الراقصة والمقال
،
قبل أيام سألت وتعجبت إحدى راقصات المشاهير والشخصيات العامة والخاصة،
ولكن هذه المرة كانت بدون طبال؟
وربما السبب أن الكل أصبح طبالاً لها!!
ومن دون ثرثرة زائدة ..
قالت . . من العيب أن يختفي الرقص الشرقي من حياة هذا الجيل ومن هذه الأيام؟ فعلا كم هو عيب بحق هذا الجيل!!
وحتى لا ننقطع عن أصل الموضوع، ومن خلال حديث هذه الراقصة بالذات،
وجدنا لها أيضا مسلسلاً في كل القنوات والفضائيات العربية،
وكان دورها الكبير (عاهرة)؟
وحين فكرت مع نفسي في أقل من دقيقة وسألتها:
لماذا اختار لها المؤلف أو المخرج هذا الدور أو هذا المكان بالتحديد؟
كان الجواب سهلاً، وسقط أمامي ساخراً:
الدور كان مناسباً لها يا رجل، بل مفصلاً لها بالكمال والتمام؟
وأيضاً لا أريد أن أثرثر أكثر ..
هنا بدأت اسأل نفسي أكثر من سؤال، وأطرح أكثر من فكرة،
وأقول لهؤلاء الفئة بالذات، الذين يعتبرون أنفسهم مثقفين ومتعلمين،
وأصحاب شهادات جامعية ودراسات عليا، وجوائز عربية وعالمية،
وحين يسألهم البعض من خلال المقابلات المتلفزة والورقية،
كانوا كلهم يرددون إجابة واحدة وهي: الفن رسالة سامية،
ولنا هدف سامٍ، وعلينا أن نحققه (إن شاء الله)،
لا ينسون ذكر الله في كل أحاديثهم، حتى الراقصات!!
انتهينا من الثرثرة ..
وأنا هنا عندي سؤال واحد لكم جميعاً: لماذا هذا الفنان،
أو هذه الفنانة (الراقصة)، أو هذه الفئة من المثقفين؟
يقبلون على أنفسهم وخصوصاً النساء منهم،
دور الزانية أو العاهرة والراقصة وبنت الحرام؟
لماذا تقبل على نفسها هذا الدور، وتجد نفسها عارية بين أيدي
وأحذية الرجال هكذا، بلا سبب مهم وحقيقي،
سوى أنه دور تمثيلي كبير، وهدف يجب أن تحققه،
ورسالة للمجتمع بأكمله؟
ناهيك عن ذلك الممثل الذي يقوم بدور صحابي جليل،
أو خليفة للمسلمين، أو رجل صالح وفارس هُمام؟ ونجده بدور آخر له،
يكون زنديقاً وسارقاً وزانياً وعاهراً وحثالة لا يساوي حذاء؟
لماذا كل هذا التشوه الديني والإنساني والأخلاقي !!
هل هكذا تكون الرسالة الحقيقية لكل أفراد المجتمع؟
أم تساؤل الراقصة والعيب في اختفاء الرقص الشرقي
من هذه الأيام وهذا الجيل؟ هو الجواب الفعلي لكل الانحطاط
الخلقي الذي نعيشه هذه الأيام، بدون رقيب أو حسيب؟
واين هنا النسوة والمثقفات والجامعيات، وصاحبات حقوق المرأة والإنسانية،
من كلام هذه الساقطة؟
لماذا لم نجد متعلمة واحدة ترد عليها ولو بكلمة واحدة على الأقل
وتقول لها: أنت ..؟؟؟
لكن بنفس الوقت وجدنا مقالة واحدة، لصحفية وإعلامية،
تطالب بتعدد الزواج للنساء، بل بتعدد الرجال!!
وكان عدد القُراء كبير، والمشجعات والمطالبات
بتحقيق هذا الأمر، كبير أيضاً؟
عجبي من أمة سقطت من القاع للقاع!!!
عفواً .. هذا مجرد مقال
قلم رصاص:
ياسر حمّاد
التعليقات (0)