و قد رأيت صديقي المفترض اليساري يريد تطبيق الشريعة و يحب ذلك كما قال لي، و الإخوان إرهابيون و السلفية في لجنة الخمسين، و الإخوان عالميون و السلفية زادهم من السعودية و هم إخوتنا و أحبابنا، و المغاربية قناة حقيرة و اليساري يحب المغرب لأن الإخوان فشلوا منذ عشرين سنة خلت، و لا يدري اليساري أن المغاربية قناة جزائرية و أن الاخوان لم يفشلوا في المغرب بل نجحوا في الجزائر و انقلب الجيش عليهم لكنه أراد استرضائي بهذه الكلمات كي يبين لي شرور المغاربية. و بحديثه يصور لنا كيف اجتمع هؤلاء على حب السلفية مع البين الكبير بين الطائفتين. هذا فصل من فصول السياسة.
و لعكاشة في الإخوان مقال، و زادهم السلفية من زمرة النور، فقال إن الصهيونية الإسلامية تداعت و الصهيونية العالمية لضرب الاسلام في مصر، و كان الله لهم بالمرصاد و خير الأجناد جند مصر، و الإخوان يقودون العالم بذلك قالت محامية مرموقة، و شقيق أوباما يسوسهم، و هم و الدجال إخوان، و عملهم كعمل الساحر في البلدان.
ولما فشل الإخوان و أطيح بهم في مصر، أراد التوانسة ممن يعارض النهضة استنساخ المسرحية المصرية، جبهة و تمرد و مليونيات و البحث عن السيسي جار، و في المغرب أراد الصحفيون أهل الأقلام استنباط الأحكام من واقع حكومتنا السنية و كيف سيتم مصرنتها، و لعل حال أهل الرباط يغنيهم عن تقمص شخصيات القاهرة، فحكومة المصباح يكفيها من سوء الحال ماهي فيه، فلا تحتاج لتمرد و لا للجبهة كي تسقط، و لماذا السقوط و هي في كنف عزيز مقتدر، تسوس و تساس على ما يهوى.
رأيت حال الإخوان في عالمنا العربي على خسران، فلا يحمد لهم أثر في مصر و لا تونس و لا المغرب، لازمهم سوء الطالع، اقتصاد متهالك و غلاء أسعار و مخلفات سنوات من الظلم و الفساد و الاستبداد، استعجلوا الحكم و استعجل الناس السخط، و لعلهم يستنبطون العبر من التاريخ فتكون لهم كرة أخرى فيها الغنيمة و المفازة و السلام عليكم.
التعليقات (0)