الربيع العربى سيتحول عاجلا ام اجلا الى خريف دموى اسود ربما ينجرف نحو مزيد من التطرف ادينى والمذهبى بكثير من دول الشرق الاوسط خاصة مصر وتونس والبحرين واليمن وبقية الدول ومنها لبنان وسوريا والسعودية فعدوى المذهبية الدينية بدات تنتشر بين الشعوب العربية كفيروس الانفلونزا ولن تستطيع اية قوة على وجه الارض ايقاف نزيفها فالخلافات المذهبية خلافات جوهرية حتى بين اتباع الديانة الواحدة واكبر دليل على كل ذلك الخلاف بين اصحاب الديانة المسيحية كاثوليك بروتستانت وارثوذكس والخلاف بين المذاهب الاسلامية سنية كانت او شيعية

فى مصر مثلا رغم انتماء غالبية المصريين الى اهل السنة والجماعة الا ان الخلافات الجوهرية بين رؤية جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين للدين ورية السلفية الجهادية تختلف اضافة الى اختلافهم جميعا عن الصوفية رؤية تلك التيارات للاسلام لا تحمل اتفاق كامل والدليل اختلافهم جميعا حول مفاهيم مثل الدولة المدنية الدساتير المراة وغيرها من القضايا

تلك الخلافات بين اهل السنة ليست خلافات حول العقيدة ذاتها بل حول تفسير كل منهم وفهم كل تيار للاسلام وثوابته واحكامه ايضا وقد تتعمق تلك الخلافات لتتحول الى صدام بين اصحاب المذاهب الدينية اضف الى كل ذلك الخلافات العقئدية مع الشيعة والاقباط داخل مصر وهى تراكمات مذهبية لا يمكن حلها او الالتقاء بينها فكل مذهب يتصور انه المطلق الوحيد الصالح لحياة وينكر الاخر والعكس صحيح

اما فى تونس تبدو الهوة متسعة بين الحداثيون والاسلاميون وكل منهم يرفض الاخر ومنهجه وفلسفته وتبدو الهوية التاريخية والثقافية للمغرب عموما قريبة من العلمانية الاوروبية اكثر من التقاءها بالثقافة والهوية الاسلامية العربية نتيجة عوامل تاريخية وثقافية منها القرب الجغرافى من اوروبا الذى تبعه تقارب ثقافى ولغوى ثم الايديولوجية الثقافية للمغاربة وهويتهم التاريخية التى ترتبط بالامازيغية واعتقد ان تلك البلدان ستسقط بدورها فى مستنقع حرب اهلية وقودها الوهابية السلفية الصاعدة هنك التى باتت تغزو دول المغرب عموما وتهدد هويته الثقافية والمحلية القريبة من العلمانية

وياتى هنا دور دول الخليج كالسعودية والامارات والبحرين وبلاد الشام المتمثلة بسوريا ولبنان فالحرب بتلك الدول ستكون مذهبية طاحنة بين السنة والشيعة والطوائف الدينية المختلفة هناك وستحرق المنطقة باكملها