بحلول 22 ابريل من كل سنة يخلد الشعب الأمازيغي ذكرى "تافسوت ايمازيغن "أو الربيع الأمازيغي ،وهذه السنة تصادف الدكرى الثالثة والثلاين لهدا الحدث التاريخي الدي سطره الأمازيغ بدمائهم الزكية ،ففي3 مارس من عام 1980 كان من المقرر أن يتم تنطيم محاضرة في جامعة تيزي وزو بالجزائر،سيلقي فيها الدكتور "مولود لمعمري" عرضاً حول موضوع "asfru amazigh" أو الشعر الأمازيغي،لكن النطام الجزائري كان له رأي اخر ، حيث سيعمد هذا الأخير إلى نسف هطا الشكل الفكري والثقافي والذي كان يهدف بالأساس إلى نفض الغبار عن الثقافة الأمازيغية ببلدان شمال افريقيا موطن الشعب الأمازيغي طبعاً ،وقد أشعل هذا المنع شرارة الغضب في صفوف طلبة تيزي وزو،و القبايليين بشكل عام ، حيث سيحتج الطلبة جراء هذا المنع الجائرالذي طال حقهم في ثقافتهم يليه أكبر نزول شعبي عرفته الجزائر منذ اإستفلال، يوم 22 ابريل دفاعاً عن ثقافتهم وحضارتهم التي أراد أن يخنقها وينسفها النظام العروبي القائم بعقر دارهم .
وقد أدى هذا الغليان إلى صدام عنيف مع قوى القمع التي تدخلت بهمجية هوجاء ،ما أدى إلى سقوط الكثير من الضحايا في صفوف المدنييين ، ليسجل التاريخ هذا الحدث وصمة عار على جبين النظام العسكري بالجزائر . منذ ذلك الحين دخلت القضية الأمازيغية منعطفاً جديداً ،حيث سيحس الأمازيغ بالخطر الذي يحذق بحضارتهم والتي عايشت ووقفت في وجه أعتى وأعرق الحضارات من اغريقية ورومانية، ووندالية ...
لقد وصل صدى تافسوت ايمازيغن إلى كل بقاع شمال افريقيا ، حيث ندد الأمازيغ بالعدوان الذي يتعرض له اخوانهم بالقبايل، وسياسة القمع التي تنهجها دولة العصابات الجزائرية تجاه شعب يوجد داخل ارضه وليس ضيفا عند احد .اذ ذاك الوقت ضل الأمازيغ يخلدون ذكرى الربيع الأمازيغي كل 22 ابريل من كل سنة ،سواء بالجزائر أو بكل أقطار تامزغا .
وبما أن التاريخ يعيد نفسه ففي شهر ابريل من سنة 2001 سيتكرر نفس السيناريو من جديد ،وذلك عندما هب الأمازيغ لتخليد نفس الذكرى،و سيتدخل العسكر الجبان بطريقة أقل ما يقال عنها أنها وحشية، في وجه شعب ذنبه الوحيد أنه ولد أمازيغياً، مما أدى إلى مقتل المناضل الأمازيغي "ماسينيسا كرماح" و 126 من أصدقائه إثر إصابتهم برصاص الشرطة الجزائرية بتيزي وزو ، لتتخلى هذه الذكرى عن لونها الأخضر وتكتسي لوناً أسوداً قاتماً ،وستسمى بذكرى "تافسوت تباركانت "أو الربيع الأسود .
ويقال بأن الضغط لا يولد إلا الإنفجار، فهذا الخناق الذي تشده هاته الأنظمة العروبية القائمة بتامزغا على ما يمت بصلة للغتنا وثقافتنا الأمازيغيتين، لن يثنينا ولن يزيدنا إلا عزيمة وإصراراً للدفاع عن قضيتنا الإنسانية العادلة والمشروعة ، ففي السنوات الأخيرة تنامى الوعي بالذات الأمازيغة بشكل ملموس ومحسوس ،وهذا حقاً يثلج الصدر وفي نقس الوقت هو ثمرة لجهود "الحركة الثقافية الأمازيغة" وكل الفعاليات والإطارات الأخرى التي أخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن القضية الأمازيغة ،وفي سياق تخليد الربيع الأمازيغي دائما فقد خرج الأمازيغ بالمغرب في مسيرة ـ تاواداـ بحشود غفيرة جابت شوارع مدينة مكناس بطريقة منتطمة وحضارية واكتست من خلالها المدينة حلة جميلة بألوان الراية الأمازيغة ، كما طالب مخلدوا الذكرى بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغة "مصطفى أسايا" و "حميد أعضوش" الشابين اللذين تم الزج بهما في سجون النظام العروبي بالمغرب و بعشر سنوات لكل منهما في ملف مفبرك للقضاء المغربي الذي يتقن فبركة الملفات وإصدار الأحكام الجاهزة .
رغم المكتسبات التي حققها ايمازيغن في معركتهم النضالية ، فإن الطريق نحو التحرر والإنعتاق لا زالت طويلة وشاقة، وتحتاج منا لمزيد من التعاون والإستماتة في الدفاع عن الحرية و قد قال مولاي موحند بأنه " ليس للحرية حل وسط " ولهذا لن نتنازل قيد أنملة عن حريتنا .
التعليقات (0)