مواضيع اليوم

الراي والراي الآخر ....

المعارضة ومفهومها ودورها في اقليم كوردستان
تقرير : محمد زنكنه



بعد الانتخابات البرلمانية التي شهدها الاقليم في تموز 2009 اصبحت الساحة السياسية في الاقليم ذات طابع مختلف عما كانت قبل هذه المرحلة وتكلل هذا الاختلاف بوجود معارضة داخل البرلمان متمثلة بقوائم(التغيير والاتحاد الاسلامي والجماعة الاسلامية في كوردستان) ، ويعتبر وجود المعارضة بشكل رسمي وواضح داخل الاقليم وتحت قبة البرلمان تجربة جديدة وتطورا ملحوظا في العملية السياسية للاقليم.كما تشكل بحد ذاتها نظرة ايجابية للانفتاح الديمقراطي للعملية السياسية في الاقليم على عكس ماهو موجود في الكثير من الدول المحيطة والتي لاتسمح حتى بالاعتراض الايجابي.
الا أن الملاحظ هو شيء من عدم التفهم حول ماهية المعارضة الوطنية والوظيفة الحقيقية لها بين ان تكون متممة للسلطة او ان يقتصر عملها على الرفض فقط لكل ما تقدمه الحكومة، والسؤال الاهم هنا هل تعتبر المعارضة متممة للسلطة ام انها طرف يعمل بالند امام الحكومة؟



مفهوم المعارضة


يختلف دور ومفهوم المعارضة من مكان لآخر ومن زمن لآخر حسب ماتعيشه هذه البقعة الجغرافية وماترافق حياتها السياسية من ظروف ترسم العملية السياسية وتبين ملامحها الواضحة وتضع البلد امام امر واقع يمكن ان يكون قابلا للتغير سواء اكان بصورة سلمية أم عن طريق النضال المسلح كما كان في زمن الحركة التحررية الكوردية المتمثلة بثوراتها ضد الدكتاتورية.
عن المفهوم والدور الحقيقي للمعارضة تبين النائبة سوزان شهاب رئيسة كتلة التحالف الكوردستاني ذات الأغلبية في برلمان كوردستان العراق في حديث مع الصوت الآخر ان للمعارضة دورا اساسيا في تشخيص ومعالجة معالم الخطا أو التقصير وتقديم المقترحات بهذا الشان خدمة للصالح العام وتقول: المعارضة بمفهومها العام هي تلك المجموعة او القوائم او الاطراف التي لاتحقق النسبة المطلوبة التي تؤهلها لتشكيل الحكومة لذا نراها تكون خارج السلطة وتلعب دور المعارضة لتشخيص ومعالجة اي خطا في الاداء الحكومي للتقدم اكثر بالعملية السياسية ويختلف تعريف المعارضة ومفهومها حسب الزمان والمكان فانتم تذكرون كنا قبلا معارضة مسلحة.
ولم يختلف راي النائبة كويستان محمد حول مفهوم المعارضة وخصوصا في الوضع الحالي للاقليم حيث يعيش حياة سياسية يسودها النظام والمؤوسساتية وتقول في حديث للصوت الآخر: المعارضة تتغير حسب المكان والزمان، وللمعارضة في نظرنا اليوم مفهوم مختلف عما كان قبل الانتفاضة وحتى قبل تحرير العراق من الدكتاتورية، نحن نرى ان مفهوم المعارضة هو العمل لاصلاح النظام السياسي لادارة الاقليم ممايصب في مصلحة شعبه.


الآلية الصحيحة لعمل المعارضة


تعتبر المعارضة رقيبا على اعمال الحكومة لافارضة شروطا وامورا تعتمد على اجندة خاصة او معينة، وتجربة المعارضة في الاقليم جديدة ومن الطبيعي ان لاتخلو من اي نواقص ملحوظة. والاختلاف هنا بين من يؤيد الحكومة ومن يؤيد المعارضة، الدور الحقيقي للمعارضة حيث تعتقد قوائم المعارضة ان قائمة الاغلبية لاتعطيهم المجال الكافي للعب دور اكثر جدية في العملية السياسية وبالمقابل ترد عليهم قائمة الاغلبية بانه لايمكن قبول فرض اجندة معينة على الحكومة لان السياسة العامة للحكومة ثابتة.
تقول رئيسة الكتلة الكوردستانية: كمتابعة للوضع وعما يدور تحت قبة البرلمان لم الحظ ولحد الان ان تكون هذه المعارضة مكملة او متممة لاداء الحكومة او السلطة بل انها تعمل حسب اجندة معينة وبرنامج مسبق التخطيط وقد حاولوا قبل الانتخابات ان يحرزوا المركز الاول ليشكلوا الحكومة، هم يريدون اجبار الحكومة باسرها على ان تنفذ اجندتها الخاصة الشخصية وهذا غير مقبول فالسياسة العامة الحكومية هي سياسة ثابتة لاتعتمد الا على الاليات الموضوعة لصنع القرار، ليس من شان المعارضة اجبار الحكومة على تطبيق اجندتها هي بل عليها ان تراقب الوضع وتشخص الجيد والسيء وتبين ملاحظاتها لتعديل الامر والارتقاء بمستوى اي خلل يمكن ان يلاحظ لكننا وللاسف نلاحظ عكس ذلك تماما فالمعارضة تحت قبة البرلمان تقول لا لكل ماتقدمه الحكومة وكل ماتطرحه القائمة الكوردستانية.
لم نستفد ولم نلحظ غير الرفض من المعارضة لكل ماتقدمه السلطة الى جانب اعطاء الانطباع السلبي عن الحكومة ولا اراها الا حالة شاذة في الاقليم ولم تستثمر الفرصة جيدا وبصورة صحيحة
لكن لرئيسة قائمة التغيير (المعارضة) راي آخر حيث تؤكد ان معالم دور المعارضة لن تكون واضحة مع وجود موانع تعترض عملهم ودورهم وتقول : لا نستطيع ان نبين اي استفادة لان كل مانقدمه من مشاريع مهمة تقابل بالرفض ولا نستطيع ان نتحرك في عملنا ولكن مع ذلك استطعنا ان نكون ذوي تاثير كبير على السلطة مع ان مانطلبه لاينفذ، نحن نطالب ان تكون السلطة محاربة للفساد وان لم تحاربه وان لم تحقق مانطلبه نحن ستكون النتيجة ان يقل عدد مؤيديها ولن تستطيع تحقيق ماحققته واؤكد اننا استطعنا ان نجعل السلطة تغير في بعض التوجهات المتعلقة بما يهم الشعب وخصوصا فيما يتعلق بزيادة الرواتب لبعض طبقات المجتمع.
هل يعتبر الاعتراض والرفض الوظيفة الحقيقية للمعارضة؟
بالعودة الى الوظيفة الحقيقية للمعارضة في البرلمان فهي الرقيب الاول لانشطة واعمال السلطة وان وظيفتها هي تبيان مواقع الخطا في مشاريع وقرارات الحكومة، الا اننا لاحظنا اتهاما متبادلا بين قوائم الحكومة والمعارضة حول رفض احداها لمشاريع الاخرى وقراراتها وكل يبين ان ما يطرحه يجابه برفض قاطع و مطلق للآخر.
فقوائم المعارضة تتهم قائمة الاغلبية انها ليست حتى على استعداد لأن تسمع منها اي اقتراح او مشروع يمكن ان يقدم للبرلمان وكان عملها يقتصر على رفض ماتقدمه المعارضة، الا ان قائمة الاغلبية تؤكد العكس وتبين ان قوائم المعارضة لاتلعب دورها الحقيقي وقد اقتصر عملها بالاتفاق المسبق على الاعتراض على كل مايقدم من قائمة الاغلبية حتى لو كانت ذات اهمية للمجتمع.
تقول رئيسة القائمة الكوردستانية: مفهوم المعارضة الحقيقية يعني ان تستخدم الاعتراض بحيث لايكون ضد مصلحة المواطنين ولايعارض مباديء حقوق الانسان او يكون ضد اي مكون او طبقة معينة لكن مانلاحظه اليوم ان المعارضة تقف ضد كل ماتقوله القائمة الكوردستانية مهما كانت فائدتها للمجتمع الكوردستاني وهذا بحد ذاته مشكلة فمشاريع الحكومة لاترفض الا اذا كان فيها ضرر للشعب.
اما رئيسة قائمة التغيير فقد كان لها الراي المخالف تماما حيث تقول: اريد ان اسال هل ان وظيفة القائمة الكوردستانية والسلطة بشكل عام هي ان يقدموا الرفض لكل ماتقدمه المعارضة؟هل ان وظيفتهم الوحيدة هي رفض ماتقدمه قوائم المعارضة؟وقد اثبتت التجربة فيما مضى من الشهور ان كل ماتم اعداده وتقديمه من قبل المعارضة رفضته قائمة الاغلبية وكأنها اتفقت على الاعتراض على كل مانقدمه.


السلطة تريد تقييدنا
لم نعترض على وجود المعارضة


على الرغم من كل الظروف القاسية التي واجهت الوضع السياسي في كوردستان والضغوط التي كان يعيشها الاقليم سياسيا واقتصاديا وعدم فسح المجال امامه للانفتاح نحو دول العالم، الا ان الكثير من المراقبين السياسيين يرون ان العملية السياسية في الاقليم مرت بمسارها الصحيح بعد عقود من الدكتاتورية التي سادت الأقليم من السلطة البعثية والتي لم تعط المجال الحقيقي للفرد الكوردستاني ان يتنفس بحرية.
ووجود المعارضة يؤكد على تطور هذه التجربة التي لايلاحظ مثيلها في كثير من الدول المحيطة.
لكن رئيسة قائمة التغيير في البرلمان كويستان محمد تتهم السلطة السياسية في أقليم كوردستان بأنها لاتريد للمعارضة ان تعمل وتؤكد مرة اخرى على استخدام الرفض المتكرر من قبل قائمة الاغلبية حول كل ماتطرحه قوائم المعارضة كحركات مقصودة لاتفيد العملية السياسية في اقليم كوردستان حسب راي رئيسة قائمة التغيير وتقول: السلطة تريد ان تقيدنا وتذلنا ، السلطة تعترض عملنا ودورنا ولاتريد ان نبين مانراه من اخطاء ونواقص في العمل والاداء الحكومي.
كما دافعت كويستان عن اداء قائمتها مبينة ثقة عالية في عدم وجود اي رادع لها من قبل اي من القوائم الاخرى وقالت: مهما فعلت قائمة الاغلبية فهي لن تستطيع ان تقيد حركة واداء 35 عضواً من ممثلي الشعب من قوائم المعارضة لما يتمتع به اعضاؤها من خبرة سياسية عالية والقدرة على العمل في اروقة البرلمان ولعب دور اساسي لخدمة الشعب بشفافية.
فيما نفت رئيسة الكتلة الكوردستانية تصريحات رئيسة كتلة التغيير مبينة ان الحكومة والكتلة الكوردستانية لم تعترضا على وجود المعارضة وهي لاتريد ان تقيد اي احد فالكل أحرار في ممارسة عملهم السياسي لكن التخوف هو من ثقافة الرفض من اجل الرفض والتي لاتخدم لاحاضر الاقليم ولامستقبله وتقول: لم يعترض احد على وجود المعارضة في كوردستان... على العكس نحن نشجع ثقافة ومفهوم المعارضة ولكن بقاء هذه الثقافة بصورة صحيحة في مخيلة وفكر كل فرد كوردستاني يعتمد على ماتقدمه المعارضة لكنها ابتدعت ثقافة الـ(لا) وثقافة الوقوف بالند ضد الحكومة بسب أو بدون سبب، بعكس مانراه في بلدان العالم من اداء ايجابي للمعارضة وما نلحظه اليوم من اداء للمعارضة انما هو شيء غير طبيعي لذا اتمنى ان يفكروا اكثر بمفهوم المعارضة وان يراجعوا انفسهم ويكونوا معارضة أمينة وقوية للتقدم اكثر بمستوى العملية السياسية في الاقليم.
نحن لانريد تقييد اي احد ولا اذلال اي كان والجميع يعرف من نحن ومن نكون وتاريخنا يشهد على ماهيتنا وهويتنا الحقيقية ولا اعتقد ان المعارضة ستستمر بهذه الصيغة لان التجربة جديدة وكل شيء قابل للتغيير... هم يعتقدون لحد الآن انهم يجب ان يقدموا مشاريع القوانين وتقبلها الحكومة ويوافق عليها البرلمان دون قيد أو شرط اي انهم يريدون فرض مايحلو لهم ومايرونه مفيدا بالنسبة لهم والافضل برايي ان نتوصل جميعا الى حل يرضي كل الأطراف ويوضح ايضا للجميع متى تستطيع المعارضة تقديم مشاريع القوانين وكيف تكون ومتى يتوجب على السلطة قبولها.

مجلة الصوت الاخر

العدد 298

الاربعاء 7/7/ 2010

http://www.sotakhr.com/2006/index.php?id=11028

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !