مواضيع اليوم

الربيع العربي والخريف الفلسطيني

حنان بكير

2011-09-20 03:55:36

0

شهدت نهايات القرن الماضي، صحوة انسانية نتجت عن ما تسببت به الحرب العالمية الثانية من مآسي وكوارث. فأقرت الأمم المتحدة جملة من القرارت محورها، حقوق الانسان والحريات الشخصية وحق الشعوب في الحياة الكريمة وحقها في الدفاع عن نفسها.. وكان ان سقط نظام التمييز العنصري في جنوب افريقية، وحلت قضايا اللاجئين في انحاء العالم، وحده الشعب الفلسطيني بقي مشردا غير معترف به، رغم أكوام القرارت الصادرة عن الامم المتحدة و التي تعترف بحقه في اقامة دولته، وحق لاجئيه في العودة الى ديارهم التي أقسروا على الرحيل عنها تحت ضغط المجازر و عمليات التطهير العنصري.وكذلك حقه في التعويض عما لحق به من أذى وعذابات حياة التهجير واللجوء.
هناك مسؤولية أخلاقية وضميرية من المجتمع الدولي، اتجاه إيجاد حل عادل للقضية، واقامة دولة فلسطينية، وتكريس حق اللاجئين في العودة، وهو الحق الطبيعي لكل انسان، لأن يختار حياته ومكان اقامته من غير قهر او قمع، وفقا لشرعة حقوق الانسان الدولية. وانطلاقا من الديمقراطية الآخلاقية، على الامم المتحدة، الاستماع الى الفلسطينيين، ومعرفة رأيهم بالحل الذي يختارونه وبحريّة، أي بدون ضغوط دولية، وبدون عمليات ابتزازه بأدنى حقوقه الانسانية والتي تبدأ بلقمة عيشه وانتهاء بإعادة حقه المسلوب.
فقد شهدنا دعم الامم المتحدة والمجتمع الدولي، للثورات الشعبية العربية، واقرار حقها في اسقاط الأنظمة الدكتاتورية والتي كانت مدعومة في تاريخها الطويل من الغرب الذي أسهم ويسهم في اسقاطها في ظل ما يسمى الربيع العربي! فهل يتوقف الربيع العربي عند حدود فلسطين!! وهل سيبدأ خريف فلسطيني كئيب، لا سمح الله، ان كانت ارادة الشعب هي ازالة الاحتلال؟؟؟
الانفاس محبوسة الان بانتظار يوم الثالث والعشرين من ايلول الجاري ، والذي سوف يشهد، تحريكا عالميا للقضية الفلسطينية وربما تدويلها بعد فشل المباحثات الثنائية وعدم حيادية الراعي الأمريكي! وسوف يضع هذا التاريخ، مدى صدقية القيم الغربية على المحك وأمام امتحان لمدى حياديته وعدالته في تطبيق تلك القيم!
وننتظر بدورنا و بشغف أقلام " الليبراليين" لتشحذ للدفاع عن حق الفلسطيني في إسقاط الاحتلال على طريقة اسقاط النظام، وهل سيلعب اولئك الليبراليون ذات الدور، حين سخروا أقلامهم، ووضعوها في خدمة سيدة الكون أمريكا.! أم انهم رهن اشارة من سيدفع السعر الأعلى؟
أما العلمانيون الوطنيون وهم على قلتهم، فإنهم يواجهون مأزقا محرجا! فهم من ناحية يعتنقون القيم الغربية التي دفع الغرب ثمنها الدم والعرق والمعاناة، من جرّاء الحروب ومحاكم التفتيش وتسلط الكنيسة. أعني بها قيم الديمقراطية وحرية الرأي والضمير، وحقوق الانسان والمرأة... لكنهم في الوقت ذاته يقفون موقفا مناهضا لكل الانتهاكات الانسانية التي ترتكب بإسم تلك القيم التي نجلّها. وضد سياسات الغرب التي تقوم على نهب ثروات الشعوب وتركها ترزح تحت وطأة الفقر والذل، و بلادهم تعوم على بحار من الذهب الاسود! وكذلك ضد ازدواجية المعايير في تطبيق تلك القيم.
الأرجح ان المنظمة الدولية سوف تمارس ضغوطا مختلفة على الدول المؤيدة لقيام دولة فلسطينية، ضغوطا تتعدى المال والاقتصاد!! ساعة الصفر اقتربت.. ومدى صدقية قيم الحرية والديمقراطية سوف تواجه امتحانا حاسما! أما الأقلام الموضوعة برسم الايجار لمن يدفع الأكثر، والتي " طق شرش الحياء عندها" فلن تهتز. لكن المأزق المحرج والمحزن فهو من نصيب العلمانيين الوطنيين... كل الأقنعة وكل الاسماء المستعارة سوف تسقط ! لكن لا ضير في ذلك فالعهر السياسي والاخلاقي لم يعودا من الامور المخجلة !!

 


 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !