مواضيع اليوم

الربيع العربي والمتاسلمون الجدد

ENG.KARLO ASSAF

2012-04-22 02:33:49

0

ركب الاخوان المتاسلمون موجة الثورات العربية في مصر وتونس وليبيا وفلسطين بانتخابات لا استطيع التشكيك بنزاهتها ,ولكن من خلال قرائتي لتجربة الحركة الاسلامية بشكل عام في عدة دول عربية واسلامية ,استطيع ان اجزم ان الاسلامين وصلوا الى الحكم وسيحكموا الشعوب بالحديد والنار, ولن يتنازلوا عن الحكم ولو اريقت الدماء لانهم لا يؤمنون بمبدا تداول السلطة, فالثوره خلعت الديكتاتور ليحل محله ديكتاتور من نوع اخر !!!ولتذهب دماء الشهداء والمطالب الشعبية الى الجحيم .

انا وبكل صراحة سعيد جدا بهذا المشهد وعندما فاز الاسلامين بتونس ومصر هنئت اصدقائي عبر الشبكة العنكبوتيه وقلت لهم حرفيا اتمنى لهم التوفيق ,وبما ان الثورة كان هدفها الرئيسي الديمقراطية والحرية فمن حق الاسلامين ايضا ان يحكموا الشعوب التي منحتهم ثقتها ,ولكن ليس من حقهم ان يتنازلوا عن مبادئهم وان يخذلوا شعوبهم, خاصة انهم يرفعون شعار (الاسلام هو الحل) وانا شخصيا كشاب فلسطيني لي تجربة مريرة ادمت القلوب واستباحة المحرمات واضاعت القضية, واعيت النفوس التي اصيبت بالاحباط والياس ,بعد وصول الاخوان الى الحكم بنتائج شهد العالم كله بنزاهتها ,ولكنها في المقابل كشفت القناع الحقيقي عن وجوه الاخوان المنافقون ,عندما انقلبوا على الشرعية الفلسطينية واظلموا غزة بالفتنة البغيضة التي اشعلوها .

الثمن كان باهض جدا ومازلنا ندفع فاتورة منح الثقة للاخوان المتاسلمين حتى يومنا هذا ,ولكن التجربة كشفت عن عوراتهم ونواياهم الخبيثة والتجربة خير برهان ,فرد بعضهم بالقول انذاك موتوا بغيظكم !! وخلال اشهر معدودة سينجز الاسلامين ما عجزت عنه انظمة تسلمت مقاليد الحكم ل 30 سنة واكت!!ر وسنطبق الشريعة التي تحاربونها لانكم تريدون ان تعيشوا في ملذات الحياة !!فماذا رايتم من الله حتى تكرهوا شريعته !!

هكذا كان رده كرد غيره من انصار الحركة الاسلامية السياسيه !!دائما عندما تنتقدهم وتنتقد سياستهم يكون ردهم قاسيا وجارحا ,فيه نوع من الاحتقار والازدراء علما انك تنقدهم كمحامين فاشلين عن الشريعة ولا تنقد الشريعة نفسها ,ومع ذلك لابد ان تنال نصيبك من المعاملة السيئة والاسلوب الممزوج بالطفولية والعنترية, وكانك شيطان وهم اولياء الله الصالحين !!ومع ذلك مضى اكثر من عام على الربيع العربي الذي تحول الى خريف عربي, تساقطتت معه كل القيم والمبادئ والشعارات التي رفعها الاسلاميون منذ انطلاق الصحوة الاسلامية في اوائل القرن المنصرم ,لا غرابة في ذلك لان هذه المبادئ هي وسائل فقط لا غير, والغايات بالنسبة للميكافلين العرب تبرر الوسائل, ففي تونس قال حزب النهضة ان تونس ستحافظ على هويتها السياحية ولن تمنع الخمور ولا البكيني ولن تطبق الشريعة!!

في ليبيا الوضع الامني والاقتصادي والسياسي متدهور جدا , وبسبب افتقار ليبيا الى مؤوسسات دولة حقيقة لم يتم نقل السلطة بشكل سلس ,وبسبب التركيبة القبلية الليبية يبدو ان ليبا غرقت في وحل الصراعات القبلية ,والمجلس الوطني الليبي يقف عاجزا حتى الان عن حل العقبات التي تواجه البلاد ,وبالنسبة لتصور الدولة القادمة وايدلوجيتها ستكون علمانيه بحتة

اما في مصر فحدث ولا حرج فالمشهد السياسي اصبح معقدا بعد تحالف الاخوان مع العسكر وخيانتهم لثورة المصرية ,والعسكر هو الذي يحمي الدستور المصري ويحافظ على هوية البلد المدنية ,ومع تحالف الاخوان مع العسكر فهذا يعني انهم تخلوا عن مبادئهم التي اتخذوها وسيلة لاستقطاب القواعد الشعبية

في فلسطين المشهد السياسي والاقتصادي مؤلم ومازالت حماس تضرب بعرض الحائط معاناة المواطن الفلسطيني ,الذي يعاني الامرين ومازالت تسعى لاجهاض كل محاولة اقليمية وداخلية لانهاء الانقسام واعادة اللحمة والوحدة الوطنية لقوى الساحة الفلسطينية,واصبخت القضية الفلسطينية تعاني من جمود فكري وسياسي ومع ذلك لا تكترث حماس بكل ذلك

انا شخصيا وبكل صراحة اتمنى ان لا تنحرف الحركة الاسلامية السياسية عن مسارها اكثر من ذلك واتمنى ان تتعلم من ثورات الشعوب وتكون عبارة عن ناقوس يدق ضمير كل من تسول له نفسه الالتفاف حول المطلب الشعبي والتلاعب في عواطفه .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !