يخطف الموت أجمل الرجال ويصادرهم من حولنا ويصبح علينا الترحم لهم ومكابدة غيابهم وهم من ‏كانوا الأجمل بيننا. نعم ، لم يكن هذا الراحل الكبير داعس ابوكشك رجلاً عادياً، كان استثنائياً، وبالمعنى الشخصي لي ‏كان اخا وصديقاً ومعلماً، هذا هو الراحل داعس ابوكشك  كان الراحل داعس ابوكشك يمثل تجربة فريدة في عطائه العلمي والادبي والثقافي حيث كان مرجع هام للعديد من الباحثين في قضاياه الوطن 

صدقاً أشعر بالحزن يصادر عليّ الكلام ولاأدري ماذا أقول عن رجل مثله يملأ ذاكرتي بحضوره ‏الكبير والحميمي وبمواصفاته الأخلاقية والعمليه والذهنية الاستثنائية التي تجعل من الصعب عليّ ‏الإحاطة بأدواره وشخصه الكبير،لا تغيب عن بالي أبداً دماثته وذكائه، وهذه اللمسة الخاصه التي تميز ‏حضوره في أي مكان. ذكائه الحاد وانتباهه للتفاصيل وقدرته على متابعة الأفكار دون تشتت، كان ‏باستمرار يتمتع بصفات الرجل القيادي الذي يدرك ماذا يريد ،ولكنه لم يتخلى أبداًعن انتباهه ‏للآخرين من حوله، حيث ذكاؤه العاطفي عالٍ ويعرف أحوال من يحيطون به والعاملين معه فيشعرهم ‏باهتمامه وتعاطفه.‏ 

 كما كان متابعاً للشأن الابداعي عموماً يبهرك باهتماماته الممتدة بهذا الاتجاه ،مولياً عناية واهتماما كبيرين للمثقفين والمبدعين الفلسطينين وبخاصة عندما تحيط بهم النوائب .‏ 

رحمك الله أيها الراحل الكبير المرحوم داعس ابوكشك  ، واعلم أننا سنفتقد كثيراً حضورك، ‏ ورغم غيابك نطمئن لأن إرثك ‏الشخصي في التجربة والعائله سيحمل الكثير من العزاء لمن احبوك وشعروا بالفاجعة والحزن للرحيل، ‏وليشمل الله أولادك وأهلك وجميع من احبك برحمته ويلهمهم في غيابك الصبر والسلوان، إنا لله وإنا ‏اليه راجعون .‏اخوك المخلص غازي ابوكشك