الراب من الفساد و الإفساد إلى الصلاح و الإصلاح
لا ينكر أحد أن الرأب هو من الوسائل التي استخدمها الناس للتعبير عن ما يقاسونه من عنصرية متطرفة و تمييز عنصري مقيت في بادئ الأمر، وبعد أن اجتاح المجتمع الغربي و العالم العربي حيث شهد إقبالاً منقطع النضير فقد أصبح وسيلة للفساد و الإفساد و باباً لجني الأموال من وراءه خاصة عند كبار المطربين سواء في غرب المعمورة أو في شرقها فقد بات يحتل مكانة مهمة في نفوس الشباب الذي وجد فيه الضالة للهروب من الواقع المأساوي المحبط و المُثقل بالكثير من المعاناة الشبابية، فبدأ ينخرط في صفوفه و بشكل ملفت ويهوى كثيراً للتردد عليه و الولوج في مستنقعاته الرخيصة، وقد أصبح مأوى مميز لبيع المخدرات و انتشار الممنوعات بمختلف أشكالها المدمرة حتى أنها باتت تباع بأرخص الأثمان بغية انتشارها بشكل كبير و للحصول على الأموال الطائلة من تجارتها السيئة الصيت، فهي حقاً الآفة الضارة و الفتاكة في نفس الوقت فإن لم ينهض المجتمع بأعباء الرسالة و ينفض عن كاهله غبار المخدرات و درن الفساد و يُحارب كل وسائل الانحطاط الأخلاقي فلا يمكن أن نرى مجتمعاً صالحاً حراً بكل ما تعنيه الكلمة التي تمتد جذورها من رسالة ديننا الحنيف، فمع ما شهده المجتمع من معاناة و مآسي جراء تغلغل الراب بين أبناءه و كالنار في الهشيم فاليوم نرى مشروع الشباب الواعد يُجسد حقيقةً صوت الإصلاح و منبر الصلاح فهو لا يزال يصدح بقيمه النبيلة و يسعى لايقاذ جذورة العلم و الإيمان و التقوى و يُريد بسط عملية الإصلاح على أرض الواقع و نشر معالمها المثالية بين شريحة الشباب من خلال طرح مشروعهم الإصلاحي و التربوي الأخلاقي وبعدة وسائل شبابية في طليعتها النتاج العلمي و الحوارات الفكرية و المهرجانات الأدبية و إلقاء المحاضرات التوعوية البناءة التي تهدف إلى جعل العلم بضاعة المجتمع و بالدرجة الأساس و سلاحه الأول بوجه الجهل و التخلف و الأفكار الضالة للتنظيمات الجاهلية و العصابات التكفيرية مستلهمة منهاجها المستقيم من الفكر الرصين و الفكر القويم للمعلم الأستاذ الصرخي الحسني الذي وجدت فيه العمق الإصلاحي الخالص و الصحيح و القائد الأمثل نحو بناء الفرد بناءاً متكاملاً مستقيماً من خلال ما طرحه من آثار علمية لم تجد منافس لها في الساحة رغم مرور السنوات على وجودها في مضمار سوح العلم و الفكر فهذه الخطوة المهمة في طريق الإصلاح كانت وما تزال المقدمة الأولى في مسيرة شبابنا الواعد نحو ترويض الراب و تسخيره لانتشال الشباب من مخاطر الدهر و جعله وسيلةً للإصلاح و لنا في مهرجاناته التي تلاقفتها مواقع التواصل الاجتماعي بلهفة بالإضافة على الإقبال عليها و بأعداد غفيرة لما فيها من معاني الأخوة الصادقة و الوسطية في الطرح و نشر للقيم و الأخلاق الحميدة .
بقلم الكاتب احمد الخالدي
التعليقات (0)