بقلم :: احمد الملا
قبل بضعة سنوات وتحديدًا في عام 2014 بعدما تمكن تنظيم داعش الإرهابي من السيطرة على الموصل قام هذا التنظيم الإرهابي بالعديد من الأفعال المخزية والمضحكة التي كشفت عن مدى تحجر عقول عناصره وقياداته، منها وعلى سبيل المثال لا الحصر إنهم قاموا بتجميع جميع أجهزت الستلايت والرسيفر الموجودة في البيوت وقاموا بتحطيمها بحجة إنها بدعة ومن صناعة غربية وهي تعمل على نشر ثقافات غير اسلامية !!!!! وفي الوقت ذاته كان الدواعش يستخدمون الستلايت ذو الصناعة الغربية في بث جرائمهم وأسسوا قناة فضائية خاصة بهم، وكذا الحال بالنسبة لملابس الجينز والسكائر وووو إلخ ...
هذا الفعل الذي قام به الدواعش أثار سخرية الجميع؛ وكان الكل يستهزء بالدواعش والعقول الداعشية، والكل يقول – الستلايت والنت وغيره – هو وسيلة وأداة يمكن أن تكون نافعة ويمكن أن تكون ضارة وهذا بحسب حال مستخدمها، يستخدمها لمرضاة الله تعالى أو لمرضاة الشيطان الرجيم، لكننا وفي هذه الأيام رأينا الذي ينتقد داعش بالأمس يطبق أفعالهم وأقوالهم بالحرف الواحد فضاع ذاك الإنفتاح وراحت تلك الثقافة والتمدن ومواكبة العصر والتطور فالكل أصبح يفكر بطريقة داعشية وبنفس الإسلوب وهو التكفير والدعوة إلى القتل وما إلى ذلك وكله بسبب (( الراب )) !!!!!!....
كيف يستخدم الراب في القضية الحسينية والمهدوية ؟؟؟!!! هذا حرام وغير جائز وهذه ثقافة غربية ووووو إلخ من كلام ينم عن قلة وعي وثقافة وإدراك، وهنا نفس الكلام الذي كان يوجه للدواعش نوجهه لهؤلاء المعترضين ونقول أعزائي .... الراب .... وسيلة يمكن أن تستخدم للخير ويمكن أن تستخدم للشر؛ يمكن أن تجعلها أداة لنصرة الدين ويمكن أن تجعلها أداة لتشويه الدين؛ فإن استخدامها في المجالس الحسينية والمهدوية لا يعني تشويها لتلك المجالس بل على العكس تمامًا انما استخدامها هو من أجل أيصال القضية الحسينية والمهدوية إلى المجتمعات التي تحمل ثقافة الراب لكن هذا الإستخدام بالطريقة المهذبة وليس بالطريقة الخادشة للحياء ....
فلو كان الراب محرمًا لما استخدمه اللبنانيون في الترويج لمقاومتهم ولنشر الثقافة الشيعية وكذلك فصائل الحشد الشعبي استخدمت الراب في الترويج لمعاركها ضد داعش؛ فإن كان الراب محرمًا فلماذا القنوات الفضائية الشيعية اللبنانية والعراقية تروج للراب ؟إن كان محرمًا فالحرمة تقع عليهم أولًا؛ لكن انهم وجدوا الراب وسيلة من الوسائل المتعددة لإيصال صوتهم للعالم؛ ونحن هنا لسنا بمقام الإستدلال من راب الحشد وحزب الله وإنما بمقام الاحتجاج على المقابل بما يعتقد به فهؤلاء وكما يسميهم ( حماة العرض وتيجان الرؤوس ) لذلك نقول إن استخدام الراب هو واحدة من الطرق والوسائل التي تستخدم من أجل إيصال صوت الحق صوت القضية الحسينية والمهدوية للعالم؛ فلماذا عندكم كل شيء يكون مباح ولكم الحق بممارسته وعند غيركم لا يجوز ؟؟؟!!! أليس هذا الفعل يشبه فعل الدواعش ومطابق له تمامًا ؟؟؟؟!!!.....
راب للحشد ....
راب لبناني عن الإمام علي عليه السلام ....
راب للحوثيين ...
راب لبناني لحزب الله ....
وهذا الراب المهدوي لأنصار ومقلدي المرجع الصرخي ... فما هو الفرق ؟ يا دواعش الفكر والتفكير والتكفير ....
التعليقات (0)