مواضيع اليوم

الراحـل أحمد الأخضـر غـزال أطلـق خمسيـن مشـروعا لتطويـر اللغـة العربيـة

شريف هزاع

2009-12-24 17:51:41

0

الراحـل أحمد الأخضـر غـزال أطلـق خمسيـن مشـروعا لتطويـر اللغـة العربيـة

عبـد الفتـاح الفاتحـي

    نظمـت جامعة محمـد الخامـس السويسـي بالرباط بتعـاون مـع معهـد الدراسات والأبحـاث للتعريـب حفـلا تأبينيا للدكتـور أحمد الأخضـر غـزال بمناسبـة الذكـرى الأربعينيـة على وفاتـه، حضـره وزير التشغيـل وأميـن سـر أكاديميـة الحسـن الثانـي ورؤساء الجامعات وعـدة وجوه سياسيـة ووطنيـة وأكاديميـة...
   وأوضحـت الكلمـة التأبينيـة التـي ألقاها رئيس جامعـة محمد الخامس السويسي الدكتـور الطيـب الشكيلي أن الجامعـة وهـي تؤبـن الراحل أحمـد الأخضـر غـزال فلهول المصاب الجـلل التي منيت به الساحة العلميـة واللغويـة العربية والإسلامية لفقـدان الراحـل الأخضر غزال، إذ عـرف الرجـل بوطنيتـه الصادقة واستماتتـه القويـة في خدمة وتطويـر اللغة العربيـة تقنيـا وعلميـا والمساهمـة في تعريب الحياة العامـة.
   وأكـدت كلمتـه أن الراحـل كرس حياتـه لخدمـة اللغـة العربيـة وذكـر بفيـض الأعمـال التي أسـداها للأمة المغربيـة والعربيـة والإسلاميـة، إذ أطلـق خمسيـن مشـروعا لتطويـر اللغـة العربيـة وأدخـل علـم اللغـة الحديـث "اللسانيات" إلى الجامعة. وكان للمرحـوم فضـل تنظيـم أول مؤتمـر دولي حول التعريب، جعـل المغرب رائـدا في مجال التعريـب فحظي بمكانـة هامـة على الساحة العربية والإسلاميـة.
    وعمـل المرحوم علـى تنميط الحرف العربي حتـى يسايـر التقنيات الحديثة في مجال المعلوميـات، فابتكـر أول طابعة للحروف الرقميـة العربيـة لازالت الجامعة تحتفظ بها إلى حدود الآن. وساير عمله بمنحة ملكية منحها إياه الحسـن الثانـي وبالتعاون مع مؤسسات دولية تابع مسار رقمنـة الحرف العربي في الحاسوب حتـى اعتمدت الألكسو مشروعـه باعتباره الشفـرة الوحيدة للحرف العربي فـي الحاسوب، فكان معهد التعريب بذلك ممثـلا في عدة منتديات دولية وعالمية.
   وأشادت كلمـة محمـد بنموسـى مديـر معهـد الدراسات والأبحـاث للتعريـب بالعناية الفريدة التي أولاها الراحـل أخضـر غـزال للغـة الضاد ولأساتذتها والباحثيـن فـيها، حيـث دافع عن اللغـة العربيـة بقوة وبمنهجية علميـة تستند إلى الدراسات اللسانيـة الحديثة دون انغلاق ولا تعصب، فأعـد منهجيـة التعريب المواكـبة للتقنيات الحديثة، واستحدث منهجية جديدة لمصطلحات اللغة العربية، وشجع الأساتذة على تعريب دروسهم، وأنشأ أول بنك للمعطيات والمصطلحات العربيـة في الوطـن العربي قبل ظهور الانترنت، وقام بدراسـة الرصيـد المعجمـي لدى أطفال المغرب العربي.
   ويعد المرحوم أحمد غزال أول من وضع معجما علميا موحدا بين دول المغرب العربي في مجال الفيزياء والكيمياء والرياضيات، ومنـه مصطلح الحاسوب الذي لقي انتشارا كبيرا في العالم العربي.
   على هامش حفـل التأبيـن صرح الدكتور الطيب الشكيلي رئيـس جامعة محمد الخامـس السويسي وقال عـن مستقـبل التعريب في المغـرب بأن لا تراجـع عـنه، مشـددا في الوقـت ذاتـه علـى ضـرورة تطويـر اللغـة العربيـة وفق مقاربة متكاملـة تراعـي عمليـة إدماج اللغـة في كافـة المناحي العلميـة والتقانيـة، ذلك أن كوريا الجنوبيـة تقـود تجربـة رائـدة في المجـال الاقتصـادي والعلمـي والتكنولوجي بلغتها الوطنـية، لكـن بعدمـا عملت على تطويرها واستدماجها في مجال التقنيـات الحديثـة، وعليـه دعـا المغـرب وكافة الدول العربيـة إلى تقويتها وتحديث منهجيـة تدريسهـا لضمـان فعاليـة تمكيـن المتعلميـن مـن مهاراتها اللغويـة، والنهوض بهـا لجعلها لغـة تنميـة اقتصادية واجتماعية وثقافيـة. موضحـا بأن الانفتاح على لغات أخرى لا يعنـي التخلي عـن اللغة العربيـة التي تعد قضية هويـة وطنيـة أساسية ولا تنميـة اجتماعيـة واقتصاديـة بدونها، ومنبهـا إلى تراجـع مستـوى تعليـم اللغـات وهـو ما يستدعي تطوير منهجيات وآليات تدريس اللغـة العربية واللغات الأجنبيـة.
   وعـن سؤال حـول مـدى مشروعيـة إعادة النظـر في ترتيـب أولويات الخريطـة اللغـويـة بالمغـرب أكـد أن بلادنا اليوم مطالبة بإعادة ترتيب أولوياتها اللغويـة، وذلك بالاهتمام باللغة الإنجليزية أولا فاللغة الاسبانيـة ثانيـا فالفرنسيـة ثالثـا ذلك أن اللغـة الانجليزيـة هـي الأولى عالميـا على المستوى العلمي والتكنولوجي والتجاري...
   وعـن سؤال حـول وجود رؤيـة استراتيجيـة جديدة لتطوير آليات عمـل معهد الدراسات والأبحاث للتعريب لمتابعـة عمله في مجال التعريـب فقـد أوضـح أن المؤسسـة التي صارت معنيـة بهـذا الأمـر هي أكاديميـة محمد السادس للغـة العربيـة وأن باقي المؤسسات ومنهـا معهد الدراسات الأبحاث للتعريب ستساهـم في ذلك بالدراسات والأبحاث العلميـة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات