مواضيع اليوم

الراعية الليبية ؟؟

روح البدر

2009-05-23 08:19:49

0

 …. الراعية الليبية

                                            

مهداة إلى الشاعر الصديق مفتاح العمّاري مع تمنياتنا له بالشفاء

سأجرّب كتابة الشعر هذا اليوم ، على طريقة شاعرة فطرية ، ثقافتها صورة عن حياتها البسيطة ، هذه الشاعرة التقيتها يوما في ( الربوع الليبية ) ، كانت تسرح بنعاج لها وتمشي حافية ، لكي لا يفصلها عن ترابها نعلٌ . .

كانت تربط رأسها بمنديل يغطي نصف شعرها ، وكنت كلما أوى الناس إلى قيلولتهم أتمشى إلى حيث ترعى غنمها ، في البداية كنت أبحث عن أية رائحة أنثى في تلك الصحراء .

ببساطتها قالت لي : إن شئت أن تأتي إلى مرتعي فعليك أن تأتي مثلي حافيا

لكي نتواصل بواسطة التراب .

طبعا . . هذا ما كان ……

سألتني عن عمري ، عن بلدي ، عن أهلي ، ثم سألتني عن الحب ،

كنت أحدثها وكانت تحتمي بنعاجها ، وهكذا مع مرور الأيام ذهب خوفها مني وخاصة عندما عرفتني شاعرا ، ( اعترفت ) لي بأنها شاعرة ، وأخذت تسمعني بعض قصائدها ولعلها كانت هكذا . . . كهذه الشذرات :

-أ-

كانت الغزالةُ تنام بعينين مفتوحتين

وكانت النعجة تنامُ بعينين مغمضتين

فنمت بينهما بعين مفتوحة وعين مغمضة .

-ب-

كلَّ مساء أمسّدُ ضرع النعجة وأحلبها

جاء الذئب وأكل النعجةَ

شعرتُ ليلتها بدفءٍ يسري في أصابع يدي

ولما صحوت . . رأيت الحمَلَ

يشمُّ أصابعي

ويرضعها . . .

-ج-

ليلةً طارد الذئبُ حمَلاً

الحمَلُ جرى بهلعٍ حتى ارتمى في حضني

ولأن جدّتي كانت تروي أن الذئب ملاك

فقد احتضنتُ الحمَلَ وفتحتُ صدري

ووضعتُ ثديي في فم الحمَل

تجمّدَ الذئبُ من أربعته

نظر مليّاً ثم لوى رأسه وتراجع . .

أبي

حين رآني أُرضع الحمَلَ

ضربني بحزامه

ورمى بالحمَلِ إلى الذئب . .

-د-

رأيتُ عنزةً ما تزال مشيمتها معلّقة بها

وكانت قد ولدت جدياً ميّتاً

تشمّه وعيناها مغرورقتان بالدموع

أردتُ مساعدتها بسحب المشيمة

حينما خلّصتها منها

دون إرادة مني

وجدتني أشمُّ المشيمة

وعيناي تهطلان بالدموع .

-هـ-

كنت صغيرة ألتقط بعض الأعشاب مع أمي

كانت أمي تخص نعجة _ ولدت اليوم _ برفقتنا

أعجبتني عشبة بين الزرقة والاخضرار لونُها

وعليها مسحة من بياض خفيف

وضعتُها في فمي

أردتُ مضغها

صاحت بي أمي :

مالحةٌ إلى حد المرار . .

سحبتْها مني وأطعمتها للنعجة

أكلت النعجةُ هذه وغيرها من العشبة المالحة

في المساء اشتهيت أن أرضعَ من ضرعها مع حمَلِها

كان الحليب حلوَ الطعم

بعد أن ارتويت

فكرتُ ما الذي جعل تلك العشبة حلوة الطعم ؟

فمي ؟

أم ضرع النعجة ؟

-و-

مرّ ولدٌ أمامي وهمس لي : أحبُّكِ

لو لم يهمس كلمة أحبُّكِ

لكنتُ صدَّقتُهُ

فأنا أحب النعاج والنعاج تحبّني

دون أن نهمس لبعضنا بتلك الكلمة .

-ز-

الحبُّ العذريّ لا يعرفه البشرُ

وأنا لم أعرفه من بشر

عرفته من خروفٍ ( حولي )

كان يمشي دائما إلى جانبي

يشمّني . . . يتمسّح بثوبي

وعندما ينقاد جسدي إلى دورة القمر

كان يرفع رأسه إلى السماء

يجلب القمر إلى عينيه

ويثغو ثغاءً غامضا .

-ح-

كنتُ أحملُ مطَرَةَ ماء صغيرةً على كتفي

الغنمات يرعين طوال النهار

لا يحملن مطرة مثلي

طعامي صنع بشر . . يستدعي أن أحمل مطَرَةً

كلؤهنَّ عشب

العشب نصفه لونٌ ونصفه ماء

سحبتُ جدْياً بعيدا عن أمّه

أطعمتهُ زادي

حتى أتى عليه كلّه

وأكلتُ بدله الأعشاب

عندما فرغنا من زادنا

بحث فمُه عن فم المَطَرَة وجرعها كلّها

بينما أنا صرتُ أثغو وأقفز في الهواء

وجسدي يكاد الماء يرشحُ من أطرافه




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !