الرافضون الجُدد
إنتشرت فى السنوات الاخيرة وخصوصا فيما قبل ثرة يناير وما بعدها , ظاهرة جديدة على مجتمعاتنا وخصوصا بين الشبا ب وهذه الظاهرة هى الرفض وعدم القبول لكل ما هو موجود فى المجتمع وخصوصا من الموروثات الدينية والعقائدية , حتى وإننا بدأنا نرى فئات من الشباب وهم يعترضون على كل ماهو داخل فى العقيدة وذلك بحجة ان الكلام فى العقائد كلام سخيف وغير منطقى ويدخل فيه الكثير من الغيبيات التى لا يعقلها عاقل , وزاد الامر تفشيا أن اعتراض الشباب قابله لا مبالاة من الأباء بل وسخرية واذدراء ثم ما تحول النقاش بينهم وبين الاباء الى اتهامات بالذندقة والالحاد وهو اتهام وخطير جاء من الاباء بسبب عجزهم عن مناقشة افكار وتساؤلات الابناء وخصوصا فى الدين وامور الدين , وقابل ذلك ايضا تفشى ظاهرة التدين الارتزاقى اى ان يتدين الانسان ويظهر بصورة الشخص المتدين من إعفاء اللحية وإرتداء الجلباب وارتياد المساجد حتى يُقال عنه أنه متدين فينال الرضا ويحظى بالقبول وهذا الامر هو الذى زاد ظاهرة الرافضون الجدد والذين يُطلق عليه فى الخفاء الملحدون الجدد .
الموضوع حقيقة يستحق الاهتمام لأنه يبدو اننا جميعا شغلتنا الحياة عن متابعة الواقع الذى نعيشه والواقع يقول ان هناك حالة انفصام فى المحتمع الذى نعيش فيه _ وانا هنا اقصد المجتمعات العربية والاسلامية _ وقد اصبحت حالة الانفصام هذه حالة مرضية جماعية تصيب كل مجتمعاتنا بغض النظر عن الجنسية او الدين فمجتمعاتنا تعيش حالة صراع بين من ما توارثته من عقائد وتفسيرات دينية وبين ما تجده من حقيقة واقعية مخالفة تماما للعقائد والشرائع فنحن ليل نهار ندعى اننا متديين سواء اسلاميين او مسيحيين او حتى يهود ولكننا نأخذ من الدين شكله وظاهره ولانطبق مفهوم التدين وهو الاخلاق سواء فى العلن او السر وهذا هو الذى انتج وللاسف جيلا لا يثق فى كل موروث دينى,
وقد يكون الحل فى ان يبدأ الاباء فى مصارحة الابناء بخطأهم -أى خطأ الاباء- ثم مشاركتهم الفعلية فى التفكير وحرية الاعتقاد بدون تعصب و ولا ننسى أننا جميعا ليس لنا من الثقافة الا السطحيات وهو ما دفع الابناء للبحث عن ثقافات اخرى ...إن انتشار ثقافة الجهل وفقه التفاهات فى مجتمعاتنا دفع الشباب وهو يرى هذه الازدواجية فى إدعاء التدين ثم إتباع اساليب الكذب والنفاق ان لا يصدق كل ما يأتيه عن هذا الطريق ثم يشكك فى كل عقبدة تأتى عن هذا الطريق , والمسؤلية هنا تقع على الاباء وليس على الابناء , وان كان الله سيحاسب , فسيحاسب الاباء على عدم ايمان الابناء لأن التقصير من الاباء الذين ارتدوا عباءة الدين شكلا ولم يلتزمو بحقيقة الدين الاخلاقية , والكلام هنا ينطبق على كل الاديان ايا ما كانت وهو ما تؤكده حقيقة ان الاجيال الجديدة فى العالم تعتبر لا دينية وان كانت هذه الظاهرة جديدة على مجتمعاتنا إلا انها موجود وبكثرة , الموضوع يحتاج الى مواجهة حقيقية واعتراف بالواقع وعدم رفض اراء الشباب بل مجاراتهم بفهم وبصدق واول خطوة هى اعترافنا نحن الاباء باخطائنا .......
ولأن هذه الظاهرة كانت من افرازات ثورة يناير فقد صاحبها ظاهرة التمرد وخصوصا فى الشباب والحقيقة ان ثورة يناير بريئة من هذ الظاهرة الشبابية وبريئة من ظاهرة ابتعاد الشباب عن النتدينوالاعتراض عليه ولكن نجاح الشباب فى اشعال الثورة واعلان رفضهم طعل من ظاهرة الرافضون الجدد تنال قسطا كبيرا فى زخم ثورة يناير
التعليقات (0)