مواضيع اليوم

الراب هو الآخر يحتل العراق

فيديو العرب

2010-05-04 11:59:40

0

 

المصدر: الرائد نت

بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 برزت في بغداد ظواهر غريبة، ابرزها كان انتشار موسيقى الراب بين الشباب، وهو لون من الغناء الشعبي وجدوا فيه وسيلة لطرح مشكلاتهم تحت ظل ما يعانونه من بطالة وافتقار بالوسائل للتعبير عن ما يجول بخواطرهم.

ويعود تاريخ هذا اللون الموسيقي الى مدينة كينغستون بجاميكا بنهاية الستينات من القرن الماضي، ثم انتشر في "أميركا" ببداية السبعينات في نيويورك، لينتشر عالمياً كمنتوج أميركي منذ التسعينات.

وموسيقى الراب تضعنا أمام مسألة تسويق نوع من الموسيقى انفعالي وسريع يغيب فيه البعد الجمالي والفني، فهي ممارسة توظف كلمات سوقية وقدحية لإعلان التمرد ضد الأوضاع الاجتماعية.

هذا الوضع يطرح أمام المختصين سؤالاً أساسياً: إلى أي حد يقدر المجتمع العراقي على مقاومة الموسيقى الآتية من أميركا وإنتاج ثقافته الخاصة؟ وكيف السبيل لإيقاف زحف هذه الثقافة الرامية إلى تسطيح العقول وجعلها رأسمالاً قابلا للبيع والشراء؟

وقد استطلعنا بداية رأي "د.عدنان ياسين مصطفى" أستاذ علم الاجتماع بجامعة بغداد، فأكد لنا: (ان انتشار ظاهرة موسيقى الراب في بغداد هي حالة تمثلها مجتمعات الحروب، او ما يعرف بالمجتمعات المأزومة).

وأضاف مصطفى (حين يتهدد حكم القانون وتخرج السلوكيات من عقالها ويكون هناك عدم اكتراث بالضوابط الاجتماعية تعيش المجتمعات بأزمة حقيقية مع السلوكيات الغريبة، وهذا ما ساعد على انتشار هذه الظاهرة).

وبين (باعتقادي تمثل موجة "الراب" صورة مصغرة لحالة الضياع التي يعيشها الشباب داخل أوطانهم، وعندما نقول الضياع، نعني بذلك غياب بَوصلة اجتماعية ومشروع مجتمعي قادر على مجابهة التحديات الراهنة في ظل وجود تراكمات الثقافة المعطوبة التي تنخر الجسد العراقي يومياً).

فرق بقمصان وسراوييل مهلهلة

ويبدو أن تحسن الأوضاع الأمنية فتح الأبواب أمام فرق "الراب" لكسر حاجز الخوف والظهور بقوة لاستقطاب أعداد غفيرة من الجماهير.

وتستقبل الجماهير فرق "الراب" في بغداد بالصراخ والتصفير والحركات الهستيرية، فهذه الفرق أصبحت تملأ الساحة الغنائية بشكل لا يمكن تجاهله كظاهرة، لدرجة أن قاعة المسرح الوطني بعروض فرق الراب أصبحت مكتظة بالمتفرجين.

وتضم هذه الفرق شباباً ليس لدى العديد منهم أي خلفية موسيقية تذكر، وكل ما يشفع لهم حبهم لهذا النمط الذي يقلدونه ويجعلونه أقرب ما يكون إلى اللهجة العامية عن طريق إدماجه بالموسيقى الشعبية.

مظهرهم أيضاً يعكس تقليدهم للغرب، فهم يرتدون قمصانا فضفاضة مطبوعاً عليها عبارات تحمل رسائل معينة، وسراويل "جينز" مهلهلة ومتدلية تحت الخصر، وقبعات وسلاسل ذهبية وفضية، بل منهم من يضع أقراطاً بأذنيه.

المشكلة أن بعضهم تجاوز الخطوط الحمراء، ولم يتردد باستعمال كلمات نابية بحجة "الواقعية" عند تناولهم الظواهر المشينة بالمجتمع.

التقينا بأحد أعضاء هذه الفرق أثناء عرضها على "المسرح الوطني" ويدعى "غياث أحمد" المعروف باسم "mager" أحد أعضاء فرقة (Group FM)، وحدثنا: (الراب بنظرنا نمط غنائي ينبني أساساً على استعمال كلمات الشارع التي تعبر عن الفئات المقهورة اجتماعياً واقتصادياً).

وعن سؤالنا له كيف استطاعوا التأقلم مع المجتمع العراقي المحافظ، أجابنا: (نحن كفرقة واجهنا ما بين المعارضة والقبول من عائلتنا، والاعتراض كان يتركز أساساً على الملابس)، موضحاً: (ان فرقتنا تعرضت لتهديدات كثيرة من الأحزاب السياسية).

وبين: (أن أغلب الموضوعات التي نتناولها بأغانينا تتعلق بالحرب ومعاناة العراقيين ونبذ الطائفية)، مشيراً إلى (أننا نطمح للوصول لكل الشرائح لكننا نجد معارضين كثيرين لأسلوبنا بالغناء).




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات