الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه:
لا أظن أن مسلماً عاقلاً يعرف معنى دين الاسلام وشموليته لكل مكان وزمان يريد أن يتراجع المسلمون عن دينهم الصحيح إلى عهود الجاهلية تلك العهود الملئية بالظلم والجهل ، بل كلنا نريد الرجوع إلى التمسك بقيم الاسلام وأخلاقه السامية كما أنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
فإذا نظرنا إلى الماضي، فلا نلتفت إليه لنرجع القَهْقَرى، ونمشي إلى الوراء، بل لنستمد منه القوة على السير سعياً إلى الأمام، لنربط بين الماضي المجيد، والمستقبل المجيد.نريد أن نستمدَّ من الماضي دافعاً وحافزاً يدفعنا إلى الخير والمحبة والصلاح.
وليس معناه أن نعود إلى نمط الحياة ؛ فنركب الإبل، وندع السيارة، ونسكن الخيام، ونترك البيوت، بل نريد العودة إلى مثل ما كان عليه أئمة الاسلام من الصدق والعلم والفهم وما كانت عليه الدولة الاسلامية من القوة والمنعة والعمران الحضاري .
وكما قال الاستاذ الطنطاوي رحمه الله:..(إذا اطمأننا إلى جلال ماضينا، وحسبنا أن خطبة بتمجيده، ومقالة بالإشادة به، تغنينا وتكفينا، فلن يعود لنا هذا الجلال أبداً، وإن نسينا أننا أبناء سادة الأرض، وأساتذة الدنيا، لم يحرك أعصابنا شيء إلى استعادة هذا المجد.فلنأخذ من الماضي بقَدْر، نأخذ منه ما يدفع ويرفع وينفع، وندع منه ما يُثبِّط ويُقعد ويُنيم. وإننا لا نريد أن نعود إلى الزمان الماضي، فالزمان يمشي أبداً لا يقف ولا يعود، ولا نعود إلى مثل معيشة الزمان الماضي، ونترك ثمرات الحضارة، ولكن نعود إلى المثل العليا، وإلى الفضائل التي لا تفقد قيمتها بمرور الزمن؛ فكما أن الذهب والألماس لا يضره القدم، ولا يصدأ كما يصدأ الحديد، فإن في المعاني ما هو كالألماس والذهب في المعادن...)
وليس التقدم هو محاكاة الغرب وتقليدهم في كل شيء، حتى في الشرِّ الذي يشكون منه، ويتمنون الابتعاد عنه ونمشي وراء الغربيين فنقول بمقالهم المغلوط ، ونفعل فعلهم الشيطاني ، فإن وقعوا في الزنا وكشفوا العورات ،وشربوا ا الخمور وأبادوا الناس بالقنابل الذرية اعتبرناه تقدمية لا والله ما هكذا يكون التقدم فأفيقوا يا مثقفين .
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
التعليقات (0)