الراقصة والسياسى

                      الراقصة والسياسى

ينبغى أن أقر أولا بإحترامى وتقديرى لكل فنون وأداب العالم ، و التى تنتجها وتبدعها مختلف الشعوب من غير قرارات رسمية أو إملاءات ، أو حتى إيحائات حكومية أو عسكرية ، وكما يحدث غالبا لدينا هنا فى مصر ، وخاصة فيما يتعلق بالمسلسلات التليفزيونية التى ينتجها قطاع الإنتاج بإتحاد الإذاعة والتليفزيون ، أو حتى بعض الأفلام التى تعرض فى دور السينما .

وقد أقر اسامة أنور عكاشة ، الكاتب الدرامى الراحل ، والمتخصص فى دراما التليفزيون ــ وخاصة المسلسلات ــ بأن الرئيس السابق مبارك قد راجعه ، فى ذات يوم ، حتى فيما كان يكتبه بشأن دراما التليفزيون ، وبما يعنى انه قد تجاوز ما هو مسموح به حتى فى تلك المسلسلات التليفزيونية التى كانت تخطها يمينه ..!

وبعدما سمعت بوفاة أسامة الباز ، مستشار الرئيس السابق حسنى مبارك ، والموظف الأسبق بالخارجية المصرية ، وأحد الذين شاركوا فى إتفاقية إزلال مصر ، إتفاقية كامب ديفيد ،  وذلك بعد نصر اكتوبر المزعوم ، أعلنت الممثلة ــ وهناك فرق جوهرى بين فنان وممثل ، فأحيانا يتمسح بعض قوادى مصر وداعراتها فيما يسمى بالفن السابع ليفعلوا كل ما يعن لهم من دعارة تحت اسم الفن ، أو التمثيل . لأنه ، و ببساطه ، سوف يكون من السهل لقواديهم الإيقاع بهم خارج إطار التمثيل ، أو ما يسمونه هم بالفن ، عند حدوث أى خلاف بينهم وبينهن . وكما حدث من قبل للعديد منهن ، وممن هم أسمائهن معروفة للكافة ، و منذ عهد البيادة الأولى فى عهد عبد الناصر وحتى عهد بيادة السيسى ــ نبيلة عبيد إنها كانت متزوجة من اسامة الباز ، وأن زواجهما قد أمتد لتسع سنوات ، وإنها قد تعلمت منه الكثير ، خاصة انه ، عليه رحمة الله ، كان زميل صفوت الشريف فى العديد من الوزارات ـ وفى عهدى كل من السادات ومبارك .

وربما أيضا فى عهد عبد الناصر قد عاصر كذلك عهد "الفن الجميل" فى زمن من شويكار وبرلنتى عبد الحميد ، وكذلك الراحلة سعاد حسنى ..!

" واهو كله فن ، وسياسة  ..!" .. فكما قيل فى زمن مبارك زواج السلطة بالمال ، فيمكن أن يقال أيضا ، زواج السلطة بالفن ، أو زواج الدعارة بالسياسة ، أو البيادة ، و ذلك منذ عهد البيادة الأولى بطبيعة الحال ..!

إذن الفيلم الذى لعبت بطولته نبيلة عبيد ، وهو دور ، و"لامؤاخذة " عاهرة لأحد السياسيين ، فى فيلم ؛ " الراقصة والسياسى " ، قد يسقطه البعض على علاقتها باسامة الباز ، والذى أطلقت عليه السلطات ليس فقط السياسى ، ولكن أيضا عميد الدبلوماسية .. " شوف انت بقى عميد دى توزن اد آيه ..! "

وربما يعزز تلك الفرضية أن أحدا من شعب مصر المسكين ــ فيما عدا صفوت الشريف و جماعته فى سلاح الدعارة والقوادة بالمخابرات المصرية الناصرية بطبيعة الحال ــ كان يعلم بزواج اسامة الباز ، عليه رحمة الله ، من نبيلة عبيد إلا فقط بعد أن أعلنت نبيلة عبيد نفسها ، وبنفسها ، ذلك ، وبعد إعلان وفاة أسامة الباز مباشرة . ما يعنى أن زواجهما كان سريا ، وكان مطلوبا من نيبلة عدم الإعلان عنه ، وربما كان أيضا زواجا عرفيا ، ومما يحرمه فقهائنا الأزهريون ، وبما فيهم الشيخ الطيب نفسه ، شيخ الجامع الأزهر ، وعضو لجنة السياسات التى كان يرأسها جمال مبارك فى عهد نظام أبوه ..!

وأغلب الظن أن نبيلة عبيد هى التى أنتجت ذلك الفيلم ــ الراقصة والسياسى ــ وطلبت أن يلعب أمامها دور البطولة ، أو دور السياسى ، الممثل ، أو الفنان ــ "علشان" نبيلة ما تزعلش ، أو ليلى علوى ، وغيرهن .. ــ الراحل صلاح قابيل ، ولكم أيها القراء أن تلاحظوا مدى تقارب الشبه بين أسامة إلباز وصلاح قايبل حتى من الناحية الجسمانية ، والنحافة ، وقصر القامة ، وحتى طبقة الصوت ..!

وأغلب الظن أيضا أن نبيلة قد أنتجت ذلك الفيلم بعد إنفصال أسامة عنها ، ولكن فى حياته وقبل مماته بكثير ــ يا ألهى ، إذن ، وحقا ، لم يقتصر الأمر فقط على تزاوج السلطة بالمال ، وكما أسلفنا..! ــ وذلك نكاية فى أسامة ، أو عقابا له ، وذلك بإتخاذه قرار الإنفصال من غير الرجوع إليها ..!

وربما يسأل سائل ؛ إذن هل كل تلك الشتائم والسباب واللعنات ، التى كالتها نبيلة عبيد لصلاح قابيل ــ فى الفيلم ، و التمثيل طبعا ــ يفترض إنها كانت موجهة لأسامة ..؟!

و هل أيضا فى ذلك المشهد الخاص بالسرقة ــ و من نفس الفيلم أيضا ؛ الراقصة والسياسى ــ  و الذى كانت ضحيته نبيلة عبيد ، حيث سرقها صلاح قابيل ، وقبل أن يتحول إلى سياسى ، كان إسقاطا أيضا على أسامة ، أم إنه فقط من أجل ما يسمى بالحبكة الدرامية ، ومزيد من التمويه ، و حتى لايعتقد أسامه أنه هو الذى كان مقصودا بذلك ..!

يا إلهى .. حقا إن كيدهن عظيم ..!

مجدى الحداد